-
IT DATA تعلن عن منحة MCITP في مراكزها المعتمدة للطلبة والخريجين بتكلفة منخفضة
-
الفيسبوكبون يشنون هجوم الكترونيا على موقع توفيق عكاشة
-
اشترك في مسابقة 2012 جنيه دهب من " موبينيل " واكسب جنيهات ذهبيةيومياً واسبوعياً وشهرياً
-
كيونت تطرح "بيور هوم" لمواجهة تلوث مياه الشرب فى مصر بعد الثورة
-
فى مذكرة ل شرف : سكان مدينة العبور يطالبون بنقلهم اداريا لمحافظة القاهرة
-
ب 5000 دولار : "امراة الية " لاقامة علاقات عاطفية مع الرجل
-
من ابناء القطاع : 3 مرشحين لتولى منصب وزير الاتصالات
-
اقبال كبير على التعليم الالكترونى فى مصر لقدرته على ايصال المعلومة اسرع وأقل تكلفة
-
"فودافون" تنفى القبض على 3 من موظفيها لبيعهم كروت بأسعار مخالفة للتسعيرة.. وتبحث تعديل عرض "الكارت كارتين" بما يتوافق مع مصلحة عملائها
-
"Hitech4all.com"يفوز بجائزة ثقافة الجودة بالإعلام العربي من جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية
اقرأ لهؤلاء
أصدقاؤك يفضلون:
بقلم : أشرف عثمان
الملاحظة الغريبة هي ان معظم الشركات التي قمت بتدريبها في العالم العربي لا تمتلك أي منها (intellectual property (IP أو ملكيه فكرية. كلها "تتاجر" في سلعة معينة، تأتي بها من الخارج مثلا وتبيعها بأقل قدر من التطويع أو الـ customization ويكون ذلك باتباع منهجيه تكون في العادة مملوكة للشركة التي تمتلك حق البرنامج او المعدة الأصلية.
أحزن عندما أرى مئات من الشركات العملاقة في عالمنا المصري و العربي تفتقر إلى هذه الجزئية المعرفية, فلا تنتبه لما قد يكون عائداً ماديا بطريقة مباشرة بترخيصها للغير، أو طريقة غير مباشرة بإدماجها في القوائم المالية تحت مسمى Good Will لرفع قيمة الشركة عند التقييم.
دائما ما أكرر في دوراتي المختلفة المثال الآتي: عند بيع حقوق برنامج Jeopardy الشهير، قُدّرت قيمة المقطوعة الموسيقية المصاحبة لها والتي لا تتعدى الـ ٦٠ ثانية بسبعين مليون دولار! هذا مثال لمنتج فكري (المقطوعة ألفها منتج البرنامج بنفسه دون دراسة موسيقية
ولكنه تمتم بها لنفسه وأعجب الجميع بها, فصار ما صار). صارت هذه القطعة مصاحبة للبرنامج بحيث أن من إشترى البرنامج لم يمانع في المبلغ المقدر لها في عملية تقييم الشركة.
لو فكرنا بنفس العقلية في مجال أعمالنا في العالم الرقمي، لوجدنا أن هناك جهود مبعثرة في المشروعات التي تقوم بها الشركات والتي يمكن أن تمثل ملكية فكرية IP خاصة بها تكون لها قيمه ماديه متميزة.
في مقال سابق عن الـSI Systems Integrators ذكرت عمليات مهمة لابد لمن يستحق لقب و قيمة الـ SI أن يقوم بها,
و هي :
إدارة الانتقال والتغيير من الوضع الحالي إلى المستقبلي Transition & Change Management
إدارة الإدماج والتكامل بين طرق العمل قبل المشروع و بعده Process Integration Management
معايير قياس الأداء الكلي للمشروع قبل و بعد
بدون وجود هذه المطالب الثلاثة في أي مشروع SI يتحول كما قلنا إلى مشروع " تنسيق شراء و تشغيل مكونات متنوعة الموردين" Coordinated multi-vendor procurement and installation project
ما يحدث هو أن بعض الموردين يدرجون منهجية لتطبيق منتجاتهم على حِدة , ودون الأخذ في الإعتبار المنتجات الأخرى التي:
سيتم تركيبها من الصفر
ستتم ترقيتها upgrade بسبب المشروع الجديد
ستتم إحالتها للتقاعد بسبب استبدال ما تقوم به في منتجات جديدة
هذا بالإضافة إلى عامل آخر في منتهى الأهمية وهو البيانات التي يحدث عليها في العادة ما يسمى Data Cleansing أو تنقية البيانات وهي عملية شاقة ومضنية تصل في كثير من الأحيان إلى وظائف يدوية لا يمكن ميكنتها.
نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض المنهجيات:
MSDN من ميكروسوفت و ASAP من ساب و AIM من أوراكل و hp rapid-i2 من إتش بي وIBM Maximize technology في حال تطبيق نظام مكسيمو لإدارة الأصول وفي النهاية منهجية PPDIOO من عملاق الاتصالات سيسكو.
