الابتكار محور التنمية الاقتصادية

بقلم : فريد شوقى

لاشك أن سرعة عملية التنمية التكنولوجية تتوقف لدرجة كبيرة على مدى قدراتنا على توفير الموارد المالية اللازمة لدعم متطلبات التنمية التكنولوجية إذ لا يمكن الحديث عن ميكنة نظم العمل وبناء شبكات المعلومات والاتصالات سواء بالمؤسسات الخاصة أو الحكومية دون وجود النفقات المالية اللازمة لذلك .

وعلى مدار العام الماضى فان الكثير من مؤسسات الأعمال تجد نفسها مطالبة بقوة لترشيد نفقاتها والعمل فى نفس الوقت على زيادة قدراتها التنافسية فى الأسواق وبالطبع ربما يبدو هذه المعادلة صعبة التحقق الا أن كثير من شركات تكنولوجيا بدأت فى تطوير مجموعة من الحلول التقنية التى تجمع بين التكلفة المنخفضة وفى نفس الوقت منح مؤسسات الاعمال الفرصة للنمو وتحسين الأداء وتحقيق الإرباح وهذا ما بات يعرف بحلول الحوسبة السحابية أو بمعنى أخر أن يتم تعامل مؤسسات الأعمال من جميع الحلول التكنولوحية على أساس أنها خدمات يمكن الحصول عليها عبر الانترنت .

وكانت دعوة " الاستمرار فى الاستثمار فى الإبداع  والتطوير " بمثابة مفتح هذا الغز الذى حاولت شركات التكنولوجيا تقديمه على مدار العام الماضى ويبدو أنها ستستمر فى طرحه على مدار السنوات القادمة لتشجيع طلب مؤسسات الاعمال بمختلف فئاتها " صغيرة ، متوسطة ، كبيرة "  على الحلول التكنولوجية  .

ولعله من المهم أن نشير لمخاوف معظم أصحاب الأعمال حول التكنولوجيا والتى يمكن حصرها فى ثلاث محاور أساسية أولها أن قادة الأعمال فى معظم مناطق العالم يطالبون بتكنولوجيا أقل تكلفة، واعتقد أن هذا مطلب عادل، وأظن أن كل صناعة يجب أن تشعر بحجم الضغوط لتقدم المزيد فى مقابل التكلفة، وتتمحور النقطة الثانية حول طول الوقت الذى تستغرقه نشر حلول المعلومات الجديدة، ولذا فنحن فى صناعة التكنولوجيا يجب أن نهتم بتوفير الإمكانية للأعمال لتكون تكنولوجية بالفعل, وثالثا، تاتى قضية توفر المعلومات إذ يعانى قادة أعمال من عدم امتلاكه المعلومات التى تسمح له باتخاذ القرارات ، ومن ثمة فما نقصدخ بالإبداع هو ما يسمح للقيادة باتخاذ أفضل القرارات ، لتحسين خدمات العملاء، لتقليل التكلفة، ولأن الوقت هو المال بالنسبة للمنتجات الجديدة، فنحن نرغب فى تقديم التكنولوجيا التى تساعد لتقليل تكلفة استخدام التقنيات الحديثة.

نؤكد أن الفائز الوحيد من هذه الأزمة هو الذي سيبقي على معدلات استثماراته الحالية في البحث والتطوير ليتمكن من قيادة السوق بعد انتهاء الأزمة لاسيما وأن صناعة البرمجيات ستشهد خلال الأعوام العشرة المقبلة ابتكارات جديدة ستعادل في قوتها قوة اختراع الحاسبات والإنترنت والهواتف المحمولة وعلى رأسها مفهوم الحوسبة السحابية  ، الذى يمكن ان يكون حلا تكنولوجيا منقذا لكثير من مؤسسات الأعمال التى تريد اقامة بنيتها التحتية للمعلومات , كما أن مهمة المبرمجين وخاصة في الدول النامية سيكون كيفية تصميم برامج تعمل على هذه الأجهزة وتجعلها أيضا بسيطة أمام المستخدم . 

بالطبع فإن الانتكاسات الاقتصادية الحالية تسببت بتراجع معدّل نمو الأعمال، مما فرض تحديات جديدة أمام شركات التصنيع التي تتطلع للمنافسة على الساحة العالمية ورغم أهمية الإدارة الفعالة للتكاليف والنفقات، إلا أن الشركات لا تتميز عن بعضها عمليا إلا من خلال الابتكار في المنتجات والخدمات التي توفرها وإن الإجراءات الأسرع وأنظمة تقنية المعلومات الجيدة تمثل قاعدة هامة للتوفير في التكاليف وتحقيق التميز والمرونة في العمل، بما يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة المرتكزة على المعلومات، وإرساء أسس قوية لتشجيع الابتكار حيث تلتقي الشركة بعملائها .

وكشفت أحدث الدراسات التي أصدرتها مؤسسة "آي دي سي" للأبحاث" عنوان «تحقيق التميز في الأعمال من خلال اعتماد الجيل التالي من حلول إدارة موارد المؤسسات»أن شركات التصنيع تستثمر في ابتكار المنتجات الجديدة وفي خدمات القيمة المضافة لتستمر في المنافسة وتتوسع في السوق وأشارت الدراسة ، التي نشرتها بوابة www.hitech4all.com وشملت 378 شركة من شركات السيارات والأجهزة الصناعية والأجهزة الإلكترونية ذات التقنية العالية وصناعات الفضاء فى 15 دولة عالمية وعربية ، أن إجراءات العمل والأنظمة التقنية غير المناسبة شكلت عائقا أمام استراتيجيات الشركات المرتكزة على الابتكارات، لاسيما وأن تلك الإجراءات والأنظمة تلعب دورا هاما في تسهيل إجراءات العمل والتواصل ضمن الشركة للتقدم بعروض العمل بسرعة وبأقل التكاليف الممكنة استنادا على العمل الجماعي .

فى النهاية نؤكد انه مع إقبال شركات التصنيع على الحد من التكاليف بصورة كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فإن عليها الآن الالتفات للتركيز على الابتكار في المنتجات وإجراءات العمل كوسيلة أساسية لدعم القدرات التنافسية، ويتطلب ذلك تغييرا في أسلوب عمل شركات التصنيع، والمزيد من الابتكار في تسيير إجراءات العمل ومستوى التقنية لتحقيق الوصول السريع والمشترك للبيانات، وتحقيق المرونة المطلوبة لتوفير المنتجات والخدمات المناسبة في الوقت المناسب .