الانتخابات وتاريخ جديد

•     كلمات ومعاني
•     الانتخابات وتاريخ جديد
•    بقلم فريد شوقي

أتفق مع الكثيرين الذين يرون أن الانتخابات البرلمانية القادمة يمكن أن تكون بر الأمان لما يشهده الوطن من فتن ونزاعات ، بعضها معروف الأسباب والكثير منها مجهول ، وبالتالي فإن هذه الانتخابات هي فرصة لاكتشاف نخبة سياسية جديدة لديها رؤية  لتنمية وتطوير الوطن ، وقادرة على إجراء حوار بناء وتفاعلي بهدف إعلاء المصالح الوطنية على أي مصالح أخرى علاوة على أنها فرصة للمصريين الذين يتطلعون لمن يمثلهم ويعبر عنهم بعد سنوات طويلة من التزوير والانفصال مع نوابهم في مجلسى الشعب والشورى . 

ولعله من المهم أن نؤكد أن هذا الانفجار ، الذي شهده ميدان التحرير على مدار الأسبوع الماضي ، كان في وجه الجميع ليس في وجه المجلس العسكري الأعلى فقط وإنما جميع القوى والنخب السياسية التي فشلت على مدار 10 شهور في تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن العادي لتحسين مستوى معيشته وتقديم بدائل ملموسة وحقيقية للأوضاع التي كانت قائمة قبل 25 يناير إذ تفرغت جميع القوى السياسية للتصارع على الحصول على حصتها من الكعكة وحماية مصالحها وتناسوا جميعا حقوق الغالبية العظمى من الشعب والتي لعبت الدور الرئيسي في إنجاح ثورة 25 يناير من خلال موقفها العظيم من عدم الخروج للشارع والسكوت على كل ما شهدته البلاد من مصاعب اقتصادية وأمنية خلال الفترة الماضية .

وبالطبع هناك بعض الأصوات من القوى السياسية المتصارعة التي طالبت بتأجيل الانتخابات للأسباب المعلن عنها الخوف من تردي الحالة الأمنية وغير المعلن عنها والجوهري هو عدم استعدادها وعدم وجود أرضية لها داخل المجتمع المصري وبالتالي تخشى من خروجها خالية الأيدي من الانتخابات وللأسف يطالبون في نفس الوقت بسرعة تسليم السلطة إلى مدنيين !!.

الانتخابات البرلمانية القادمة هي فرصة ذهبية وتاريخية ليمارس الشعب المصري حقه في اختيار ممثليه ونوابه دون أن يفرض عليه أحد رأيه أو معتقداته فالمسار الديمقراطي يجب أن يستكمل ولا نسمح لأحد ، أينما كان ومهما كان ،  بأن يشغلنا عن ذلك من خلال إشعال نيران الفتن بصور مختلفة لاسيما أنه لا يخفى على أحد الدور القذر للأيدي الخفية المحلية والدولية التي ما زالت تعبث في الداخل المصري وترغب في عدم قيام ديمقراطية حقيقة في مصر بانتخابات حرة .

حب الوطن ليس كلمات ترد في مظاهرة أو اعتصام بالميادين والشوارع ، مهما كان حجمها أو مدتها أو الدعاية لها من كل التيارات الإسلامية والليبرالية  ، ولكن الوطنية الحقيقية هي العمل على تهيئة المناخ لاستعادة عملية بناء الوطن بصورة فعلية ، وليس الدعوة للاستشهاد في مواجهة دموية مع أخوانهم في الوطن من أبناء أجهزة الشرطة والجيش ، وإعطاء الفرصة لإتمام عملية الانتخابات الأولى بعد الثورة .

نؤكد الانتخابات الحرة كانت تمثل حلما بعيد المنال لكثير من أبناء هذا الوطن إلا أنها أصبحت الآن بين أيدينا ، وبات لصوته أهمية ووزن وقيمة ، ولا يجب أن نسمح لأحد بإعادتنا إلى المربع رقم واحد مرة أخرى بعد كل هذه التضحيات التي تحملها المواطن المصري وعلينا جميعا التأكيد على شرعية ومصداقية وشفافية الانتخابات كأحد أهم متطلبات بناء الوطن وكمكون استراتيجي للدخول لمرحلة التحول الديمقراطي والعبور من المرحلة الانتقالية التي نعيشها على مدار الشهور العشر الماضية .  

