-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : د. محمد عدلي
استمتعت هذا الأسبوع بالتدريس لجيل من الشباب الصغير، الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخامسة عشرة، وذلك من خلال برنامج أكاديمية الصغار التي أطلقها معهد تكنولوجيا المعلومات مؤخراً لتشمل العشرات من هذا الجيل، كان موضوع التدريس هو أمن وتأمين المعلومات، وقد حملت تلك التجربة بالنسبة لي العديد من المفاجآت السارة والمدهشة في الوقت ذاته، أما سبب المفاجأة فهو أني وجدت لدى هذا الجيل ما كان يفوق تصوري من المعلومات عن عالم التقنيات والاتصالات، وأقولها بصراحة فقد وجدتهم أكثر تمرساً وخبرة بكل ما يتصل بالإنترنت من أجهزة إلكترونية وبرمجيات تطبيقية في مختلف مناحي الحياة بما يفوق بكثير ما كنت أتصور أنه لديهم.
ثم راجعت نفسي لأجد أن هذا الأمر يعد طبيعياً حيث إن هؤلاء الشباب قد ولدوا وتربوا بعد ظهور الإنترنت وانتشارها على أجهزة التليفون المحمول لتصبح حقيقة بين الأيدي وفي جميع الأوقات فهم بحق جيل الإنترنت، ومن النادر أن تجد واحداً من أبناء هذا الجيل في مكان ما إلا وهو يحمل هاتفه المحمول بين يديه فهو رفيقه و لعبته ووسيلة اتصاله وهو كل شيء بالنسبة له، وسوف تجدها شكوى مشتركة بين جميع الآباء والأمهات لهذا الجيل من أن أبناءهم لا يتركون هذا الشيء الذي بين أيديهم أبداً، ولا يعطون فرصة للحديث المباشر معهم .. الأمر الذي يزعج آباءهم ولا يمنحهم الفرصة للحديث والتفاعل معهم طوال اليوم. وما يعنيني في هذا كله هو رصد مدى عمق الارتباط الوثيق بين هؤلاء النشء وتكنولوجيا المعلومات منذ سن صغير ومبكر جداً في حياتهم.
تلك الظاهرة يجب أن تسترعي انتباهنا بما لها وما عليها إلا أنها تشير إلى أن ذلك الجيل هو الأقدر على فهم تقنيات تكنولوجيا المعلومات وهو الأقدر كذلك على تطويرها وتطويعها بما يخدم المجتمع ويسهم في حل مشكلاته، وهو الجيل الذي سيقوم بالإبداع والابتكار لما سيكون بين أيدينا من تكنولوجيات في الغد القريب. وهؤلاء المبدعون الجدد سيبدأون من حيث انتهينا وسيكونون أكثر منا قدرة وإنتاجاً فى هذا المضمار وهنا نشير إلى أن المبدع يدل مسبقاً على ما هو قادم من إبداع وهو ما أحاول أن استكشف ملامحه الإبداعية بشكل مسبق من خلال تعاملى معهم.
لا شك أن إبداعات ذلك الجيل القادم ستتميز بالذكاء الشديد والحرفية العالية وستحدث الكثير من الطفرات النوعية فيما اعتدنا عليه من إبداع سابق .. نعم أقولها بصدق أننا على موعد مع سنوات تحمل الجديد فى هذا المجال بشكل يومي وهذا الجديد سيحمل طابع هؤلاء الأولاد شديدي الذكاء والتمرس في آن واحد. يبدو الحديث متفائلاً ومشرقاً ولكن .. وآه من ولكن، لا بد أن ننظر للأمر بشقيه ومن كلا الجانبين المضيء وغير المضيء.
أود أن أؤكد أن الذكاء والتمرس وغيرهما من الصفات التقنية لا تغنى أبداً عن زرع القيم والمبادئ داخل هذا النشء وإلا تحول كل ما سبق إلى أسلحة شر تجر المجتمع بأسره ناحية الإرهاب والجريمة والعنف، وتوظف في سبيلهم كل ما تطوله اليد من تكنولوجيا وتقدم علمي وكل الذكاء والتمرس الذي سبق أن أشرنا إليه. إننى أدعو بشكل صريح كل أب وكل أم لهذا الجيل من الأبناء أن ينتبه إلى أن جيل الإنترنت ما زال بحاجة إلى أن ننشئه على القيم والمبادئ التي تربينا عليها والتي نستمدها من الدين الإسلامي والمسيحي ومن تراثنا الحضاري المصري العريق كذلك.