مواقف يوم الفرقان

بقلم : سامح نصير

تناولنا  بمقالنا الاخير الاحداث التي تمت بغزوة بدر ، نتناول اليوم امور حدثت بعد غزوة بدر

سهيل بن عمر كان من الاسري ، وهو خطيب طالما خطب ضد المسلمين ، لما رأه عمر بن الخطاب رضي الله عنه طلب من الرسول صلي الله عليه وسلم السماح له بقتله فرد عليه الرسول قائلاّ دعه يا عمر لعله يقف موقف لا تزمه ، وبالفعل أسلم الرجل بعد ذلك وحسن إسلامه ويوم الردة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم الذى ثبت المسلمين كان هو سهيل بن عمر .

سأل الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابة فى أمر الأسرى فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإعطاء كل أسير لقريب من أقربائه ليقتله حتى يعلم الكفار أن قلوبنا ليس بها رحمة لديهم ، فزع النبى صلي الله عليه وسلم من هذا الرأي فإستشار أبو بكر رضي الله عنه فأشار بالفداء ، إستشار الأخرين فأشاروا بالفداء فأرسل صلي الله عليه وسلم الى قريش ليأتوا ليفادوا أسراهم فنزل قول الله عز وجل يعاقب النبى والصحابة ( ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الأخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) ثم عفا عنهم فى أمر الفداء .

بدأ الكفار فى الفداء رغم تعليمات أبو سفيان بعدم الفداء ، ظل أبو سفيان لا يفادى وأنتظر حتى جاء واحد من المسلمين يعتمر فأسره ورفض تركه إلا بعد أن يترك المسلمين أبنه رغم محاولة أهل مكة معه لتركه فأمر الرسول صلي الله عليه وسلم بترك ابن أبى سفيان مقابل ترك هذا المسلم .

من الذين تم اسرهم أبو العاص زوج زينب بنت النبى صلي الله عليه وسلم وكان قبل تحريم الزواج من الكفار ، لم يكن لدى أبو العاصى أحد يفديه فأرسلت زينب قلادة لأمها خديجة رضي الله عنها ، لتفدى بها زوجها ، لما رأها النبى صلي الله عليه وسلم تذكر خديجة رضي الله عنها فبكى وقال إن شئتم تركتم لها أسيرها فتركوه إكراماّ للنبى صلي الله عليه وسلم ، رجع أبو العاصى الى مكة واعاد الأمانات التى كانت لديه ثم أسلم قائلاّ لم أسلم هناك خوفاّ من أن يقال أنى أسلمت خوفاّ من السيف .

أفضل المسلمين من شارك فى بدر وأفضل الملائكة أيضاّ الذين شاركوا فى بدر هذه مكانة بدر سماها الله يوم الفرقان لأن بها فصل بين الحق والباطل وقتل فيها سادة قريش وإعتز بها الإسلام .

لما ضرب الشابان أبو جهل أثناء المعركة سقط على الأرض وفقد القدرة على الحركة لكن لم يمت، لما إنتهت المعركة ، وإستقر الأمر قال النبى صلي الله عليه وسلم إبحثوا لى عن ابى جهل فؤجده عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو بين الحياة والموت لا يستطيع ان يرى ، فسأل ابو جهل ابن مسعود رضي الله عنه قائلا لمن الدائرة فأجاب أبن مسعود رضي الله عنه لله ورسوله يا عدو الله فرد قائلاّ من شدة غروره لا خير ، هل هناك أشرف من أن شخص يقتله أهله وليس إعدائه ! فصعد إبن مسعود فوق صدرة فأبصرة أبو جهل فقال لة لقد ارتقيت مرتقا صعباّ يا رويعى الغنم ( منتهى الغرور) فما صبر علية عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه فقطع رأسه وحملها ، وعندما وصل للنبي صلي الله عليه وسلم رماها أمامه فقال صلي الله عليه وسلم ما هذا ، رد إبن مسعود قائلا هذا أبو جهل ، فقال النبى صلي الله عليه وسلم ( الله الذى لا إله إلا هو ) قال أبن مسعود والله الذى لا إله إلا هو هذا أبو جهل فسجد النبى صلي الله عليه وسلم شكراّ لله وقال هذا فرعون هذه الأمة .