
بقلم : محمد حنه
التعبير المعروف 'من خارج الصندوق' ـ إشارة للتفكير غير النمطي، وابتكار الأفكار الجديدة، والحلول المبتكرة.
فكرت أن يكون عنوان ما أكتبه لأَنِّي خارج الصندوق بالفعل.
خارج الجهاز الحكومي، وخارج العمل بشركات تعمل في مجال تخصصي، وهو الاتصالات مما يعطيني الحرية في النظر بشكل مستقل للأمور، والمشاكل التي تواجه مصر عموما ،
وقطاع الاتصالات بصفة خاصة.
فكرتي اليوم عن الشركة المصرية للاتصالات في مصر. الشركه التي يمتد عمرها لأكثر من مائة وثلاثين عاماً.
هذه الشركة تواجه منافسة شرسة من مقدمي خدمة التليفون المحمول، وطبيعي أن تتجه عائدات التليفون الثابت نحو الهبوط .. مثلما حدث، ويحدث في جميع بلاد العالم.
بينما ترى الشركة أن إنقاذ مستقبلها في الحصول علي رخصة، لإنشاء وتشغيل الشبكة الرابعة للمحمول؛ تنافس بها المشغلون الثلاث الحاليون. فإني ومن خارج الصندوق أرى نقاطا جديرة بالاهتمام:
أن وضع تجربة شركة " بريتيش تليكوم " في الاعتبار؛ يمكن أن تؤخذ كتجربة ناجحة لشركة مماثلة، وفي نفس الظروف تقريبا بل إن هذه الشركة قامت ببيع شبكة المحمول التي كانت تمتلكها.
في هذه التجربة قسمت الشركة إلى قطاعات إنتاجية محددة، وتم التركيز علي تقديم خدمات البنية الأساسية للشركات الأخرى، وإعادة التدريب، وتأهيل العاملين لتقديم خدمات جديدة
ومبتكرة.
كانت النتيجة .. أن صعدت إنتاجية وأرباح "بريتيش تليكوم" لتفوق أرباح جميع مشغلي المحمول، وتتمدد الشركة في كل أنحاء أوروبا، ثم قامت مؤخرا بشراء شبكة محمول في بريطانيا ـ قام مالكوها بتطويرها، دون أن تتحمل "بريتيش تليكوم" تكلفة، وعناء التطوير، والمنافسة بدلا من استثمار المليارات.
وحيث إن الشركة المصرية للاتصالات تمتلك معظم البنية الأساسية للاتصالات في مصر .. بالإضافة إلى الكابلات البحرية والبوابة الدولية الأكبر .. فإنها مؤهلة بإعادة الهيكلة،
والتدريب لتكون أكبر مشغل في مصر، والأكثر ربحا دون الحاجة لشبكة محمول جديدة، في سوق متشبعة وأرباحها في اتجاه تنازلي.
إن إنشاء، وتشغيل شبكة محمول جديدة ـ أمر مكلف جدا، ويستلزم ١٠ إلى ١٥ مليار جنبه على الأقل ـ كاستثمارات في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الشبكة مع التخلي عن أرباح مضمونة من نصيب الشركة في فودافون بمئات الملايين سنويا؛ بالإضافة إلى الحاجة لاستقطاب خبرات متخصصة عالية التكلفة في مجال المحمول.
من خارج الصندوق أطالب بدراسة جادة لتجربة "بريتيش تليكوم" من أجل قرار يضع الشركة المصرية للاتصالات في المقدمة .