حان وقت العمل: 5.25 تريليون قطعة بلاستيكية تلوث محيطاتنا

ما الذي يحدث عندما تنام؟ لا يقتصر النوم على فكرة إراحة أجسامنا فقط. فخلال النوم، تجري عمليات حيوية للحفاظ على أجسامنا، كحاسوب يُعيد استدعاء ذكريات مر بها، ومعلومات تعلمها خلال اليوم. فالأحلام لها دور حيوي في استقرار الذاكرة. أثناء مرحلة الحلم، يقوم الدماغ بتركيب أجزاء جديدة من الذاكرة مع أخرى قديمة، ليساعدنا على ترسيخها معاً على شكل ذكريات طويلة الأمد.
إن كان بمقدور النوم والأحلام أن يساعدا الجسم البشري المعقد ليستمر بالعمل، تعتقد جوجل أن بإمكانها تطبيق الفكرة نفسها بالنسبة لذكائها الاصطناعي. حيث تقوم جوجل ديب مايند - وهي شبكة عصبونية متطورة - بابتكار تكنولوجيا جديدة تسمح لبرنامجها أن يحلم بهدف تحسين معدل التعلم لديه. في الورقة البحثية التي نشرتها مجموعة الأبحاث في جوجل، في أرشيف مسودات الأوراق العلمية الإلكترونية ArXiv التابع لجامعة كورنيل، شبّه الفريق عملية الحلم عند الإنسان "بمهام إضافية غير خاضعة للرقابة"، تستخدم لتدريب برامجهم.
تتضمن أحلام الذكاء الاصطناعي لديب مايند، مشاهد من ألعاب الفيديو، مثل ستار كرافت 2، ولابرينث. يمكن للدوافع التي تتضمنها ألعاب الفيديو، أن تساعد الذكاء الاصطناعي كي يتعلم كيفية التعرف على التحديات في اللعبة، ما يساعده على اتخاذ قرارات أفضل عندما يتم اختباره ليتعامل مع ضوابط اللعبة. وبشكل ملفت، أدت نتائج التدريب بالأحلام إلى زيادة في أداء ديب مايند. حيث سجل الذكاء الاصطناعي معدل 880% من أداء الإنسان الخبير في ألعاب Atari، وفي لعبة المتاهة لابرينث، حقق معدل تعلم يفوق الدورات السابقة من تطبيق تعليمات الذكاء الاصطناعي بعشرة أضعاف.
الذكاء الاصطناعي في المستقبل
إن إتقان ألعاب الفيديو مجرد قاعدة أساسية للتدريب بالنسبة لديب مايند، قبل أن ينتقل إلى وظائف مثل التعرف على الوجوه، أو أبحاث السرطان. حالياً، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في حياة المجتمع اليوم، حيث يعمل على تحسين عمل الأنظمة في طيف واسع من القطاعات.
يمكن لتحسين أساليب التعلم عند هذه الروبوتات أن يفتح الباب أمام مستقبل أفضل لنا. وهو يثير بالفعل بعض المخاوف بشأن تجارب التدريب الخارجة عن السيطرة للذكاء الاصطناعي على الحلم. في حين تعمل جوجل وغيرها من الشركات على تطوير شبكات عصبونية - والتي لا تنوي بالتأكيد أن ينقلب الذكاء الاصطناعي ضد مصلحة البشر - يبقى الاحتمال قائماً مع ذلك بإمكانية وروده إلى أحلام الذكاء الاصطناعي. و"أحلام اليقظة" في عالم المسلسل التلفزيوني "ويست وورلد" تسمح لذلك الذكاء الاصطناعي الخيالي، أن يعرض بعض العواقب غير المقصودة (مع الأسف). ولكن يبقى لدينا فرص بأننا لن نرى مثل هذه العواقب في الواقع.
ما زالت الوسائل تجريبية حتى الآن، رغم النتائج الباهرة التي تتحقق بالجملة، وما زالت جوجل تجري الكثير من الاختبارات. في الوقت الحالي، نحن جميعاً نتطلع قدماً إلى ما يمكن اعتباره أفضل ذكاء اصطناعي على الإطلاق.