جايتكس .. التكنولوجيا عماد لاقتصاد

بقلم : أسماء حسني

تسلمت رسالة من أ. خالد حسن ـ رئيس التحرير يذكرني بالمقال الأسبوعي قبل موعده لظروف التواجد بمعرض جايتكس دبي .. أخذتني الذاكرة لعام ١٩٨٤ وكان أول عام أتواجد فيه بمعرض دبي ، خريجة جامعية حديثة تتخبط خطواتي في عالم تكنولوجيا المعلومات، كل معلوماتي تنحصر في لغات البرمجة ومكونات الحاسب الآلي بعد دراستي له في جامعة القاهرة بجانب دراستي للاقتصاد والعلوم السياسية .
بدأت مشواري مع تكنولوجيا المعلومات بحضور معرض "جايتكس دبي". في هذه الآونة كانت دبي مدينة هادئة .. أعلى مبنى فيها هو مبنى التجارة العالمي -الذي بجمع صالات معرض جايتكس - وكان المعرض المشهود له حتى يومنا هذا أكبر تجمع للقائمين على صناعه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
سنوات وسنوات وأنا أحرص علي زيارة معرض جايتكس وتحولت من زائرة إلى عارضة بعد أن تحول نشاطي من مستوردة للبرمجيات ثم محاولة تطويرها لتناسب واحتياجات الأسواق العربية وتعريبها إلى مصنعة البرمجيات بمحاولة لمضاهاة التجربة الهندية في صناعه البرمجيات. على مدى أكثر من ربع قرن من الزمان كنت أحرص علي حضور المعرض الذي تحول من الإقليمية إلي العالمية وتحولت دبي بالنسبة إلي نشاط شركاتي إلى مركز لتسويق البرامج المنتجة من مصنع البرمجيات الخاص بمجموعة شركاتي بالقاهرة والذي يتميز بأنه ينتقي العنصر البشري من مركز التدريب المعتمد الخاص بشركاتنا .
كل زيارة لدبي والتي كانت شبه أسبوعية - بعد تحول مركز التسويق الخاص بشركاتي إلى دبي - ودائما كنت أنبهر بالمدينة الصغيرة التي لم تكتف مثل باقي الإمارات بحصتها من ميزانية الدولة المخصصة لها من دخل النفط إلى دويلة مستقلة وبدأت في خطة التطوير بخطط طويلة وقصيرة المدى للبناء والتطوير والإعمار الذي يبهر كل زائر أو مقيم بدبي ، وما يبهرك أن بالرغم من تحولها إلى دويلة مستقلة اقتصاديا إلا أنها ظلت تحت المظلة السياسية للإمارات العربية المتحدة كتطبيق لوصية الراحل الحاضر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان الذي أوصى أولاده بمصر.
ظل معرض الجايتكس يتطور ويظهر مشاركة تكنولوجيا المعلومات في تطور دبي، ونجد أن الحكومة الإلكترونية لخدمة المواطنين والمقيمين تمت بنجاح وبأياد وعقول مصرية ، استخدام آليات الدفع الإلكتروني في الدفع بالكروت المدفوعة مقدما للطرق السريعة مثل- سالك - والذي كان له الأثر الإيجابي لحل مشكله المرور.. إلى آخر وجود بصمات التكنولوجي كأساس لكل التطور وكان التطور التكنولوجي يواكب التطور العالمي حتى أصبحت دبي منارة التقدم وأصبح الزائر أو المقيم يشعر بأهمية التكنولوجي سواء في الخدمات أو المدفوعات ... الخ. وظل جايتكس منارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي هي عَصب التقدم عبر السنين وكان له الأثر لجذب استثمارات لدبي وجذب شركات عالمية لاستخدام دبي كمركز رئيسي لمزاولة نشاطها في المنطقة العربية وشمال أفريقيا مما تتطلب أن تكون دبي مركزا للتدريب لهذه الشركات والاجتماعات الدورية... الخ، مما كان له أثر غير مباشر على دعم الاقتصاد من جذب إعداد للزائرين للعمل وعائلاتهم السياحة والذي تعدى عدد السياح السنوي لمدينة صغيرة مثل دبي أن تتعدى وتتفوق علي عدد السياح لمصر بآثارها وشواطئها وأطرافها المترامية حتي قبل الثورات وعدم الاستقرار الأمني - هناك حلول مثل السياحة الافتراضية والتي سأتناولها منفصلة لاحقا - ولهذا كان لمعرض جايتكس واستخدام الحلول التكنولوجية والاتصالات الأثر غير المباشر على دعم اقتصاد دبي . لماذا دبي ؟؟؟؟ ـ سؤال ظل بتردد سنوات وسنوات ـ تجربتي الشخصية أن القوانين الاقتصادية هي المحرك الرئيسي للاستثمار ولهذا تمثل سهولة القوانين وطرق تنفيذها واستخدام التكنولوجي كأداة وأساس للعمل من عناصر الجذب الرئيسية لأي مستثمر . لماذا جايتكس ؟؟؟ لأنه المعرض الذي على مدى الحقبة الماضية استطاع أن تكون له الريادة في المنطقة العربية من حيث عرض أدوات وحلول التكنولوجيا والاتصالات وعرض التطبيقات العملية لها على أرض الإمارات الحبيبة ولهذا كانت مصداقيته واستمراريته لمواكبة تطور العصر . أتمني أن أرى جايتكس القاهرة في الأعوام مرتبطا باستخدام التكنولوجيا. والاتصالات كأساس لتطور الخدمات والتعليم والصحة كأساس للنجاح.
للحديث بقيه #المشكلة-هي-الحل# #التكنولجي-عماد-الاقتصاد#