قطاع الاتصالات .. ومستقبل الأمن

•    نبضات
•   قطاع الاتصالات .. ومستقبل الأمن
•  بقلم خالد حسن

لم ولن تنجح حوادث البلطجة الخسيسة  لمهاجمة بعض مقار أقسام الشرطة وسرقة أسلحتها ، التي تعرضت لها مدينة جرجا بمحافظة سوهاج الوطن مؤخرا في النيل من وحدة النسيج الوطني المصري الذي ظل على مدار 14 قرنا رمزا للمحبة والتعايش السلمي ، ويستحيل على فئة خارجية ضالة التفكير أو جماعة منحرفة السلوك التأثير في الروابط التي تجمع بين مختلف فئات الأمة لاسيما وأن لدينا جميعا من الحكمة والتجربة التي تؤكد أن الوطن للجميع والدين لله .

وإذا كان الحس الوطني لدى شعبنا "المؤمن والمقدس للحياة " يجمع على أن إشاعة حالة من الفوضى في الشارع إنما تستهدف أمن مصر واستقرارها ، وأنه لا يمكن أن يكون بأيدي مصرية وطنية مخلصة ومحية، فإن هذا لا يمنع من قيام بعض فئات المجتمع إطلاق مبادرات متنوعة تحمل في طياتها ومضمونها التأكيد على أننا جميعا صف وحد ضد البلطجة والإرهاب بكل صوره الآثمة ورغبتها في إغلاق الثغرات التي يحاول المتآمرون النفاذ منها وبالطبع فإن العاملين في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا - كأحد أهم دعائم النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية - من الممكن أن يكون له دوره ومبادراته الوطنية لتأمين شعبنا  .

ومنذ أكثر من عام تقريبا أكدت أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يمكنه القيام بدور مهم في مساعدة الجهات الأمنية المختصة من خلال التبرع بتركيب عدد من الكاميرات الرقمية التى يمكنها العمل بالأشعة تحت الحمراء ، على غرار الكثير من عواصم دول العالم التي طالتها يد الإرهاب الغاشم ، لتوفير أقصى مستويات الأمان والطمأنينة للمواطن من خلال مراقبة دائمة ، على مدار الـ 24 ساعة ،  للشوراع الرئيسية  ، ومقرات أقسام الشرطة ، وأماكن مخارج ومداخل دور العبادة ،  المساجد والكنائس ،  وكذلك المواصلات العامة كالمترو والمصالح الحكومية المهمة والمدارس نظرا لأهمية مثل هذه  الكاميرات في تصوير الجناة ومساعدة الأجهزة الأمنية في منعهم أو إلقاء القبض عليهم هذا بالإضافة إلى التبرع بعدد من أجهزة تكشف القنابل والمتفجرات عن بعد .

في اعتقادي أيضا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما لديه من مسئوليات مجتمعية ، يقوم بها بشكل إيجابي ، يمكنه المشاركة في التخفيف من آلام بعض أسر الضحايا التي فقدت عائلها  ، الأب أو الأم أو أحد أبنائها ، بإيجاد فرصة عمل مناسبة لأحد أفراد الأسرة وليس منح معونة مالية تجنبا لعدم تكرار الجهود التي قامت بها بعض الجهات سواء الحكومية أو الخاصة .

نطالب أيضا الشركات الوطنية العاملة في مجال إعداد ونشر المحتوى الرقمي على شبكة الإنترنت أن يكون لديها من الحس الوطني ما يؤدي أن تقوم الإنترنت بدورها ، المنوط بها ، في مواجهة ومداواة الجراح داخل الأسرة المصرية الواحدة وعدم إتاحة الفرصة للغضب أن ينال من أمن الوطن لاسيما أن بعض المصادر الأمنية حذرت وأكدت أن حادث كنيسة القديسين هو جزء من مخطط إرهابي أكبر سيبدأ بعملية قريبة أمام إحدى دور العبادة الإسلامية الشهيرة في القاهرة , وهو الأمر الذي يحتاج من الجميع إلى التكاتف مع أجهزة الأمن للوقوف بشدة أمام  نشر أفكار مسمومة هدامة أو تحمل فكرا تخريبيا يستغل الشباب لتنفيذ أعمال إرهابية تهدف زعزعة استقرار الوطن وترويع شعبنا . 

في النهاية نؤكد تاريخ نضال وحضارة هذا الشعب الممتد لآلاف السنين أكبر بكثير من هذه الأعمال التي تتسم بالبلطجة والإرهابية وأننا قادرون على الصمود وتجاوز هذه الأزمة إلا أن هذا لا يمنع من أخذ العبرة ومراعاة تطبيق كل الاحتياطات التي تحول دون تكرار مثل هذه الأعمال وأولها تخصيص خط ساخن للمواطنين للإبلاغ عن وجود أي مخاطر أو مخاوف يمكن أن تخطط لها بعض العناصر الإرهابية . 

مجرد تساؤلات

•      خطة أمنية : أثبتت أحداث الشغب في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج الحاجة لوضع خطة علمية مدروسة ومبنية على أحدث العلوم الأمنية مرتبطة بجدول زمني محدد وإعلانها ليطمئن الناس مع ضرورة الاستعانة بالمجندين المتميزين ممن خدموا في القوات المسلحة في الصاعقة والعمليات الخاصة حيث إنهم مدربون وجاهزون وتعيينهم فوراً في قوات لمكافحة الشغب ومواجهة أعمال البلطجة مع وضع جميع المسجلين تحت المراقبة والقبض على العناصر شديدة الخطورة منهم ،كإجراء احترازي ، واتخاذ إجراءات صارمة قانونية ضد الخارجين على القانون .
•     الوطن أولا .. نأمل من جميع القوى السياسية المتصارعة حاليا على اقتسام السلطة التفكير جديا في وضع استراتيجية وطنية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يعانيها المواطن قبل الحديث عن وراثة السلطة .
•     الأمل يكسب ..في كل أزمة يتعرض لها الوطن فإن الأمل في رحمة الله والثقة فيه تعد هي الملاذ الآمن للحفاظ على وحدة الوطن .