"موبينيل " .. ومقاطعة مصرية – مصرية

تعلمنا أن المقاطعة الاقتصادية تعنى هي عملية التوقف المستهلك " طوعيا وبدون ضغوط " عن استخدام أو شراء أو التعامل مع سلعة أو خدمة لجهة كشركة أو دولة تُسيء أو تُلْحق الضرر به أو بغيره كشكل من أشكال الاعتراض والاستنكار.

وفى الحقيقة مع تزايد دعوات التى يطلقه البعض لمقاطعة خدمات شركة " موبيينل " فأن هناك عدد من التساؤلات المنطقية التى تدور فى الذهن لعل أولها هل أخطأت او أساءت الشركة الى عملاءها الحاليين او الشعب المصرى ؟ والرد الطبيعى لا فالشركة لم ترتكب خطأ وانما أحد مالكى الاسهم بها وهو المهندس نجيب ساويرس الذى نشر رسوم تهكمية على الإسلام والتي قام بنشرها مؤخرا على حسابه الخاص في موقع تويتر وبالتالى فالمسؤولية تقع على شخص نجيب ساويرس واذا تجاوزنا نقول على " توتير " التى سمحت بنشر مثل هذه الصور ، و بموضوعية وطنية لا ارى من قريب أو بعيد علاقة لشركة " موبيينل " تحديدا الا اذا كنا قررنا مقاطعة كافة الشركات التى يساهم فيها ساويرس !!

ولعل التساؤل الاكثر خطورة ان هذه المقاعة تعد السابقة الاولى من نوعها التى نرى فيها دعوات يطلقها مواطنون مصريون لمقاطعة مواطنون مصريون فكافة صورة المقاطعات السابقة كانت تتعلق بمقطعة منتجات وخدمات لوكلاء ولشركات اجنبية او دول أجنبية تسىء معتقدات الشعب العربى او المصرى بصورة مباشرة وهنا كانت التفاعل واجب وطنى ودينى ولكن ماذا عن الشركات الوطنية ، كموبينيل ، فهى شركة مصرية 100 % وجميع العاملين بها مصريون وعملاءها مصريون ومساهميها غالبيتهم مصريون وهنا نكون كمن يحاول ارساء قاعدة للمرة الاولى التى يقاطع فيها المصرى – المصرى وهذا أحد بذور الفتنة ببين ابناء الوطن لا نريد ان يتم زرعها كفتيل جديد بيننا .

وفى تصورى أن اقحام الدين فى الاقتصاد او السياسة هو أمر منبوذ وغير مرحب به على كافة المستويات ، مع تسليمنا بان السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة ، اذ أن عندما يروج البعض ، من منبر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ان مقاطعة شركة مصرية هو واجب دينى فأن الامر هنا يحتاج الى وقفه مع النفس والضمير من أين نأتى بنص لتحريم التعامل مع " موبينبل " ، والتى تعترض كيان اقتصادى مصرى يعول الالاف من الاسر المصرية ، خاصة وان الشركة لم ترتكب أى اساءة الى كافة الاديان السماوية  والديم الاسلامى بشكل خاص وبالتالى فان تسيس الدين لتحقيق اهداف حزبية يشكل خط احمر لا يجب ان نتجاوزه خاصة وان ساويرس نفسه موجود ويعلن ليل نهار أنه أخطأ وديننا يقول " و من لم يتب فأولئك هم الظالمون" و " خير الخطائين التوابون" وعلى من يريد محاسبته اللجوء الى القنوات الشرعية والقانونية .