• §    نهاية الأسبوع
• §       تحية لزملائنا الصحفيين الشرفاء الذين يقومون بدورهم في تغطية كل قضايا وطننا ونتطلع لتفعيل مبادرة " حقوق الصحفي وواجباته في تغطية الانتخابات البرلمانية"  التي أطلقتها مؤخرا نقابة الصحفيين ، بهدف تأكيد دور الصحافة في ضمان إجراء انتخابات نزيهة وبما يؤدي لعودة الحكم المدني الديمقراطي للبلاد في أسرع وقت، لنبدأ مرحلة التغيير الحقيقي الذي تنتظره البلاد منذ قيام الثورة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية .
• §       الأحزاب التونسية الرئيسية تتفق على تقاسم مناصب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة المجلس التأسيسي. نتطلع أن يكون الاتفاق بين هذه الأحزاب كفيلا أن نصبح تونس نموذجا للديمقراطية في المنطقة العربية وتتبعها مصر .
• §       بعد توقيع الرئيس علي صالح على مبادرة الخليج للتنازل عن الحكم في اليمين نأمل أن تشهد خطوات إيجابية نحو إقامة ديمقراطية حقيقية والاستفادة من التجارب العربية السابقة.

> /`�(�� n lang=AR-SA style='font-size:16.0pt; line-height:115%;font-family:"Traditional Arabic";mso-ascii-font-family:"Traditional Arabic"; mso-hansi-font-family:"Traditional Arabic"'>والمؤسسات الذي تسوده العدالة والمساواة وضمان حقوق كل فئات الشعب المتعايشة في مصر واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة ومحاربة الفساد المالي والإداري ونشر الأمن والسلام والمحبة والألفة بين أبناء الشعب ودعوة أبناء شعبنا إلى الحفاظ على وحدة مصر أرضا وشعباً .

ولعل ما يميز الانتخابات القادمة أن تكنولوجيا المعلومات كان لها دور ملموس  بداية من استخدام بطاقة الرقم القومي في الانتخابات، بدلا من البطاقة الانتخابية ، كما سيكون للمرة الأولى من حق المصريين بالخارج المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم ، عبر البريد ، كذلك من خلال الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات يمكن للناخبين معرفة رقم اللجنة وموقعها الجغرافي بما يسهل لهم عملية الوصول للجنة ناهيك عن استخدام الكثير من المرشحين المستقلين والأحزاب لمواقع التواصل الاجتماعي  الفيس بوك وتويتر ، للتعريف ببرامجهم وكذلك استخدام خدمة الرسائل القصيرة " SMS " .

نتطلع أن تشهد الانتخابات أعلى نسبة من مشاركة الناخبين وأن يتم تقليص استخدام المال السياسي ، لاسيما وأن هناك وضعا اقتصاديا متدهورا مما يشجع البعض على استغلال حاجة الفقراء ، خاصة أن الإنفاق على الدعاية الانتخابية أغرقت الشوارع باللافتات وانتشرت الإعلانات على شاشات التليفزيون وفي الصحف وأقامت الأحزاب والناخبون المؤتمرات الحاشدة في الدوائر الانتخابية .

•     مجرد تساؤلات
•        لم نعد نعرف عدد المظاهرات المليونية ،التي تم تنظيمها خلال الـ 10 شهور الماضية ، ولكن هل عقلاء هذا الوطن ومحبوه سيقفون هذه المليونيات واستعراض القوى خلال الانتخابات البرلمانية لتوفير المناخ المناسب لإتمام عملة التحول الديمقراطي ؟.
•   كشفت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، أن لديها معلومات أكيدة عن تورط عناصر خارجية فيما شهد شارع محمد محمود بالتحرير الآن مؤكدة أن الثوار الآن محاطون بمجموعات مارقة تقوم بتنفيذ مهام استخباراتية سرية تهدف أساسًا إلى إحداث وقيعة بين الشعب والجيش. ونفس الكلام سمعناه من المتظاهرين والسؤال لماذا لا يتم الكشف عن هؤلاء والذين يقفون وراء هذه المؤامرة حتى نستطيع الخروج من الحالة الضبابية التي تعيشها غالبية المواطنين ؟ .
•       انتعاش السياحة كانت أهم التوقعات الإيجابية لثورة 25 يناير واستغلال شغف السياح للوقوف على التغيير الذي أحدثته الثورة في مصر إلا أنه للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إذ دعي مؤخرا 3 ملايين مواطن من العاملين في مجال السياحة ، وغالبيتهم من الشباب ، إلى العودة للهدوء والاستقرار حتى لا يتم الإضرار بالموسم السياحي خلال فصل الشتاء مؤكدين أنه تم إلغاء الحجوزات في عدد كبير من الفنادق السياحية بسبب الأحداث الأخيرة ، رغم توقع كل الخبراء بموسم نشط وبالفعل كانت الحجوزات تنبئ بموسم سياحي ناجح. فلمصلحة من تتم التضحية بـ 12.5 مليار دولار الدخل السنوى للسياحة ؟ .