د.عادل خليفة رئيس مجموعة خليفة للبرمجيات لـ "عالم رقمي" منظوماتا تواصل وتخاطب .. طفرة نوعية لخدمة ذوي الإعاقة السمعية في مصر

قضية التعليم ، تطوير المناهج ، تمكين ذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم وغيرها من القضايا المهمة والرئيسية التي دائما تغيب عن عقول المسئولين وصانعي القرار داخل الدولة والتي أصبحت تشكل قنابل موقوتة وأزمات حقيقية تحتاج لتدخل فعال في محاولة لإيجاد علاجي نهائي لهذه القضايا .فإلى متى سنظل هكذا عاجزين عن اتخاذ القرارات الحاسمه التي تخدم المواطن والصالح العام ألم يحن الوقت لتطوير العقول واستخدام الابتكار التكنولوجي والتكنولوجيا المتقدمه لحل هذه المشاكل التي ظلت لسنوات عالقة تبحث عمن يحلها فلم تجد أحدا فإلي متى تستمر هذه المسألة؟ .
ولكن في ظل هذا الوضع السيئ نجد أنه لا يزال هناك بريق وبصيص من الأمل في محاولة لإيجاد بعض الحلول لأزمة التعليم ومحاوله تمكين ذوي الإعاقة وإعادة تأهيلهم ومن هنا كان لنا هذا اللقاء مع د.عادل خليفة ـ رئيس مجموعة خليفة للبرمجيات والتكنولوجيا.

أجرى الحوار : رغدة محمد
.............................................................؟
مشروع تواصل بدأ العمل فيه منذ عامين من خلال "مبادرة تمكين" التي قامت بإطلاقها وزاره الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقد تقدمت مجموعة خليفة للبرمجيات والكمبيوتر للدخول في المسابقة التي نظمتها المبادرة وبالفعل نجحنا في الفوز بالمسابقة ونحن نشرف بهذا الفوز وهذا المشروع الذي يتجه لخدمة الصم الذين يمثلون ما يزيد على 10% من المجتمع فالمعاقون سمعيا هم أكثر المعاقين تهميشا في المجتمع لذلك بدأنا في دراسة أوضاعهم لنخرج بمنظومة تواصل للصم إلى النور.
..........................................................؟
منظومة تواصل للصم هي نتاج تعاون ما بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التربية والتعليم حيث نقوم بعمل توافق بين لغة الإشارة التي يتحدث بها الصم واللغة العربية التي يتحدث بها الناس وذلك من خلال عمل قاموس للترجمة من اللغة العربية للغة الإشارة وبرنامج لترجمة الكلمات والمقاطع والجمل كاملة للغة الإشارة مع وجود فيديو رقمي وبرنامج لتعليم الصم الكتابة على لوحة المفاتيح وتعليمهم أساسيات اللغة العربية بلغة الإشارة .
.................................................؟
استغرق العمل في منظومة تواصل عامين كاملين من المجهود المتواصل والبحث في أحدث التقنيات المخصصة للصم في الدول الأوروبية والعربية أيضا واستطعنا في النهاية الوصول لأفكار جديدة مبتكرة تمكننا من خلالها في النهاية من إنجاز المشروع والوصول به لمستوى عال من الكفاءة.
..................................................؟
حتى الآن لقد قمنا بإطلاق المرحلة الأولى للمشروع ونعمل على تطوير المرحلة الثانية للمشروع وإتاحة المنظومة على الإنترنت ليتمكن الصم في جميع أنحاء مصر والعالم من الاستفادة منها ونحن الآن نعمل على إنهاء المرحلة الثانية من المشروع وفيها نقوم بتطوير عدد كبير من التطبيقات المخصصة بالصم وسوف تكون متاحة على أجهزة المحمول والآيباد بما يحقق انتشارا أكبر للمنظومة.
...............................................؟
بالفعل لقد بدأنا في تطوير المرحلة الثانية من مشروع تواصل والتي تتكون من ستة مشاريع نعمل على تطويرها وإتاحتها للصم لتمكنهم من تطوير قدراتهم وتتضمن منظومة تخاطب تمكن الصم من التواصل مع الآخرين عن طريق مجموعة من البرامج الرئيسية أبرزها برنامج قارئ الصم الذي يعمل علي ترجمة لغة الإشارة الخاصة بالصم إلى كلمات يمكن قراءتها وترجمة الكلمات إلى إشارات يمكن أن يفهمها الأصم بالإضافة إلي برنامج للتواصل اللفظي حيث يقوم البرنامج بترجمة الإشارات إلي أصوات يفهمها الشخص العادي ويقوم البرنامج بترجمة الأصوات والكلام إلى إشارات يفهمها الشخص الأصم.
