الإنترنت .. ومستقبل الشركات الصغيرة

بقلم: حسام الجمل
في مشاركتي بفعاليات مؤتمر حوكمة الإنترنت، الذي أقيم مؤخرا بالبرازيل بصفتي عضو اللجنة اﻻستشارية للأمين العام للأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت وعضو مجلس إدارة التحالف الأفريقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، بدأت كلمتي في الجلسة الافتتاحية بشكر الدولة المنظمة والأمم المتحدة على الفرصة المتاحة لعرض وتبادل وجهات النظر المختلفة في قضايا الإنترنت حول العالم ، ممثلا للتحالف الأفريقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأحد قيادات مبادرة الأعمال لدعم المجتمع الرقمي بغرفة التجارة الدولية معبرا عن الشركات الصغيرة والمتوسطة.
أشرت في بداية حديثي إلى التغيرات السريعة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والربط بشبكة الإنترنت ، الأمر الذي ساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول من خلال حد أدنى من الاستثمار في البنية التحتية لزيادة التجارة عبر الحدود والمشاركة في الاقتصاد العالمي ، محدداً فوائد التواصل عبر الإنترنت للشركات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم ، وهي القدرة على الوصول إلى العملاء وتنوع الأسواق ، الوصول إلى معلومات السوق في الوقت المناسب، خلق فرص ووسائل جديدة للابتكار، وتوفير فرص أكبر لمشاركة سيدات الأعمال ، بجانب تحقيق المناورة والقدرة على الاستجابة لمخاطر وتغيرات السوق ، والاستفادة من أفكار التعهيد الجماعي للأفكار والأموال لمشاريع محددة ،
أكدت أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكة الإنترنت ساعدت بشكل كبير الشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم لتصبح أكثر إنتاجية وأكثر قدرة على المنافسة تجاريا من أي وقت مضى ، ومع ذلك لا يزال العالم في حاجة أكبر لسياسات تضمن إتاحة أفضل مع تحقيق التنافسية والجودة المنتظمة والخصوصية والتأمين اللازم من الخدمة.
نوهت أن المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة ومتوسطة الحجم هي قاطرات لخلق فرص العمل ، خاصة بين السيدات والشباب ، مؤكداً أن نسبة هذه الفئات من الشركات تصل إلى حوالي 90٪ على مستوى العالم ، وبالتالي علينا بذل المزيد من الجهود لإشراك المجتمع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما في اقتصادات الدول النامية ، كما ينبغي بذل كل جهد ممكن لتعزيز قدرة المرأة على الوصول واستخدام الإنترنت ، مشيراً لإحدى الدراسات التي أكدت أن وصول 150 مليون امرأة وفتاة للإنترنت يمكن من فتح فرص واستثمارات داخل الأسواق تتراوح من 50 ـ 70 مليار دولار ، الأمر الذي يدعم اقتصاديات الدول النامية.
طالبت المجتمع الدولي دعم سياسات الإتاحة بشكل أسرع ، والحد من مخاطر الاستثمار في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز بناء القدرات ، وتسهيل الابتكار في الأعمال المحلية ، وتشجيع إنشاء المحتوى المحلي ، بجانب تعزيز القدرات المؤسسية أيضا من الضروري إيجاد حلول لقضايا الأمن السيبراني والخصوصية للحفاظ على شبكة الإنترنت مستقرة وآمنة وموثوق بها ، بهدف تنمية اقتصاديات الدول بجانب أن هناك العديد من القصص الرائعة في البلدان النامية والتي استطاعت حسن استغلال شبكة الإنترنت لتغيير حياة مواطنيها للأفضل.
كذلك ألقيت الضوء على تجارب عدد من الدول في الاعتماد على التطورات التكنولوجية في مواجهة مشكلاتها ، مثل نيجيريا التي استطاعت إنقاذ الأرواح من الأمراض الوبائية من خلال التطبيقات النقالة ، ومشاريع تحسين الرعاية الصحية في المناطق النائية في مصر من خلال تطبيقات العلاج عن بعد وتقديم الاستشارات والتشخيص ، كما أنه يمكن التحدث عن مشاكل التعليم ، وكيف ساهمت الحلول التكنولوجية في عمل منصات التعلم الإلكتروني المحلية ، وسد الفجوة المعرفية وتحقيق المساواة في إتاحة المحتوى من خلال القدرة على الوصول للمناطق الأقل نموا.
أكدت أن منتدى حوكمة الإنترنت هي خطوة مفيدة جدا لمجتمع الأعمال، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة ، من خلال الفرص "الفريدة" المتاحة للمشاركة في المناقشات البناءة بين الحكومات والمجتمع التقني، والأكاديميين، والمجتمع المدني ، بطريقة ديناميكية موضوعية ، بما يمكن من زيادة فرص جني فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتصلة.
في النهاية بحب أن نعلم أن هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ منتدى حوكمة الإنترنت ، لذا علينا أن نشجع الجهود المبذولة لتحقيق الوصول إلى الإنترنت لجميع المواطنين حول العالم ، وتحسين التنوع الثقافي واللغوي، وتوسيع المحتوى المحلي والأدوات التكنولوجية التي تعزز التنمية للبلدان الأقل نموا.