علماء الفلك : الكوكب الأحمر يخرج للتو من آخر عصر جليدي له

ربما لا يعلم معظم الناس الكثير عن نظامنا الشمسي، إلا أنهم يعلمون ألوان الكواكب، ويعلمون أن كوكب الأرض أزرق، وكذلك الحال بالنسبة لأورانوس ونبتون، ويعلمون أيضاً أن لون كوكب زحل هو الأصفر، أما لون كوكب المشتري فهو مزيج من الأصفر والبرتقالي، في حين يتميز كل من الزهرة وعطارد بلونهما الأحمر الناري، وأخيراً كوكب المريخ، الذي يمتاز بلونه الأحمر.
ولكن هل تبقى ألوان الكواكب دائماً على هذا النحو؟
اكتشف علماء فلك من الولايات المتحدة أنه قبل مئات الآلاف من السنين، غطت كوكبَ المريخ طبقةٌ ناصعة البياض من الجليد، وذلك بسبب خروجه للتو من عصره الجليدي الخاص، والذي كان قاسياً للغاية.
وفي دراسة نُشرت في مجلة ساينس (Science)، استخدم الفريق كاميرات وأجهزة رادار نبضية على متن المركبة المدارية مارس ريكونيسانس أوربيتر (Mars Reconnaissance Orbiter) التابعة لوكالة ناسا لاستكشاف الطبقات الجليدية التي تغطي القطب الشمالي للكوكب الأحمر، حيثُ وجدوا أن آخر عصر جليدي حدث قبل (370,000) سنة.
عندما أراد علماء الأرض الرجوع بالزمن ليلقوا نظرةً على مناخ كوكبنا قديماً، قاموا بأخذ نماذج أنبوبية طويلة من القطبين ودرسوا جزيئات الجليد فيها، وها هم يستخدمون التقنية نفسها على كوكب المريخ، فقد استخدموا رادار ناسا تحت السطحي للأعماق الضحلة (Shallow Subsurface Radar) لدراسة الغطاء الجليدي لسطح المريخ وما يقع تحته لأعماق تصل إلى 2 كيلومتر على وجه التحديد.

إمكانيات غير محدودة
إن السبب في حدوث العصور الجليدية على سطح المريخ هو مداره الغريب، فهناك انحراف في دورانه قدره (60) درجة (في حين يبلغ انحراف دوران كوكب الأرض حوالي درجتان)، كما يبعده مداره عن الشمس بنسبة 12%، ولاحظ العلماء أن المريخ يمر بفترة سبات بين العصور الجليدية، ومن المتوقع حدوث العصر الجليدي القادم بعد 150,000 سنة.
يمنحنا ذلك وقتاً طويلاً لدراسة إمكانيات كوكب المريخ، حيثُ تعتمد عملية استصلاحه على قدرتنا في تحرير الغازات والسوائل إلى غلافه الجوي، فقد أظهرت الدراسات الرادارية وجود كميات كبيرة من الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون محصورةً في القطبين.