فى اعتقادى أن خسارة" موبينيل"  ، بما تمتلكه من 30 مليونا مشترك فى اللحظة والظروف الراهنة والتى تتقلص فيها الأسواق وتضيق فرص الاستثمار الجديد وآفاق التوسع فى قطاع الاتصالات يعد شىء مؤلم للغاية لكل المصريين سواء عملاء أو موظفين او موردى خدمات للشركة او مراكز اتصالات لتوزيع خدمات الاتصالات والكروت وهو يدفعنا للمطالبة بتبنى خطاب العقل للتعامل مع  الشركة ككيان اقتصادى وطنى له دوره المؤثر فى عملية التنمية الاقتصادية بسواعد جميع ابناء الوطن والفصل التام عن اخطاء ساويرس والتى يتحمل هو وحده مسؤولية مواجهتها دون نضطر الالاف من شبابنا وابنائنا لدفع ثمن خطأ لم يشاركوا فيه ولم يوافقو عليه ايضا .

لسنا ياسادة فى معركة لتأيد طرف ضد طرف أخر او اثبت صحة وجهة نظر احد ، خاصة بعد اعتذارات ساويرس نفسه ، ولكن أسعى وأمل كمواطن مصرى الا تكون مقاطعة  شركة " موبينيل  " نواة لزرع القطيعة بين المصريين واستغلال الدين لاشعال هذه الفتنة وأن تظل هذه الشركة وغيرها من الشركات الناجحة عنوانا لقدرتنا كمصريين على التفوق وبناء كيانات عملاقه قادرة على المنافسة والمساهمة بقوة فى عملية التطوير الاقتصادى والاجتماعى لبلادنا وبناء مجتمع المعلومات وحماية المصالح الوطنية  .

فى النهاية نؤكد أن ساويرس اخطاء عندما نشر صورة ميكي في لباس رجال الدين ولكن السؤال الاهم لماذا نعتبر ان هذة اهانة لرجال الدين الاسلامي فقط وأليس كل رجال الدين الاسلامي والمسيحي واليهودي ايضا يلبسون نفس الزي ويتركون ذقونهم والاخوة الرهبات يرتدون الحجاب او ما يشبه الخمار في الاسلام واليهودية. اعتقد ان ساويرس " الليبرالي "  اخطا في حق جميع الاديان ولا أحب ان نختصر المسالة في اثارة الفتنة بين المسلمين والمسحيين ، كما للاسف صورها البعض ويدعون لمقاطعة موبينيل ، لاسباب دينية فهنا يكون الخطا اكبر فالوطن لا يحتاج في هذا الوقت تحديدا للتشتت واالتفرق وانما ان يعرف كل منا حدود حريتة وانها تنتهي عند المساس بحرية الاخرين وهذه هي الليبرالية او الديمقراطية او اي مسمي والاديان تشكل خطوط حمراء للجميع وكل من يقترب منها يريد العبث فى ثوابت هذا الشعب وعقائده الراسخة منذ بدء الخليقة

•     مجرد تساؤلات
•        صورة نجيب ساويرس
•        بعد الاعتذارات السبعة التى قدمها نجيب ساويرس للشعب المصرى أعتقد أنه عليه مراجعة جادة لاسلوب حديثه ، التلقائى ،فى المستقبل لاسيما وأانه قرر دخول معترك رجل السياسة وتأسيس حزب سياسى لمخاطبة مختلف فئات وجموع الشعب المصرى فرجل السياسة يجب أن يعرف متى يتكلم ومتى يصمت .

 ميدان التحرير

•        اخيرا .. تستعد الجمعية الوطنية للتغيير لإطلاق مليونية إفطار جماعى فى ميدان التحرير في الخامس من أغسطس - أول جمعة من شهر رمضان المبارك؛ لربط الثوار بالشعب تحت مظلة من الأخوة والتسامح وذلك بمشاركتهم في أكبر إفطار وصلاة تراويح فى التاريخ المصرى. يد الله مع الجماعة .
•       صورة عصام شرف
•       فى الحقيقة بعد الدعم الذى قدمه المحلس الاعلى للقوات المسلحة للدكتور عصام شرف فى اطلاق يده لتشكيل حكومته الجديدة لن تكون هناك حجة او اعذار مقبولة من المواطن لتاخر تحقق مطالبه وتحسين ملوس لمستوى الخدمات الحكومية المقدمه له .