زمان ومش بعيد

بقلم : ناصر أفندي فؤاد
زمان أحوالنا ما كانتش زي دلوقت
قمصان وبنطلونات أبينا وفساتين أمنا تتعد ّل وتبقي بتاعتنا وكنا بنفرح انها كانت بتاعتهم وأنها اتعدلت لينا.
الصغير نادرا لما تجيله حاجة جديدة، ما هو بياخد حاجات أخواته الكبار لما بتضيق عليهم.
اللحمة أو الفراخ مش كل يوم
في ٣ أيام في الأسبوع من غير لحمة أو فراخ ويوم تفليته واللحمة حتة واحدة وبالعدد على قد أفراد الأسرة وكنا سعداء لأن فيه أكل في البيت وغيرنا ما عندوش .
أكلة الكباب من عند الحاتي تبقى زي يوم العيد وبالسنة ونفضل مفتكرينها
لما جدتنا تاخدنا في التاكسي لمشوار يبقي يوم ما حصلش لأن المواصلات العامة سواء أتوبيس أو مترو أو ترومواي أو تروللي هي الأساس والمسافات القريبة لحد ٣ كيلو أو ٤ مشي بس الشوارع كانت نظيفة وفيه رصيف يتمشي عليه
عمرنا ما جينا البيت ولقينا أكلة مش عجبانا وزعلنا .. بنصرف أنفسنا من غير ما نبص حتي بنظرة عتاب لأمنا
ينسوا يدونا المصروف نتكسف نسأل
ساعة التعسيلة بتاعة أبونا بعد الغدا ما تسمعش صوت في البيت.
المدرس لو شفناه وكنا قاعدين لازم نقف احتراما.
كنّا بنحترم المرور وعسكري المرور فكان بيحترم نفسه أكتر
اللي يغش في الامتحان نخاصمه وما نكلموش
اللي بيشرب سجاير نبعد عنه لأنه تلفان!
اللي بيشتم مَش ممكن نصاحبه!
الفراش والبواب وبتاع اللبن و و و أي حد كبير نندهله. عّم فلان .
اللي يعمل أي شغل لبيوتنا لازم ياخد حقه في ساعتها وهو كمان كان بيعمل شغل صح .
احنا فين من ده
بلاد زمان كان فيه نظام، كان يحترم فيها الطابور
بلاد طابور من غير نظام تروح تغور
نسورنا أصغر ملحمام
وحمامها وجبة للنسور
كنا راضيين باللي ربنا قسمه لينا فأرضانا الله بما قسم
هي دي النعمة بجد.