جابر نصار : جامعة القاهرة تقرر دراسة منهج للأخلاق " أون لاين " للمرة الأولى اعتبارا من العام القادم

لمكافحة التطرف الفكري وترسيخ قيم التعايش السلمي :
عبد اللطيف : مطلوب تطوير آلي للجمع بين المنهج الإلكتروني والتفاعل المباشر مع الأنشطة الطلابية

كتبت : شيماء حسن
تحت عنوان "الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب" قرر مؤخرا مجلس جامعة القاهرة، طرح مقرر دراسي كمتطلب للتخرج، للطلاب في كل المراحل والتخصصات العلمية خلال فترة دراسته الجامعية ، إذ يركز المنهج على تعليم واكساب الطلاب بعض السلوكيات والقيم الأخلاقية مثل السلام والتعايش السلمي وقبول الآخر والتنوع الحضاري وثقافة الحوار وحقوق الإنسان وغيرها من القيم الإنسانية المشتركة، وتمت طباعة الكتاب وتوزيع 200 نسخة على كل كلية.
في البداية أكد الدكتور جابر نصار ـ رئيس جامعة القاهرة المصرية الوحيدة المصنفة ضمن أفضل 500 جامعة إذ تحتل المرتبة 401 عالميا ،وفقا للتصنيف الذي نشره معهد التعليم العالي التابع لجامعة جياو تونغ شنغهاي الصيني حول ترتيب أفضل 500 جامعة عالمياً ، قررت دراسة منهج للأخلاق لطلاب الجامعة بداية من العام الدراسي القادم حيث قامت الجامعة بإجراء مسابقة ، ورصدت لها جائزة بقيمة 250 ألف جنيه ، لرصد وإعداد المنهج والمقررات الدراسية التي يمكن اعتمادها لهذه المادة والتي سيتم تدريسها بطريقة غير نمطية ،وليس بنظام المناظرات ، ناهيك عن أن الكتاب نفسه والمادة العملية قائمة على فكرة التحاور والتفاعل مع الطلاب والبرنامج معروف على مستوى العالم للتعليم الذاتي .
التعليم الإلكتروني
اضاف التعامل مع المنهج الجديد سيكون وفقا لمفهوم "التعليم الإلكتروني " من خلال موقع الكتروني ،على موقع الجامعة على شبكة الانترنت ،ويعتمد على تذكية القيم المشتركة والسلوكيات الأخلاقية والتعامل مع الآخر واحترام الرأي الآخر وهذه هى الفكرة الأساسية .
أوضح حتى لو لم تتمكن هذه المناهج والقيم الإنسانية غير موجودة ولم يتم تدريسها للطلاب في المراحل التعليمية ، قبل الجامعية ، فإن هذا لا يمنع من تعليمه للطلاب " فما لا يدرك كله لا يترك كله " وهي خطوة مهمة جدا والفكرة لها جدوى إنسانية مهمة جدا لتعليم طلابنا مجموعة من السلوكيات الإيجابية وعلى رأسها الأمانة العلمية والتعايش السلمي مع الآخر هذا مهم جدا .
أضاف نصار أن طريقة تدريس المنهج تعتمد على الابتكار بصورة كبيرة بداية من تحميل المنهج من خلال موقع الكتروني لتحميل المادة على تطبيق للهواتف الذكية أو الكمبيوتر أو المكتبات والامتحان كذلك سيكون "أون لاين" ، وهى ليست مادة رسوب ونجاح وكذلك تدرس مرة واحدة خلال طول مدة دراسة الطالب الجامعية " وهدف الاختبار هو التعرف على المهارات التي تم إكسابها للطالب للتفاعل مع المجتمع وكيفية الاستفادة منها موضحا نحن ندرس هذا الموضوع لمدة عام ونصف من قبل مركز جودة التعليم التابع لجامعة القاهرة ورؤية ومطالعة كل التجارب الدولية .
مشاركة التجرية
أشار رئيس جامعة القاهرة أننا بعد اتخاذ القرار بتدريس المادة في الجامعة أرسلنا القرار إلى المجلس الأعلى للجامعات ولكن كل جامعة لها أن تأخذ بهذه الفكرة أو تشاركنا في التوسع في تطبيق هذه المنظومة الأخلاقية لتقليل بنية التطرف الفكري والإرهابي وهذا انطلاقا من رؤيتنا للتعاون والتكامل بين الجامعات .
