نفاق اليهود ونقض العهود

• §    بقلم : سامح نصير

بعد أن إستطاع الرسول صلي الله عليه وسلم الهرب من الكفار فى هجرته الى المدينة بصحبة ابو بكر الصديق مشى فى طريق غير مألوف حتى وصل للمدينة ، فى الطريق قابل صلي الله عليه وسلم أم معبد وهي من العرب الرحل ( لم يصف النبي صلي الله عليه وسلم أحداّ كما وصفتة أم معبد كما جاء فى كل المراجع ) ، ومن معجزاته صلي الله عليه وسلم انه لما سألها النبي صلي الله عليه وسلم عن طعام أخبرته أنه لا يوجد لديها سوي شاة ضعيفة لايوجد بها لبن فحلبها صلي الله عليه وسلم حتي ملاّ كل الانية الموجودة لدي أم معبد .

وصلت الأخبار للمدينة بأن الرسول خرج مهاجرا ، ولتأخره كان أهل المدينة يخرجون يومياّ لإستقباله ، مسلمون وكفار ويهود ، يوم الإثنين 12 ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة ( الهجرة لم تكن فى محرم ) وصل الرسول صلي الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه الى المدينة المنورة ، إستقبلهم أهل المدينة بحفاوة بالغة وتنازع الناس على ضيافة الرسول ، .

نزل صلي الله عليه وسلم مكان قباء وأمر أول ما نزل ببناء مسجد ، وتم بناء أول مسجد فى الإسلام وهو مسجد قباء وإستمر بقباء حتى يوم الخميس ثم تحرك الرسول يوم الجمعة من قباء الى المدينة وأدركته صلاة الجمعة فأمر بإقامتها وكان فى ديار بنى سالم بن عوف ما بين قباء والمدينة وخطبهم الرسول وكانت أول خطبة جمعة يخطبها النبى فى الإسلام ، وصل الرسول الى المدينة وتسابق أهلها لإستضافته وتزاحموا علي مسك ناقته فأمرهم بتركها قائلا : " إتركوها فإنها مأمورة " ، وصلت الناقة لديار بنى النجار بأرض فضاء ليتيمين وبركت فى المكان المبارك مكان مسجد الرسول الذى حدده الله سبحانه وتعالى .

إشترى الرسول صلي الله عليه وسلم الأرض من اليتيمين ثم أمر بإنشاء المسجد النبوى ، تسابق الصحابة لإستضافة الرسول ، إختار صلي الله عليه وسلم أن يقيم فى دار أبى أيوب الأنصارى ، شارك الرسول صلي الله عليه وسلم فى بناء المسجد وكان الناس يحملون لبنه لبنه وكان عمار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين فدعا له الرسول وقال قولته المشهورة ( ويح عمار تقتلة الفئة الباغية ) وهى من معجزات الرسول حيث تحقق ذلك فى معركة صفين بعد خمسة وثلاثون عاما ، ثم أرسل الرسول زيد بن حارثة ليأتى بأهل الرسول وأهل أبى بكر الصديق .

حرص بعض الناس على لقاء الرسول صلي الله عليه وسلم ، عبد الله بن سلام وهو عالم وحبر من احبار اليهود حينما علم بوصول الرسول صلي الله عليه وسلم ورأى كل العلامات التي تدل علي نبوته والمذكورة بالتوراّه بما فيها خاتم النبوة أسلم ، ولعلمه بان اليهود أهل غدر وليس لهم عهد طلب من الرسول صلي الله عليه وسلم عدم إعلان إسلامه ، وقال له إستدع سادة اليهود واسألهم عنى أمام الناس ، وفعل الرسول ، وجاء سادة اليهود ، واختبأ عبد الله بن سلام حتي لا يروه ، وسألهم الرسول صلي الله عليه وسلم : ماذا تقولون في عبد الله بن سلام ؟  فقالوا هو سيدنا وحبرنا وعالمنا ، فخرج عليهم عبد الله بن سلام وقال وأنا أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمداّ رسول الله فقالوا علي الفور هو سفيهنا وكذابنا وجاهلنا !! فى لحظات غيروا مقولتهم فهم اهل غدر وليس لهم عهود وبالطبع لم يسلموا .... صفية بنت حيي بن أخطب احد سادة اليهود وزوجه الرسول صلي الله عليه وسلم قالت قبل زواجها من الرسول :  استمعت لوالدها وهو يسأل أخاه ياسر بن أخطب قائلا :  أهو هو ؟  (على الرسول ) فرد ياسر قائلاّ : نعم ، فسأله أهو النبى الذى نجده فى التوارة ؟ فأجاب : نعم ، فقال أعرفته بكل علاماته ؟ فقال : نعم ، فقال وعلي ماذا عزمت ؟ فقال عزمت على عدائه ابد الدهر .