تخوف مدراء التكنولوجيا والمدراء الماليين من أمن المعلومات في الحوسبة السحابية

كشف التقرير  الجديد"ديلويت " حول "مؤشرات المدراء الماليين العالميين" مسألة استخدام الحوسبة السحابية وفوائد ومخاوف قرار الانتقال إلى مثل هذا النوع من التكنولوجيا. ويعود الى المدراء الماليين ومدراء التكنولوجيا وتقنية المعلومات قرار ما يجب نقله الى نظام الحوسبة السحابية وتاريخ القيام بذلك وكيفية التحول من تكنولوجيا المعلوماتية المستخدمة حالياً في المؤسسات إلى الحوسبة السحابية. كذلك، يتناول التقرير كيفية اختبار الحوسبة السحابية في مؤسسة ما، كما يقوم بتقييم "الفوائد المتأتية من مثل هذه التكنولوجيا الحديثة". 

أوضح الحوسبة السحابية تكنولوجيا تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب إلى مصادر خارجية تسمى "السحابة" وهي عبارة عن جهاز خادم يتم الوصول إليه عن طريق الانترنت. فتتمكن المؤسسة من شراء ما تحتاج إليه فقط بالكمية التي تريدها وفي الوقت الذي تحتاجها (على غرار المرافق مثل الكهرباء والمياه). وعلى خلاف التكنولوجيا المعتمدة حالياً، يتمّ تأمين موارد الحوسبة السحابية عبر الانترنت.

يفيد تقرير ديلويت أنّ اعتماد الحوسبة السحابية يتطلب تعاوناً وثيقاً بين كل من المدير المالي ومدير تقنية المعلومات. فيعمد المدير المالي الى اعتماد نظام الحوسبة السحابية، مما يساعد في تحفيز السلوكيات في المؤسسة وتنفيذ الأهداف الاستراتيجية والمالية ويخلق ثقافة تقييم المخاطر الذكية. بدوره، يقوم مدير تقنية المعلومات بدعم من قسم التكنولوجيا بتعزيز هذا النظام بصفته مزوّدا قيّما للخدمات في المؤسسة في نطاق أوسع.
من جهته أشار جايمس باب، الشريك المسؤول عن برنامج المدراء الماليين في ديلويت الشرق الأوسط، "إنّ التعامل مع مختلف المساهمين عملية مهمّة لكل من المدير المالي ومدير تقنية المعلومات بهدف اعتماد بيئة الحوسبة السحابية في المؤسسة. كما أنّ هذه البيئة تساعد المدير المالي في معرفة التكاليف الفعلية لوظيفة تقنية المعلومات حيث يصعب حالياً تحديد تكاليف التطبيقات بدقّة معظم الأحيان."
ويرى تقرير ديلويت أنّه وكما هي الحال في أي مبادرة جديدة، ستلجأ معظم المؤسسات إلى استخدام نظام الحوسبة السحابية في مشاريع منخفضة المخاطر أو في مشاريع لا تتوفّر فيها حالياً مصادر المعلوماتية في المؤسسة. لذا يقترح خبراء ديلويت أن يتمّ درس التكاليف والفوائد النسبية من أجل تحديد نوع السحابة التي تتلائم والمؤسسة.
كذلك، ذكرت المقابلات التي أُجريت مع مدراء تقنية المعلومات والمدراء الماليين اهتمامهم بالسرعة التي يوّفرها نظام الحوسبة السحابية حيث لا تشكّل البنية التحتية للتكنولوجيا عبئاً على المؤسسات ويمكنها أن تتفاعل بسرعة مع تغيّر التكنولوجيا. ومن الفوائد الأخرى أنّ نظام الحوسبة السحابية يُعتبر نفقة تشغيلية يتمّ دفع ثمنها كلما استهلك، ولذلك لا يتطلب استثماراً كبيراً في موارد المعلوماتية. أما الفائدة الثالثة فتتجلى باحتمال خفض عدد العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات في وقت يضمن بائعو هذا النظام فاعلية الأجهزة والبرامج. ويذكر تقرير ديلويت فائدة أخرى أيضاً وهي القدرة على التجاوب السريع مع الفرص أو المنافسة من خلال استخدام نظام الحوسبة السحابية. وهنا يشير باب قائلاً إنّ نظام الحوسبة السحابية يؤدّي إلى فوائد حقيقية لا سيما في المجال المالي حيث تتأثر الفاعلية والإنتاجية.
من ناحية أخرى، يخلص تقرير ديلويت إلى أنّ المدراء الماليين ومدراء تقنية المعلومات أبدوا مخاوف متعددة تتعلّق بأمن المعلومات وما إذا سيتمّ التدقيق فيها أو نسخها. تظهر مخاوف أخرى تتعلّق بتبعية البائعين وسيناريوهات "نهاية العقد" المحتملة. اذ تمّت مناقشة سهولة الانتقال من مزوّد الحوسبة السحابية إلى آخر وكيفية ملاءمة هذه التقنية لنظام المعلوماتية الكامل في المؤسسة.
ينصح خبراء ديلويت الشركات أن تنظر بارتياح أكثر إلى الحوسبة السحابية إذ أن التنسيق المناسب بين المدراء الماليين ومدراء تقنية المعلومات في ما يتعلّق بقرار اعتماد هذا النظام يساعدهم في تحديد طريقة استخدامه المناسبة في المؤسسة. يشمل ذلك تقييم التكنولوجيا مقارنة بالهدف من استخدامها في عملها ودراسة المخاطر المتأتية. ويقدّم التقرير توصية بالبدء بتقنيات صغيرة ونموذجية لا ينتج عنها مخاطر كبيرة وأي تأثير على سير الاعمال. كما يوصي خبراء ديلويت، وبعد ارتياح أكبر حيال هذا النظام، بمواصلة التحول الى بيئة الحوسبة السحابية تدريجياً عبر استخدام خارطة طريق مناسبة تعتمد على التقييم المناسب. ويخلص تقرير ديلويت إلى أن التقييم الصحيح الذي يجريه المدراء الماليون ومدراء تقنية المعلومات حول تأثير التكنولوجيا السحابية على المؤسسة سيدعم عملية انتقال سلسة إلى الحوسبة السحابية.

للاطلاع على التقرير بالكامل، يُرجى مراجعة " مؤشرات المدراء الماليين": هل الحوسبة السحابية بمتناولك؟