شركات التكنولوجيا ..اين هى من الابداع ؟

شكل غياب ثقافة الوعى المعلومات احد أهم التحديات التى واجهت مسيرة التنمية التكنولوجية لكسب ثقة قاعدة كبيرة من المستخدمين بما ينعكس بصورة ايجابية على تنمية حجم الطلب المحلى على قطاع تكنولوجيا المعلومات . Cairo 2015إلا أنه ومن خلال الاحتكاك المباشر مع عدد كبير من زوار معرض “ ” فى دورتها التاسعة عشر نستطيع أن نقول هناك تطور كبير فى حجم ونوعية المعرفة ICT التكنولوجية لدى هؤلاء الزوار، بمختلف أعمارهم واهتماماتهم الأمر الذى يدفعنا لضرورة تغير آليات التعامل مع هؤلاء المستخدمين باعتبارهم قادرين على التفرقة بين الغث والثمين علاوة على تطلعهم إلى كل ما هو جديد . وبالطبع فأن القدرة على فهم نمط حياة الأفراد و تلبية احتياجات الحالية والمستقبلية لمستخدمى الكمبيوتر تعد من أهم متطلبات تنمية سوق المعلومات وزيادة القدرة التنافسية للشركات العاملة فى هذا المجال وهو الامر الذى يعتمد فى المقام الاساسى على مدى إمكانية شركات المعلومات فى تطوير برامج او تطبيقات وشرائح الكترونية تتيح خدمات جديدة ذات قيمة مضافة للمستخدم . وفى تصورى فأن الابداع يلعب الدور الاساسى فى عملية الاستجابة لاحتياجات تلك الفئة من المستخدمين وهنا نتساءل هل تحاول شركات المعلومات تنمية مفهوم الابتكار بمنتجاتها ؟أم أن الأمر لا يعدو مجرد كونها وكيل لبيع منتجات الشركات الأجنبية فى السوق المحلى ؟ كذلك هل لدينا الآليات التى تشجع الشركات والافراد على الابتكار فى مجال تكنولوجيا المعلومات ؟ وكم عدد الشركات المحلية للتكنولوجيا التى تمتلك براءات اختراع معترف بها دولية ؟ وما هى ميزانية البحث والتطوير فى شركات المعلومات ؟ والتجارب الواقعية تكشف أن شركات المعلومات التى تمنح عنصر البحث والتطوير اهمية كبيرة فى تحديث منتجاتها ،وفقا لاحتياجات المستخدمين ، تكون هى الشركات الاكثر قدرة على بناء علامة تجارية “ براند نيم “ قوى يعلق فى أذهان المستخدمين بصرف النظر عن حداثة او قدم تلك الشركات فالتكنولوجيا الحديثة تمكنها من القفز بسرعة كبيرة لاختصار العديد من الخطوات التى كان يجب المرور بها فى الماضى وصولا لمنتج جديد . وبالطبع لا أستطيع اصدار احكام عامة وشاملة بان جميع شركات التكنولوجيا المحلية تفتقد للابداع ولكن فى نفس الوقت يجب ان نضع مقولة المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان الكثير من شركات التكنولوجيا المحلية كانت تتبادل برامجها وحلول لمجرد الحصول على الدعم المالى من برامج تنمية وتطوير المنتجات التى كانت تنظمها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ ايتيدا “ ، عندما كان يتولى رئاسة الهيئة ، وبالتالى فالموضوع لا يتعلث بتنمية القدرات التطويرية والابداعية لدى الشركات ومن ثمة تنمية قدراتها التنافسية بقدر ما هو التفكير فى الحصول الدعم المالى !! وفى اعتقادى أن التقنيات الحديثة تتيح أمام شركات المعلومات المحلية الفرصة ملاحقة ركب التنمية التكنولوجية بشرط أن تؤمن تلك الشركات بأهمية وضرورة تشجيع وتنمية عنصر الابتكار فى تصميم وإنتاج عدد من المنتجات الجديدة بما يفتح الباب لتقديم خدمات ذات قيمة مضافة حقيقية تتناسب مع متطلبات المستخدمين فى النهاية .. نؤكد أنه بدون الابتكار سيكون من الصعب بل من المستحيل أن يكون لدينا منتجات تكنولوجية مصرية ذات علامة تجارية معروفة “ براند نيم “ على غرار ما سبقتنا إليه الكثير من الدول مع العلم أننا هنا لا نتحدث عن تصنيع أو منتجات هارد وير بل أننا نتحدث عن صناعة البرمجيات وتطبيقات المحمول والحلول التكنولوجية وهى صناعة قوامها الأساسى الاستثمار فى العقول البشرية وفقا لإستراتيجية متكاملة ورؤية بعيدة المدى تستهدف تعظيم الاستفادة من تلك الثروة .