كنت أظن الريادة في الأعمال من الصناعة للمجتمع (٣)

 د. أحمد الحفناوي

أوضحت في مقالي السابق ضرورة إنشاء المؤسسات بمنهجية تتيح العمل بديناميكية وتشاركية . وبينت أهمية وجود خبرات مختلفة، ومنهجية حديثة لتنظيم العمل وإدراته.
ننتقل الآن للمقالة الثالثة التي تتطلب أهمية الريادة الفكرية، كأساس يتم بناء عليه عملية التحول Transformation , وليس فقط التغيير Change. تتطلب عملية التحول فهم جيد للقطاع وتوجهاته وذلك سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي من خلال عمل مؤسسي محايد، وشفاف وشامل ويشارك به كل المعنيين باﻷمر Stakeholders.
تحتاج المؤسسة التي تدرس اﻷمر، وتقترح السيناريوهات، والبدائل أن تنظر للأمر من النواحي الفنية، والاقتصادية، والاجتماعية على المدى القصير، والمتوسط، والطويل. الدراسات وبدائل التنفيذ يجب أن توضح الفرص، ونقاط القوة، والضعف، والتهديدات.. ولكن يجب أن يتم هذا اﻷمر بشكل كمي، وكيفي موضحا العوائد والمخاطر. وعلى أن تشمل سلاسل العمليات لضمان التعامل بشكل علمي وبناء على أسس وتحفيز الطاقات والموارد الضخمة للمجتمع. في العادة تتم هذه الدراسات من خلال جهة تسمى عادة Think Tankمؤسسة فكرية.. و"طبقا لتقرير منشور سنة ٢٠١٤ من جامعة بنسلفانيا" يوجد حوالي ٦٨٠٠ مؤسسة على مستوى العالم منها ٥٥ بمصر.
معظم المؤسسات الفكرية بمصر تعالج أمورا سياسية ومن أشهرها مركز اﻷهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. يوجد نقص شديد في المؤسسات الفكرية في المجتمع المصري على مستوى القطاعات مثل التعليم، والصحة، والاتصالات، والنقل وغيرها. مع العلم أن هذه المؤسسات هي التي تتولى وضع السياسات وبالذات لعمليات التحول .على مستوى العالم. معظم المؤسسات العالمية هي غير هادفة للربح وفي بعض اﻷحيان تمول من الحكومة أو مؤسسات اﻷعمال . إن توافر مزيج من الخبرات العملية واﻷكاديمية أمر أساسي لنجاح هذه المؤسسات وألا يتحول اﻷمر ﻷفكار محدودة التأثير أو دراسات نظرية الطبع.. وفي مصر كانت المجالس القومية المتخصصة ثم المجالس الرئاسية التخصصية هي الأداة الحكومية كمجالس فكر ولا شك أن هناك احتياجا أن يكون اﻷمر لريادة فكرية حقيقية طبقا ﻷفضل الخبرات العالمية في ريادة الفكر. بدون مؤسسة ريادة فكرية فستكون اﻷمور معتمدة على فكر شخص وقد يشوبه في كثير من اﻷحيان الفساد.
سنعرض في مقالاتنا اللاحقة المجالات من خلال بناء تدريجي، ونبدأ بالأعمال الفكرية.. فإلى لقاء قريب عزيزي القارئ.
Dr.elhefnawy@gmail.com