لموجات فوق الصوتية تفتح آفاقاً جديدة لعلاج أمراض المخ

نشرت مؤخراً دراسة في دورية Science Translational Medicine توثق عمل جراح الأعصاب ألكسندر كاربنتيير في مستشفى بيتي- سالبيتريير في باريس، وتظهر الدراسة إمكانية استخدام الأطباء للموجات فوق الصوتية لاختراق الحائل الدموي الدماغي في المرضى المصابين بالأورام الأروميّة الدبقيّة المستعصية، وذلك لحقن الأدوية التي لا يمكنها تجاوز هذا الحائل في الظروف الطبيعية.

وتماثل هذه التجربة واحدة أخرى تجرى في مركز العلوم الصحية في ستوني بروك، ومع ذلك يخبرنا نيل كاسل من مؤسسة الموجات فوق الصوتية المركزة بأن تجربة كاربنتيير هي "أول إثبات لأمان الاختراق المتكرر للحائل الدموي الدماغي في البشر"، ويتحقق ذلك من خلال زرعة صغيرة، هي اختراع كاربنتيير المسمّى سونوكلاود (SonoCloud)، والتي ستتمكن من إرسال موجات فوق صوتية تنتشر في أجزاء الدماغ المتضررة من الأورام.

يتناقض هذا مع النهج الأكثر تركيزاً المتّبع في ستوني بروك، ويُعد هذا مفيداً بشكل خاص لمرضى الأورام الأرومية نظراً لقدرة الورم على الانسجام مع أنسجة الدماغ القريبة منه، وبعد ذلك يتمكن الأطباء من حقن أدوية العلاج الكيميائي مباشرة في الورم، ولا يشعر المرضى حتى بالموجات فوق الصوتية المنبعثة.

أظهرت التجارب على الفئران أن بروتينات أميلويد بيتا المرتبطة بمرض الزهايمر تنخفض من حيث العدد والحجم بمجرد فتح الحائل الدموي الدماغي، وبدأ كاربنتيير يجري التجارب لاختبار مدى فعالية هذا الإجراء في البشر.

وأعرب كاسل عن أمله في أن يكون العلاج بالموجات فوق الصوتية "قادراً على الفتح المتكرر والقابل للعكس للحائل الدموي الدماغي بطريقة غير باضعة، مستهدفة، ومركزة"، ويدرك كاربنتيير أنه لا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث، ويخطط حالياً للمرحلة التالية من التجارب والتي سيختبر فيها فعالية حقن الأدوية المباشر في وقف نمو الورم ومنع إعادة نموه.