 المجلس الأعلى للمجتمع الرقمي .. والمنتظر

 بقلم : حسام الجمل

المجلس الأعلى للمجتمع الرقمي .. أمل حقيقي لتنمية مصر، بتمكين قطاعات المجتمع باستخدام الأدوات التكنولوجية، لتحقيق طفرة نوعية في التنمية البشرية.
مما ننتظر منه أن يضع إطارا وخططا تلتزم بها الحكومة، وتمكنها باستخدام تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات من تحقيق المساواة، وذلك عن طريق إتاحة متكافئة للخدمات، وفي إطار من الحوكمة يستشعر من خلالها المواطن في أنحاء الوطن، وعلى اختلاف الظروف عدالة وجودة وتيسير.
ننتظر منه أيضا وضع الخطط لتحقيق قيم مضافة حقيقية بأفكار محلية غير تقليدية، متزامنة مع نقل منظومات عمل، ومنهجيات عالمية ناضجة، بما يحقق طفرات في الإنجاز بتكاليف محدودة، وبتأسيس لصناعة محلية متخصصة، وقادرة على المنافسة العالمية.
ننتظر منه بالتأكيد وضع أولويات عملية، تتجاوب مع احتياجات المواطن الحقيقية، ومع أهداف الدولة من مكافحة الفساد، والعدالة الاجتماعية، وقياس القدرات، والاحتياجات، والفوارق على المستوى الجغرافي، والعمري، والنوعي، مع التركيز على الفئات المهمشة، والأكثر احتياجا.
ننتظر من المجلس الأعلى للمجتمع الرقمي، ترقية خطة الدولة التنموية، بمدخلات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات. مع التركيز على خدمة حضارية مميزة للجميع بحلول محلية مبتكرة في المحليات، وكل قطاعات الدولة لا تعتمد على الشركات العالمية. وعلى التوازي وضع خطة لبنية رقمية متجانسة تؤسس لقاعدة بيانات وطنية متكاملة. تقوم بتنفيذها تحالفات من شركات محلية، وعالمية، ويشترط فيها سرعة التنفيذ ونقل المعرفة، وبناء قدرات تخطيط،
وتنفيذ، وتصنيع محلية تتسق مع حجم المشاريع، والتزام الحكومة أكملها بانجاحها.
ننتظر طرح الإطار والمخطط لحوار مجتمعي من جميع الأطراف .. ذات الصِّلة، وخاصة المواطنين متلقي الخدمة، والمتخصصين مِن قطاع تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والممولين حتى تتكامل الجهود، ويتحفز المجتمع لدعم هذه النقلة الحضارية بكل قدراته، وتتحقق الاستدامة، والكفاءة المطلوبة للمجتمع الرقمي.
هذا وننتظر من وزارة الاتصالات أن تكون الدينمو، والطاقة المحفزة .. لتنفيذ الحلول المبتكرة ولتحقيق توعية مجتمعية، ونقل تجارب ناجحة لدول كانت نامية، وحققت نقلات نوعية بفضل إدخال هذه الحلول في الحمض النووي لمؤسساتها، وبفضل توظيف ذلك أيضا لتأسيس صناعة قوية بقيمة مضافة عالية، وبفرص تصدير إقليمية .. وخاصة في القارة الأفريقية. هذا وأن تكون الوزارة قاطرة نقل المعرفة، والخبرات لتأهيل الكوادر البشرية بالوزارات، والمحليات المختلفة. حتى تتمكن من سرعة استيعاب التكنولوجيا وإدارتها واستدامتها وتأمينها.
أتمنى أن تتغير النظرة إلى تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات من نظرة استهلاكية، أو حتى كونها ارتقاء بالبنية التحتية إلى إنها طفرة جينية في المجتمعات .. تحتاج لفكر مختلف يوظفها لتحقيق ذكاء صناعي للدولة، وعائد أعلى بكثير على الاستثمار التنموي، وكذلك ذكاء ومرونة ومساواة خدمية، ومعلوماتية للمواطن، وينتج منها صناعة مدخلاتها الأساسية هي فكر أبناء الوطن بفرص ذات قيمة مضافة .. لا محدودة. صناعة وجودها حيوي لأمن ومستقبل الوطن.