الآن تخيل مشروعا يشمل منتجا أو أكثر من هذه الشركات ويشمل إدماج وتكامل بعض الأنظمة الأخرى التي ستبقى دون تغيير. ما يحدث عمليا الآن هو تطبيق المشروع بطريقة الجزر المنفصلة Separate islands و يهيمن على المشروع كله منهجيه من مناهج إدارة المشروعات مثل PMI, Prince 2, Agile, etc.. المعنية بالمشروع ومراحله من initiation, planning, execution, control, and closing في حالة تطبيق المنهجية الشهيرة PMI .
باقي القصة تكون في العادة مأساوية وتعتمد على إطفاء النيران Fire Fighting كما يسمونها, الأمر الذي يحدث في غالبية المشروعات وفي غالبية البلدان , ولكن تكون النسبة الأكبر في منطقتنا العربية وتؤدي إلى تأخير المشروع و التضحية بإحدى العناصر الثلاث : التكلفة, الوقت, و الجودة .
ما علاقة هذا بالملكية الفكرية؟ العلاقة واضحة جدا. ألا تتمنى لو أن هناك منهجية مرنة تأخذ في اعتبارها المنهجيات المختلفة لتطبيق المكونات المختلفة من المشروع من أجهزة السيرفر والتخزين والشبكات والأمن المعلوماتي (كل هذه المكونات هي بنية تحتية أساسية). ثم من بعد ذلك التطبيقات المختلفة والتي قد تكون من أكثر الشركات المذكورة سابقا؟
ألا تتمنى أن ترى المقاول الأساسي System integrator وهو يشرح ما طورته شركته من منهجيه تقوم بالتنسيق بين عناصر المشروع المختلفه التي تقوم بها فرق مختلفة؟ مخطئ من يظن فريق العمل في مشروع يحتوي على عناصر مختلفه مما ذكرناها سيأتون من نفس الشركة , بل إن الشركات كلها دون استثناء تعتمد على نموذج استخدام شركاء عمل business partners واستشاريين متفرغين freelancers .
لهذا السبب تجد الكثير من الشركات تجنح إلى شراء كل المكونات من شركة واحدة مثل العملاقين أوراكل أو ساب أو غيرهم لأنهم يظنون أنهم سينعمون بما يسميه مندوبو البيع Seamless Integration وهو حلم بعيد المنال لأن برامج هذه الشركات مشتراه في الأصل من أكثر من شركة وتم إدماجها في باقة متكاملة.
تخيلوا القيمة البيعيه الفريدة Unique selling point التي تتأتى من المعرفة بكل المشاكل التي تصادف بيئة متعددة الموردين أو الـ multivendor environment التي لا مناص منها, فلا شركة على الإطلاق تستطيع أن تورد كل ما يحتاجه العميل من الصفر, رغم محاولات أوراكل بشراء شركة SUN منذ سنوات عديدة لتكون موردا للأجهزة والبرامج.
بيئة تعدد الموردين واقع لن يتغير, فلن تستطيع أوراكل أو أي شركة أخرى توريد : الأجهزة والبرامج والنهايات الطرفية والطابعات والشبكات وبرامج/أجهزة أمن المعلومات (على النهايات الطرفيه و الهواتف و التابلت). كما ترون فالمجال مفتوح أمام من يريد التميز وجني الأرباح ببناء ملكية فكرية في هذه الجزئية البسيطة وهي منهجية خاصة للتعامل مع المشروعات متعددة الموردين.
لذلك لو قررت الشركات الرجوع إلى ما حدث في مشروعاتها، (التي قلما تخلو من تحديات ومشاكل) ونظرت إلى هذا الكنز المعلوماتي و استقت منه رؤية و بصيرة insight ووفرت لذلك الوقت والمجهود والخبرة العملية لتطوير منهجية مرنة تستطيع إدماج كل عناصر المشروع بمنهجيات التطبيق للشركات المختلفة في رؤية خاصة. لو حدث هذا ستكون النتيجة منتجا فكريا IP خاص بالشركة , منتج سيقدره العملاء والزبائن.
للعلم, أعرف شخصيا شركة متخصصة في إدارة مشروعات البنية التحتية لأبراج ومحطات الاتصالات قامت بهذا العمل وطورت وباعت المنهجية الخاصة بها والتي طورتها من الدروس المتعددة التي مرت بها في تنفيذ المشروعات المليئة بالعديد من الموردين . باعت هذه المنهجية إلى شركة نوكيا وجنت المال الوفير.
هذا مثال بسيط مما يمكن أن يشكل ملكية فكرية لها قيمة مادية موجودة تحت سمع وبصر العديد من الشركات في السوق المصرية والعربية التي تعاني من المشروعات التي تمتد لأشهر وسنوات بسبب "الكوكتيل" الناتج من تنفيذ المشروعات بطريقة الجزر المنفصلة التي يعاني منها الجميع.