الحروب السيبرانية

بقلم : د. حسام نبيل
مما لا شك فيه أن عدم وجود إجماع دولي على تحديد ما يسمى بالهجمات السيبرانية قد أبرز خطورتها والآثار السلبية التي تترتب عليها، ولعل قواعد الحرب في الفضاء الإلكتروني يمكن أن تؤكد أن الحرب الإلكترونية تماثل تماما ما تقوم به أي دولة ضد أخرى من استخدام القوة العسكرية في مواجهتها والذي يتطلب الرد المناسب عسكريا والمتضمن لاستخدام القوة العسكرية، أما فيما يتعلق بالإرهاب الإلكتروني فيمكن أن يعتبر أنشطة التخريب المتعمدة أو تلك التهديدات التي تستهدف أجهزة الحاسب الآلي وشبكات المعلومات الحكومية أو الخاصة بالهيئات والمؤسسات الاقتصادية والمالية والحيوية الضخمة التي تهدد اقتصاديات الدول وبنيتها التحتية والمصحوب بنية إحداث الأضرار سواء بالبناء الاجتماعي أو الاقتصاد أو أيديولوجية الشعوب أو الذي يتضمن أهدافا سياسية أو دينية أو ما يشابه ذلك وتستهدف تلك الهجمات بث الذعر والرعب في نفوس أفراد تلك الدول وشعوبها وهو ما يعد إرهابا إلكترونيا .
ومن المؤكد أن الجرائم الإلكترونية تتضمن الانتهاكات والاختراقات غير المصرح بها لشبكات المعلومات وسرقة حقوق الملكية الفكرية والبيانات الأخرى التي ترتكب بدافع تحقيق الربح المادي والتي يجب مواجهتها قانونا بواسطة أجهزة إنفاذ القانون والتي تعمل وفقا للقوانين النافذة والمطبقة في تلك الدول إلا أن تعارض القوانين في الدول المختلفة واختلاف مناط التجريم قد يعقد ويتعذر معه اتخاذ الإجراءات الفاعلة في مواجهة هؤلاء المجرمين .
إن المجرمين المعلوماتيين والإرهابيين والجواسيس الإلكترونيين يعتمدون بشكل أساسي على استخدام شبكة الإنترنت في ممارسة أنشطتهم الإجرامية ولتحقيق الأهداف التي يعملون من أجلها ، كما أن الإرهاب الإلكتروني والذي ترعاه بعض الدول أو الأجهزة الاستخباراتية والذي يستهدف تحقيق أضرار تمس البنية التحتية لبعض الدول لأغراض تتعلق بالسياسة الدولية والتي تسيء لسمعة تلك الدول إذا ما تم الكشف عن تورطها بها إلا أنها تحقق لها أهدافها في تحقيق مكاسب سياسية أو معلوماتية أو عسكرية أو أمنية أو غير ذلك وتستخدم الدول في التجهيز للهجمات السيبرانية والتي تعد فيما يسمى بالحرب الإلكترونية الجواسيس الإلكترونيين اللذين يقومون بسرقة المعلومات المخزنة في حاسبات المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة وشبكات معلوماتها للحصول على استراتيجياتها العسكرية والاقتصادية وغيرها في كل مناحي الحياة للوصول إلى نقاط الضعف ومن ثم تحقق القدرة على مهاجمتها ، وعلى ذلك فإن هؤلاء اللصوص الإلكترونيين هم اللذين يرتكبون تلك الهجمات غير المشروعة على نظم المعلومات والشبكات الحكومية والخاصة والتي تكون مدروسة وممنهجة بما يحقق الشلل التام للدول التي تتعرض للهجوم ، وغالبا ما يكون المقاتلون الإلكترونيون هم مكاتب ومنظمات أو أشباه وكالات أو دول تعمل على تطوير قدراتها من خلال تلك الهجمات لتحقيق الدعم لدولها .