 من الانفرادية إلى العطاء الجمعي

 بقلم: حسام الجمل

عندي أمل حقيقي أن ننتقل من فردية احتياجاتنا إلى العطاء الجمعي، الذي يعم بخيره على الجميع، ويحفز لمزيد من العطاء، والتناغم، والنجاح، والرضا.
كم نظن أن قراراتنا سليمة، وهي مجروحة بانفراديتنا، وكم نعطي من أولوية لما يحقق مصالحنا القريبة بالرغم من احتمالية وجود حلول وقرارات أفضل بفكر العطاء الجمعي.
نحتاج لوجود قيادات تبث روح التكامل، والتناغم بين جميع الأطراف أصحاب المصلحة داخل المنظومة الحكومية، وتتناسى الدوائر الضيقة بحثا عن آفاق أرحب وأهداف مشتركة تتوحد فيها الجهود، وتنتعش فيها الأفكار المبتكرة.
نحتاج أن يتكامل مثلث العطاء بمصداقية وحوكمة بين الـ@ـواطن صاحب الحق والمستفيد الأصيل. وأيضا المؤسسات الخاصة الوطنية قاطرة التنمية، وكذلك المنظومة الحكومية المتناغمة، والمنفتحة على اقتراحات وجهود جميع الأطراف.
نعم نستطيع أن نغير الحال بمجرد أن يغير كل طرف من التركيز على المعوقات إلى التركيز على الفرص.
مع وجود التكنولوجيا علينا تمكين الحلول والجهود الناتجة عن عطاء جمعي مبتكر؛ يحفز الجميع إلى مزيد من الانتماء وتحمل المسئولية المشتركة والإيمان بقدرة الوطن على استحضار قيمة مضافة مميزة تتحقق بمواهب وخبرات وتكامل الجميع.
واجبنا أن نؤسس لتواصل مجتمعي بين جميع الأطراف أصحاب المصلحة وخاصة مع القيادات من رؤساء الهيئات والوزراء لتحقيق أساس قوي للحوكمة.
واجبنا تأهيل كوادر وطنية من جميع الأطراف لوضع السياسات والاستراتيجيات.
واجبنا أيضا التنسيق مع المجلس الأعلى للمجتمع الرقمي .. تأسيس مجلس فكر من الأطراف متعددة المصالح متوازن التشكيل يغلب عليه الشباب ويتبنى أفكارا غير تقليدية.. تعطي حلولا عملية وخططا استراتيجية مميزة ـ نتاج التناغم الفكري والتعاون بين اطرف مثلث العطاء.
واجبنا تبصير الإعلام بالأهداف والتحديات وتشجيعه أن يكون ركيزة قوية لتفاعل شفاف يحدد التحديات ويجذب الاقتراحات والأهم على الإطلاق أن يكون محفزا لتغيُرنا من مفعول به ينتظر الحل إلى مشارك إيجابي يعطي الفكر والجهد .. متحملا المسئولية ليكون وطننا أفضل مما نتمناه.
واجبنا الإيمان بقدرات الـ@ـواطن وقدرات المؤسسات المصرية الخاصة الصغيرة قبل الكبيرة وأفكار الموظف الحكومي الصغير قبل الكبير، والإيمان بأهمية تحديد الأهداف معا من خلال بيئة تفاعل صحية توفر آليات التعاون والإنجاز المتميز المبتكر.
واجبنا وضع مؤشرات أداء واضحة يتفق عليها الجميع ويتابعها الجميع ويتشارك في العطاء لتحقيقها الجميع.
فلنؤمن بأن العطاء الجمعي والحوكمة هما قاعدتا انطلاق الـ@ـواطن المصري إلى النضج المجتمعي والتنمية المستدامة.
Hossam@elgamal.com