كنت أظن الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع . الصحة (10)_

د. أحمد الحفناوي

أنتقل معك عزيزي القارئ لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عالم الصحة .. وكما عاهدت نفسي منذ عشرات السنين ألا أدرس أو أكتب عن شيء قبل أن يكون لدى خبرة عملية في تطبيقه. وأحب أن أبدأ بطرح مجموعة من الأسئلة عليك: ما دور هذه التكنولوجيا في الصحة ؟ ومن أين نبدأ بتطبيقها ؟ وكيف نطبقها ؟ .. هل ننشر تطبيقات أم شبكات أم ماذا ؟ هذه أسئلة جوهرية .. قبل أن أقول رأيي سأشارككم بمعلومة سمعتها من مسئول سابق بوزارة الصحة أن هناك حوالي 20 ألف جهاز كمبيوتر بوزارة الصحة معظمها في المخازن أو لا تعمل !!

وقبل أن أجاوب على الأسئلة فقد بنيت خبرتي في هذا المجال منذ 35 عاما في مشروع تخرجي وكان عن تحليل رسم القلب بالكمبيوتر بهدف تشخيص الأمراض. ثم عملت على رسالة الماجستير عن بناء نظام معلومات لمعمل إكلينيكي في معهد القلب بميامي فلوريدا ورسالة الدكتوراه عن نموذج لتحليل اتزان نظام التحكم في عملية التنفس. ومرت سنوات ثم بدأ اهتمامي بالإدارة وعملت على دراسة منظومة إدارة بالأداء المتوازن لأحد المستشفيات. وبعدها شاركت في مراجعة أداة استراتيجية لمنظومة الصحة الإلكترونية E-Health والتي وضعها بالتشارك منظمة الصحة العالمية مع الاتحاد الدولي للاتصالات منذ خمس سنوات. وشاركت في لجنة خبراء لتقييم وضع الصحة الإلكترونية في المنطقة العربية مع منظمة الصحة العالمية. وأشارك حاليا في مشروع مهم عن متطلبات منظومة الصحة الوطنية لتطبيق النطاق العريض ويشمل المشروع أربعة مكونات رئيسية : البنية التحتية من اتصال وتخزين, المواصفات القياسية, اقتصاديات النظام, الاستراتيجية وخارطة التطبيق. وكذلك أشارك حاليا في مشروع إقليمي من الاتحاد الأوروبي لتنظيم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمواجهة التحديات المجتمعية ومنها قطاع الصحة. وأخيرا شرفت بعضوية اللجنة التوجيهية لزمالة المعلوماتية الصحية بوزارة الصحة.

هذه الخبرات المحدودة والقراءات والنقاشات العديدة التي تمت لسنوات مع العاملين بالمجال ستساعدني في أن أشارك معكم في تقييم الموقف الحالي. لا شك أن نقطة البداية تبدأ من خلال وضع سياسة واستراتيجية للقطاع وتطبيقات الصحة الإلكترونية. وهذه الاستراتيجية يمكن أن توضع في أشهر قليلة وتوفر الوقت والمال الذي ضاع لسنوات طويلة وسنعرض في مقالنا القادم أهم ملامح هذه الاستراتيجية مع طرح مبسط لمنظومة الصحة مع أهمية التفرقة بين الصحة والطب.

فإلى لقاء قريب عزيزي القارئ.