 البيانات .. ومستقبل إنترنت الأشياء

 بقلم: د. حسام نبيل

استكمالا لمقالنا السابق حول إنترنت الأشياء : أن الاتحاد الأوروبي يوشك أن يعتمد نظاما جديدا يسري على كل السيارات والشاحنات الصغيرة الجديدة ويتلخص في ضرورة تجهيزها بنظام أوتوماتيكي يقوم بإرسال البيانات الخاصة بالمركبة إلى خدمات المساعدة العامة أو الخاصة في حالات الطوارئ عند وقوع حادث، أما في قطاع الرعاية الصحية فيمكن أن تساهم الإنترنت في تحسين الصحة والرفاهية وذلك عن طريق زيادة الكفاءة وتحسين الرعاية الصحية في المستشفيات والعيادات الطبية .
وكذا إتاحة إمكانية استخدام أكبر للخدمات الصحية عن بعد وإتاحة رصد الحالة الصحية للأفراد بشكل يومي والتشخيص المبكر للأمراض وتشجيع نظم العلاج .. ويقوم القطاعان العام والخاص بتمويل البحوث والتنمية لإنترنت الأشياء بشكل كبير في العديد من المجالات مثل الموثوقية العالمية والتي تحظى بأهمية خاصة في الأنظمة واسعة النطاق التي تضم المئات من أجهزة الاستشعار والأجهزة القارئة.
أما فيما يتصل بإدارة التردد الطيفي والمعايير والمنافسة والأمن والخصوصية والتي يكون منظمو الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على دراية كبيرة بهم، فإن الآثار التنظيمية تكون واضحة في هذا الشأن مثل الحاجة إلى عناوين كثيرة لتحديد كل الموصلات مثال ذلك الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت IPV6، ومع ذلك فإن هناك العديد من الآثار أقل وضوحا. ومما يذكر أن فريق الخبراء التابع للجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية قد أدركت أن إنترنت الأشياء سوف يضيف قدرات أكبر إلى خدمات الشبكات الحالية مثل شبكات الواي فاي وشبكات الـ 4G، ولا يتصور ضرورة توزيع طيف جديد لاتصالات الإنترنت صراحة.
وتفيد إحدى الدراسات التي أجريت أنه من شأن تيسير تطوير إنترنت الأشياء يلزم تجنب المفاوضات التعاقدية التي تجري قبل تصنيع الأجهزة واستخدامها وتشجيع انتاج أجهزة أرخص ثمنا بشكل كبير وعندئذ يلزم مواصلة متابعة التحقيقات التي تتم فيما يخص إساءة استخدام الاحتكار السوقي كافية لتشجيع التنافس والابتكار من عدمه.
وتعد مشكلات الخصوصية والأمن من أكثر المشكلات تعقيدا في إطار نشر إنترنت الأشياء، وذلك لأنه إذا لم تتوافر أنظمة أمنية محكمة يمكن للدخلاء اختراق نظم وشبكات انترنت الأشياء والنفاذ الي المعلومات الشخصية الحساسة خاصة بالمستخدمين بالإضافة إلى أن استخدام أجهزة يمكن من خلالها اختراق نظم المعلومات الخاصة بإنترنت الأشياء ويمكن من خلالها الهجوم على الشبكات المحلية والأجهزة الأخرى .
كما أنه في نظم المعلومات الخاصة بالمدن والعواصم الضخمة يمكن أن يؤدي انعدام أمن إنترنت الأشياء إلى نقاط ضعف عديدة ويصبح من الصعب معالجتها نظرا للروابط والوصلات مع الأنظمة القديمة في القطاع العام والخاص بالإضافة إلى ضرورة اعتماد شركات الإنترنت الأشياء على إدماج وظائف الأمن والخصوصية في الجهاز من بداية عملية التطوير وهو ما يزيد من احتمال فعالية هذه التدابير كما يجب على الشركات المعنية بتطوير أنظمة إنترنت الأشياء وتشغيلها إجراء اختبارات أمنية وبحث كيفية معالجة الثغرات التي ربما تظهر عقب عمليات تداول الأجهزة بالسوق ، كما يجب أن تراعى مسائل خصوصية البيانات الشخصية وضرورة حمايتها من خلال تقليل تلك البيانات قدر الإمكان مما يحقق الحد من كمية البيانات التي قد تتاح فتتعرض لعمليات الجمع والتصنيف والاستخدام بشكل غير مصرح به .

وللحديث بقية........