أفريقيا … واستراتيجية ممر النيل للتكنولوجيا.

نبضات 

أفريقيا … واستراتيجية ممر النيل للتكنولوجيا.

بقلم : خالد حسن

نتفق جميعا على أن السوق الافريقى أحد الاسواق الواعدة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وستكون بمثابة المحطة القادمة لقطار التنمية العالمى وأن كثير من دول المتقدم أصبحت تضع القارة السمراء تحت أنظارها وتحاول أن تتعرف على الكنوز الغير تقليدية التى تمتلئ بها هذه القارة ولعل هذا ما يفسر التواجد المتزايد للشركات الصينية والهندية ناهيك عن الامريكية والاوروبية فى هذه الاسواق .

وإذا كان البعض يرى أننا تأخرنا كثير على الاهتمام بالسوق الافريقى ، بعد سنوات من التجاهل والاهمال لكافة صور التعاون التكنولوحى ،  فانه كما يقولون " أول الغيث قطرة " ومن هنا تأتى اهمية دعوة الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات لوزارء اتصالات عدد من الدول الافريقية للمشاركة بفاعليات الدورة السادسة عشر لمعرض "Cairo ICT 2012 " والذى ضم "جناح أفريقيا" لعرض استراتيجية الوزارة للخمس سنوات القادمة للتعاون مع افريقيا والتى تأتى تحت شعار "ممر النيل للتكنولوجيا" والتى تطمح من خلالها لتنمية العلاقات بين مصر والدول الإفريقية وفتح قنوات اتصال بين القطاع الخاص المصرى والدول الافريقية فى المجالات الخاصة بالاتصالات والتكنولوجيا مع عرض " لبيت التكنولوجيا الافريقى " واهم الانشطة التى سيتم تنفيذها من خلاله .

 كما تقوم شركات تكنولوجيا المصرية بعرض أهم المشروعات التى يتم تنفيذها في الدول الافريقية وذلك في العديد من المجالات منها اقامة وإدارة القري الذكية وتوثيق التراث الحضاري والطبيعي، والبنية التحتية الاساسية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتدريب على صناعة التعهيد وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات وغيرها من المشروعات التى طلبتها الدول الافريقية لكى تكون محل تعاون مشترك بينها وبين شركات القطاع الخاص في مصر.

وبالطبع تكشف هذه الخطوة عن زيادة الوعى باهمية استعادة مصر لمكانتها لدى الدول الإفريقية ، والتى تعد الامتداد الجغرافى الطبيعى للسو المصرى ، لاسيما وان هذه الدولة نفسها بدأت رؤيتها لحقوقها الدولية تتغير وأنها ترى نفسها شريكا أساسيا فما وصلت إليه الدول الصناعية من تقدم فبدون وجود الأسواق الإفريقية ستواجه الشركات العالمية بكثير من تحديات فى توسيع وتنفيذ خططها الإنتاجية التوسعية .

فى تصورى أن التنمية التكنولوجية ستشكل أحد أهم ملامح خطط التنمية الشاملة التى سوف تنتهجها العديد من الدول الإفريقية خلال السنوات القادمة " لاسيما التى تحظى بدعم وتأييد من الولايات المتحدة والدول الصناعية الكبرى " اذ تحتاج فيها لإمكانيات متعددة ومتنوعة وهو أمر يجب أن تنتبه إليه كافة شركات تكنولوجيا المعلومات ومؤسسات الأعمال المصرية التى تشكو مر الشكوى من صغر حجم السوق المحلى حتى لا نفاجئ بأوضاع جديدة نكون نحن خارجها .

فى اعتقادى حان الوقت لإعادة تفعيل دورنا فى القارة الافريقية وتعظيم الاستفادة من مكاتب التمثيل التجارى والمنتشرة فى عدد كبير من الدول الإفريقية لدراسة احتياجات تلك الأسواق ومعرفة القواعد التجارية للتواجد بها وكذلك وتنظيم البعثات التجارية المتخصصة بالتعاون مع الغرف التجارية والصناعية وجمعيات رجال الأعمال والمساعدة فى تنظيم معارض خاصة بالمنتجات المصرية لكسب ثقة المستهلك الافريقى مع المشاركة فى المعارض التجارية التى تقام فى الدول الإفريقية بهدف تكثيف التواجد المصرى فى السوق الافريقى لاسيما وأن لدينا اتفاقيات تجارية كثيرة مع أغلب الدول الإفريقية تمنحنا العديد من المزايا والفرص التجارية إلا إنها لم تستغل حتى الأن وتعد مجرد فرص ضائعة .

فى النهاية نود أن نشير مرة أخرى أن القارة الإفريقية ستشهد فى السنوات القريبة القادمة نهضة شاملة تحتاج فيها لإمكانيات متعددة ومتنوعة وهو أمر يجب أن تنتبه إليه كافة شركات تكنولوجيا والاتصالات ومؤسسات الأعمال المصرية التى تشكو مر الشكوى من صغر حجم السوق المحلى حتى لا نفاجئ بأوضاع جديدة نظل نحن خارجها كمشاهدين فقط .