-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم: د. غادة عامر
إلى زمن قريب كانت الثورة العلمية والتكنولوجية تقاد وتدار إما عن طريق مؤسسات كبيرة تعتمد علي البحث والتطوير، أو عن طريق أنظمة التعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات، لكن في الآونة الأخيرة ونتيجة للثورة التكنولوجية الهائلة التي حدثت في العالم في الأعوام العشر الأخيرة ، أصبح إنتاج الابتكار والمعرفة ليست قصرا علي هذه الجهات التقليدية وإنما أضيف إلى ذلك وبقوة جهات وأفراد خارج هذه المنظومات تماما.
لقد حدث تغيير جذري في نموذج تشجيع وإنتاج المعرفة والابتكار في كل المجتمعات المتقدمة، حيث أصبح النموذج الجديد لا يعتمد علي النشاط العلمي والمؤسسي المتخصص ، ولكن على المعرفة من كل الفئات والجهات في المجتمع المعتمدة على التطبيق، والتي يتم اعتمادها بعد اختبارها باستخدام المجتمع وليس فقط الجهات العلمية المعتمدة، ويكون اختبارها بشكل مؤقت وبطريقة عشوائية ويستخدم فيها العديد من التخصصات ويقوم عليها العديد من الجهات وكل القطاعات في المجتمع، وخير دليل على ذلك ظهور العديد من خدمات المعرفة والابتكار التجارية مثل الوسطاء بين المبتكرين ورجال الأعمال، والاستشاريين والشركات والمكاتب التي تعمل علي دعم ريادة الأعمال وتنفيذ الابتكارت.
وبالتالي لم يعد الابتكار نشاطا متخصصا في مؤسسة متخصصة، والتي بدورها تكون مسئولة مسئولية تامة عن تطوير وتهيئة وتثمين المعرفة والتكنولوجيا التي تظهر من الابتكار كما كان في السابق، بل أصبحت السمة المميزة لمجتمع المعرفة الجديد هو أن تطوير الاقتصاد والتكنولوجيا وتثمين الابتكارات المجتمعية يعتمد علي أساس انتشارها وتقبل المجتمع لها، إن المجتمع وبالتالي السوق هو المثمن والمطور الحقيقي للابتكارات الجديدة.
هذا النموذج الجديد من إنتاج المعرفة أدى إلى نوع جديد من التفاعل في المجتمعات التي طبقته، وساعد على خلق نوع جديد من شبكات التعاون لدعم الابتكار الوطني بين أنظمة البحث العلمي والتعليم ، والأنظمة الاقتصادية والصناعية بالإضافة إلي النظام السياسي والحكومي في الدولة. هذا التعاون يكون علي شكل من أشكال تقاسم الأفكار، والملكية الفكرية، والمعرفة والتكاليف، وحتى الموظفين. ونتيجة طبيعية لهذا التعاون يحدث تغيير جذري في هيكلة السوق المحلية، فظهرت منظمات ابتكارية جديدة في مجال البنية التحتية، كما ظهرت مؤسسات اجتماعية ابتكارية جديدة، وكذلك تظهر وظائف نوعية ونمط حياتي حديث ومختلف تماما عن سابقة، وتتحول الحكومة إلى حكومة دعم وتطوير للاقتصاد القائم على المعرفة. و مع استمرار هذا العمل الانفتاحي المتكامل تنمو معارف وابتكارات جديدة تحدث تغييرا قويا وجذريا في العديد من المجالات مثل حقوق الملكية الفكرية، والتعليم، والسياسات و التصنيع والتجارة. وتظهر نماذج أعمال ، ونماذج تعليمية ، ونماذج لصنع السياسات جديدة ، وهنا يكتمل النظام البيئي القوي الداعم للابتكار الوطني وهذا ما يسمى نموذج "الانفتاح".
أما الاتجاه الثاني في إنتاج المعرفة والابتكار هو التقارب بين التكنولوجيات والتخصصات المختلفة مثل تكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الهندسية والطبية والعلوم المعرفية وغيرها، وذلك باستخدام الأنظمة التكنولوجية الذكية في جميع أنواع المنتجات والخدمات. ويعتقد أن هذا التقارب يؤدي إلى نمو ما يسمى بالابتكارات الكاسحة التي يكون أثرها عميقا وقويا ومردودها الاقتصادي هائل وترفع من مستوي المعيشة للفرد بشكل كبير، كما أن هذا التقارب يعمل علي تحسين أداء الأفراد والعمال.
ويمكن لأي دولة تريد أن تنهض وتتقدم بسرعة، أن تهيئ نموذج إنتاج المعرفة والابتكار باستخدام الانفتاح والتقارب عن طريق دفع الأنظمة القديمة مثل الجامعات مثلا ، لتنفتح على المجتمعات المحيطة بها، بحيث يكون للمجتمع دور في اعتماد أي ناتج أو فكرة أو مشروع بحثي في الجامعة ، لأنه المستفيد الأول والأخير، وكذلك لابد أن يتم دفع الكليات المختلفة في الجامعة لعمل بحوث مشتركة باستخدام التكنولوجيا الحديثة ليكون ناتج البحث قويا وفعالا في حل المشاكل وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة. لكن هذا كله لن يحدث دون وجود حكومة خلاقة ومبتكرة تعرف و تعي أن الابتكار لم يعد رفاهية إنما قضية أمن قومي!