...................................................؟
يوجد تعاون مثمر بيننا وبين وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات وقد لاقت مشروعات مجموعة خليفة للبرمجيات والتكنولوجيا لخدمة الصم رواجا كبيرا ونجاحا منقطع النظير حيث إن وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات طلبت منا وضع منظومة متكاملة علي مجموعة من الأقراص المدمجة بحيث يتم توزيعها داخل مدارس الأمل للصم بما يساعد التلاميذ للحصول علي تجربة أفضل للتعليم من خلال منظومة تواصل وتخاطب.
...........................................؟
يوجد تفاعل كبير من قبل الصم مع منظومة تواصل وتخاطب خاصة الطلاب الصم الذين وجدوا في منظومة تواصل تجربة تعليمية فريدة وقد لمسنا هذا بوضوح من خلال الزيارات الميدانية التي قمنا بها لعدد من هذه المدارس التي تم إعطاؤها منظومة تواصل وقد عبر لنا الطلاب عن مدى فرحتهم وسعادتهم بهذه المنظومة وتبذل وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الاتصالات جهودا قوية لتكون منظومة تواصل موجودة داخل كل مدرسة للصم بما يخدم العملية التعليمية بشكل كبير.
..........................................؟
نحن نهدف لمساعدة الصم وإعادة تأهيلهم وتمكينهم بشكل كبير لذلك فنحن الآن نعمل على إقامة مراكز للتدريب على لغة الإشارة في كل أنحاء الجمهورية وتنظيم دورات تدريبية على لغة الإشارة بالمراكز التعليمية وعلى شبكة الإنترنت لتدريب ثلاث فئات مختلفة وهم الأشخاص العاديين والمدرسين وأولياء الأمور بحيث يمكنهم التواصل مع أصحاب الإعاقة السمعية بشكل فعال وأكثر كفاءة ونستهدف من هذا التدريب الوصول لعدد كبير جدا من المواطنين العاديين بحيث يحقق هذا المشروع حالة من التواصل الفعال بين الصم وباقي المجتمع.
....................................؟
لقد قامت مجموعة خليفة للبرمجيات بتنفيذ مشروع المدارس الذكية والمدرس المصري بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة إنتل وأكاديمية البحث العلمي وذلك في إطار مشروع الميلينيوم بالتعاون مع هيئة الميلينيوم وهيئة الأمم المتحدة حيث تم تطبيق المشروع في 20 مدرسة تجريبية في العام الماضي في الفصول الإلكترونية ولكن هذه التجربة لم تستمر طويلا فسرعان ما تم إيقافها من قبل وزارة التربية والتعليم دون سابق إنذار ودون أي مبرر وكانت هذه التجربة من شأنها أن ترفع من مستوى العملية التعليمية وأن تنهض بها ولكن للأسف توجد أزمة فكرية وتعليمية كبيرة داخل وزارة التربية والتعليم.
................................................؟
يوجد العديد من الأزمات التي تواجه قطاع التعليم في مصر ولكن التكنولوجيا تلعب دورا كبيرا في حل الأزمة التعليمية فأنا أرى أن التكنولوجيا تمثل فرس الرهان الرابح التي يمكن من خلالها مواجهة مشكلات التعليم المختلفة ولكن المشكلة ليست في التكنولوجيا المشكلة في كيفية تطبيق التكنولوجيا وكيفية إدارتها حتى تتمكن التكنولوجيا من أداء مهمتها وأبسط مثال هو مركز التطوير التكنولوجي للمناهج .. فكم من أموال تصرف على هذا المركز كل عام لكن دون أي جدوى فقد هذا المركز قدرته على استخدام التكنولوجيا وتطوير المناهج رغم أنه مركز التطوير التكنولوجي للمناهج فالأزمة أزمة فكر وليست أزمة تكنولوجيا.
...................................؟
للأسف يوجد تقاعس إعلامي كبير للاهتمام بقضايا المعاقين والتعليم في مصر فلقد أصبح هدف التعليم الإثارة أكثر من التوعية والإفادة لذلك فإنني أرى أنه من الضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي الذي يقوم بتناول قضايا المعاقين سواء الإعلام المرئي أو المسموع أو العمل الصحفي المقروء والدراما سواء المسلسلات والأفلام وضرورة أن يكون التناول الإعلامي هادف لدعم قضية المعاقين ومساعدتهم دون الانتقاص منهم أو المساس بحقوقهم.
بالإضافة إلى الاهتمام بقضية التعليم المصري لأن قضية التعليم قضية حياة فإذا فشلنا في لفت النظر لها والاهتمام بها فإننا لن نستطيع أن نتقدم أو نحقق ما نطمح إليه.
...................................؟
تستعد الشركة خلال المرحلة القادمة للدخول في العديد من المجالات المختلفة مثل توجيه الاهتمام لأصحاب مرض التوحد والاتجاه لإنشاء منظومات جديدة لمساعدة مرضى التوحد بالإضافة إلى أننا نستعد لإطلاق منظومة جديدة لإدارة الأعمال بما يمكّن أصحاب المصالح ورجال الأعمال من إدارة أعمالهم بشكل أكثر كفاءة وفعالية.