بقلم : فريد شوقي
مكافحة الفساد ومواجهته ليست مهمة الحكومة وحدها ولكنها مهمة كل مواطن حريص على النهوض ببلدة وقطع أيدي الفاسدين والعابثين. وفى خضم حديثنا المتكرر وفى كل وقت لا يمكننا أن نغفل الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في مواجهة الفساد بكل صوره سواء كان ذلك بشكل مباشر ومن خلال تقديم آليات فعالة ومتطورة لمراقبة الأداء وتحسينه أو بطريقة غير مباشرة عبر توفير قنوات جديدة لتقديم الخدمة تفصل المواطن عن الموظف عند عملية الحصول على الخدمات ومن ثم تقضى على أهم عنصر من عناصر الفساد وهو "فتح الدرج" والذي أصبح صورة راسخة على مدى السنوات تعبر عن تقديم الرشاوى مقابل الحصول على الخدمات.
ولعلنا نتفق أن الفساد قضية محورية في مصر ومعظم بلدان العالم الأخرى ومن ثم فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكننا محاربة هذا الفساد؟ وفى تصوري أنه يمكننا من خلال التكنولوجيا ومفهوم الحكومة الإلكترونية أن نفعل الكثير فلدينا الآن العديد من الأمثلة على نجاح مكافحة الفساد في المدن، والوزارات، والبلدان في جميع أنحاء العالم .
وفي خطوة غير مسبوقة كشف ، مؤخرا المهندس خالد عبد القادر مدير عام شركة " مايكروسوفت " مصر عن مشاركة الشركة ، بجهوده الذاتية ، فى بناء المجتمع الرقمي من خلال الاستثمار في مبادرة جديدة لتطبيق منظمومة تكنولوجية متكاملة تستهدف تطوير 8- 10 خدمات لصالح مؤسسات حكومية بالتعاون مع محافظة الاسكندرية ، من خلال تطوير حلول تكنولوجيا وتطبيقات مصممة خصيصا لهذه الجهات ، بما ينعكس إيجابا في تعامل المواطن مع هذه الجهات الحكومية بحيث يتم تطوير الخدمة بشكل كامل وليس مجرد مشروع تجريبي مع أحد الأحياء فى محافظة الإسكندرية .
ومن المعلوم أن تقديم الخدمات الحكومية الجيدة ذات الجودة المرتفعة وتحقيق الحكم الجيد يرتبط بوجود موظف على دراية كافية بحقوقه وواجباته ويتمتع بالنزاهة والكفاءة وتطبيق حكم القانون في أدائه لوظيفته العمومية ، خاصة أن قانون الوظيفة العامة (قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة) وضع ضوابط ومعايير لحقوق وواجبات الموظف العمومي وسلوكه الوظيفي داخل عمله ومع رؤسائه وزملائه والمواطنين الذين يتعامل معهم" فما زالت هناك معوقات وصعوبات لدي الموظف داخل بيئة عمله ومع الجماهير،ولدى الجمهور في التواصل مع الموظف العام بما يؤدي إلى تقويض ثقة الاثنين في الجهاز الإداري للدولة.
وبالتأكيد فإن الحكومة الإلكترونية هي إحدى الوسائل الفعالة لمحاربة الفساد ومواجهته ولكنها ليست الأداة الوحيدة لمحاربة الفساد فهى جزء من منظومة كاملة بالحكومة لمكافحة الفساد وتتكون باقى المنظومة من أنظمة المحاسبة والمساءلة وأنظمة الثواب والعقاب إذ يمكن للحكومة الإلكترونية محاربة الفساد من خلال قيامها بمهمتين أساسيتين أولهما إتاحة المعلومة عن الفرص المتاحة في الجهاز الحكومي من خلال نشرها على بوابة الحكومة على الإنترنت سواء كانت مشروعات أو مناقصات أو وظائف وذلك لضمان تكافؤ الفرص لجميع الراغبين في التعامل مع الحكومة .
وتتمثل المهمة الثانية في غلق باب من أبواب الفساد من خلال فصل طالبي الخدمة عن مقدمها ومن ثم يتم تقليل فرص الفساد والرشوة لإنهاء وإنجاز المصالح " أي تقفل الدرج " .
ومع انتشار مفهوم الحكومة الإلكترونية فإن الكثير من دول العالم بدأت الاعتماد على التكنولوجيا والحكومة الإلكترونية في الحد من الفساد من خلال نشر جميع العقود والميزانيات - وأيضا لتمكين المواطنين من التبليغ عن حالات عدم الكفاءة والفساد الأمر الذي يؤدي تدريجا لخفض موثق في معدلات الفساد.
نؤكد أن مواجهة الفساد تحتاج لتغيير الثقافة المؤسسية والبحث عن الإصلاحيين الناجحين الذين حققوا نجاحات قصيرة الأجل شديدة الوضوح ومغايرة للتوقعات كما تعتمد على ضرورة العمل مع الموجودين بالمؤسسات القائمة وأيضا ضخ دماء جديدة.وأخيرا علينا أن ندرك أن مكافحة الفساد تتطلب وجود حلفاء وأن مجتمع الأعمال والمجتمع المدني يمكن أن يوفرا المعلومات عن مواقع الفساد وكيفية عمل الأنظمة الفاسدة .
نهاية الأسبوع
رحم الله شهداء حادث منى .. إلا أن التحرك المتأخر للحكومة المصرية ، وإرسال وزير الصحة لمتابعة الموقف ، يثير الكثير من علامات الاستفهام ؟
نظام تحديد المواقع الجغرافي .. نتمنى من العام القادم أن يتم تزويد جميع حجاج بيت الله الحرام بإسورة إلكترونية ، تلبس في معصم اليد ، تسمح لنا بتحديد الموقع الجغرافى للحاج فى وقت لاسيما فى وقت حدوث الكوارث .