أشار أن الفكرة لها جدوى مهمة جدا من خلال مجموعة من العناصر أولها حيوية المنهج الذي يتم تدريسه والأمر الثاني طرق التدريس والتعاطي مع المادة الإلكترونية بحيث يستطيع الطالب أن يحمل الكتاب من الإنترنت بدون أي أعباء إذ يكون لدى كل طاب اسم مستخدم وكلمة مرور للدخول إلى شبكة الإنترنت الخاصة بالجامعة .
أوضح أن الجامعة منذ سنوات وهى تعمل على إحداث تغير كبير سليم وآليات التفاعل من جانب طلاب جامعة القاهرة وهيكل التدريس وإدارة الجامعة لتحسين سلوكيات الطلاب وتطويرها بصورة كبيرة بما يتسق مع التاريخ والمكانة العالمية للجامعة .
عودة الأخلاق
من جهته أكد الدكتور محمد رشاد عبد اللطيف ـ نائب رئيس جامعة "حلوان" أن الأخلاق والتعديل في السلوك لا يعتمد فقط على الدراسة ولكن ياخذ مرحلة زمنية طويلة إلا أن خطوة جامعة القاهرة إيجابية جدا ومهمة لبداية التحرك نحو إعادة الأخلاق لطلابنا وأبنائنا وتحسين العلاقة فيما بين الطلاب وهيكل التدريس .
أضاف الأخلاق هي سلوكيات ولا يتم تشريبها للطلاب ولذلك تعتمد على عرض ومحاكاة نماذج سلبية يتعرف من خلالها الطلاب السلوك الإيجابي للطلاب وهذه عملية تراكمية ولن يحدث تغيير في يوم وليلة .
أوضح عرض المنهج أون لاين مهم جدا للكثير من الطلاب ولكن الكثير من الأسر الفقيرة لا يستطيع التعامل مع الانترنت ولذلك أتمنى أن يكون الهيكل التدريسي بالتواصل مع الأسر الفقيرة المصرية في المحافظات من خلال ورش العمل والندوات إذ إن جميع المشاكل يمكن أن تعالج من خلال النشاط الطلابي وإدخال هذا المنهج لتدريس الأخلاق ضمن الأنشطة الطلابية لتطبيق وممارسة الأخلاق الفضيلة باعتبارها أحد أهم طرق مكافحة الأفكار المتطرفة .
أشار إلى إمكانية التطبيق على كل الجامعات المصرية ولكن سننتظر نتيجة التجربة في جامعة القاهرة وأعتقد أن جميع الجامعات تحتاج إلى تطبيق هذه المادة ولكن نحتاج إلى آلية ابتكارية للجمع بين "الاون لاين " والعمل المباشر مع الطلاب .
تربية الأطفال
من جهته قال ممدوح أبو عاصي: تدريس مادة القيم والأخلاق بالمناهج الدراسية، فالأخلاق هي التي تدوم في نفوس الأطفال منذ الصغر وهى مهمة جدا للتدريس في جميع مراحل التعليم بدءا من المرحلة الابتدائية وأن يتعلم فن الآداب والاحترام وتغرس بهم القيم والمبادئ. إذ إن التربية يجب أن تكون قبل التعليم .
ويرى شريف محمد الأخلاق والقيم تحكمها عدة عوامل أولها التربية الأساسية في الأسرة وهى الأساس ونحن مجتمع شرقي له طابع معين ومن الطبيعي أن يكون للجامعة دور في تنمية الوعي المجتمعي وتساهم في ترسيخ القيم والأخلاق السمحة .
ويتفق معه محمد عبد المنعم ـ طالب بالجامعة ـ في زمان انعدام الضمير فإن هذه الفكرة تعتبر مهمة جدا وهذه المادة جوهرية وهي بذرة لابد من زرعها في طلابنا منذ النشأة ولابد من وجود دور فعال من رجال الدين لتهذيب سلوك الأطفال .