 تطببقات المحمول .. ومكافحة الفساد

 بقلم : فريد شوقي
من المسئول الأول عن فساد الدولة ـ المواطن أم المجتمع ؟ أم أن الجميع مسئول عن انتشار، وتفشي صور الفساد، في جميع المجالات، والمعاملات، سواء فيما بين المواطنين بعضهم البعض، أم بين المواطن والأجهزة الحكومية. الأمر الذي بات يحتاج إلى ثورة مجتمعية، وعمل جماعي، وأن يكون لكل طرف دور مهم في مكافحة صور الفساد .
وبالطبع فإن مكافحة الفساد، ومواجهته ليست مهمة الحكومة وحدها ، رغم أهمية دورها التشريعي، والرقابي في نفس الوقت، ولكنها مهمة كل مواطن حريص على النهوض ببلده، والضرب بقوة القانون على أيدي الفاسدين ـ المفسدين، والعابثين. وفي خضم حديثنا المتكرر، وفى كل وقت لا يمكننا أن نغفل الدور الكبير؛ الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في مواجهة الفساد .. بكل صوره .. سواء كان ذلك بشكل مباشر، ومن خلال تقديم آليات فعالة، ومتطورة .. لمراقبة الأداء، وتحسينه، أو بطريقة غير مباشرة عبر توفير قنوات جديدة ـ لتقديم الخدمة .. تعتمد على الفصل المطلق بين المواطن والموظف الحكومي عند عملية الحصول على الخدمات؛ ومن ثم تقضي على أهم عنصر من عناصر الفساد، وهو مسألة "فتح الدرج" والذي أصبح صورة راسخة على مدى السنوات.. تعبر عن تقديم الرشاوى مقابل الحصول على الخدمات.
ومؤخرا أطلقت مجموعة من الشباب اللبناني تطبيقا للهواتف المحمولة باسم " كبسة " إذ هو تطبيق جديد على الهواتف الذكية يستهدف إلقاء الضوء على كل صور وأنواع حالات الفساد، والتقاعس الحكومي في المجتمع اللبناني، ورغم بساطة الفكرة ـ تكنولوجيا ، إلا أنها يمكن أن تؤتي ثمارها بقوة مع رؤية المواطنين اللبنانيين لكل صور الفساد، والتقاعس عن أداء الموظف لدوره المنوط به في خدمة المواطن ـ أينما كان موقعه، وكذلك التصرفات السلبية؛ التي يقوم بها بعض المواطنين.. تجاه الممتلكات العامة، أو إلقاء القمامة في الشارع، أو تشويه جمال الحوائط، أو تدمير وسائل النقل العامة، أو حتى عدم حفاظ التلاميد على مدرستهم وهكذا ...
نتفق أن الفساد قضية محورية في مصر، ومعظم بلدان العالم الأخرى، ومن ثم فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكننا محاربة هذا الفساد؟ وفي تصوري أنه يمكننا من خلال التكنولوجيا، ومفهوم الحكومة الإلكترونية، ثم الحكومة الذكية ـ التي تعتمد على الهواتف الذكية؛ لتوصيل جميع خدماتها للمواطن ـ أن نفعل الكثير فلدينا الآن العديد من الأمثلة على نجاح مكافحة الفساد في المدن، والوزارات، والبلدان في جميع أنحاء العالم .
ونؤكد أن تطوير، وتحسين الخدمات الحكومية بمستويات ذات جودة مرتفعة، وتحقيق الحكم الجيد يرتبط بوجود موظف على دراية كافية بحقوقه، وواجباته، ويتمتع بالنزاهة، والكفاءة، وتطبيق حكم القانون في أدائه لوظيفته العمومية ، خاصة أن قانون الوظيفة العامة (قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة) وضع ضوابط، ومعايير لحقوق وواجبات الموظف العمومي، وسلوكه الوظيفي داخل عمله، ومع رؤسائه، وزملائه، والمواطنين؛ الذين يتعامل معهم .. فما زالت هناك معوقات وصعوبات لدى الموظف داخل بيئة عمله، ومع الجماهير، ولدي الجمهور في التواصل مع الموظف العام بما يؤدي إلى تقويض ثقة الاثنين في الجهاز الإداري للدولة.
وبالتأكيد فإن الحكومة الإلكترونية هي إحدى الوسائل الفعالة لمحاربة الفساد ومواجهته، ولكنها ليست الأداة الوحيدة لمحاربة الفساد.. فهى جزء من منظومة كاملة بالحكومة لمكافحة الفساد، ويتكون باقي المنظومة من أنظمة المحاسبة، والمساءلة، وأنظمة الثواب والعقاب. إذ يمكن للحكومة الإلكترونية محاربة الفساد من خلال قيامها بمهمتين أساسيتين أولهما إتاحة المعلومة عن الفرص المتاحة في الجهاز الحكومي من خلال نشرها على بوابة الحكومة على الإنترنت.. سواء كانت مشروعات، أو مناقصات، أو وظائف. وذلك لضمان تكافؤ الفرص لجميع الراغبين في التعامل مع الحكومة .
وتتمثل المهمة الثانية في غلق باب من أبواب الفساد من خلال فصل طالبي الخدمة عن مقدمها، ومن ثم يتم تقليل فرص الفساد، والرشوة لإنهاء وإنجاز المصالح " أي تقفل الدرج " .

ومع انتشار مفهوم الحكومة الإلكترونية فان الكثير من دول العالم بدأت الاعتماد على التكنولوجيا، والحكومة الإلكترونية في الحد من الفساد من خلال نشر جميع العقود والميزانيات - وأيضا لتمكين المواطنين من التبليغ عن حالات عدم الكفاءة، والفساد. الأمر الذي يؤدي تدريجيا لخفض موثق في معدلات الفساد.
نؤكد أن مواجهة الفساد تحتاج لتغيير الثقافة المجتمعية، والمؤسسية، والبحث عن الإصلاحيين الناجحين؛ الذين حققوا نجاحات قصيرة الأجل، شديدة الوضوح، ومغايرة للتوقعات كما تعتمد على ضرورة العمل مع الموجودين في المؤسسات القائمة، وأيضا ضخ دماء جديدة. وأخيرا علينا أن ندرك أن مكافحة الفساد تتطلب وجود حلفاء، وأن مجتمع الأعمال، والمجتمع المدني يمكن أن يوفرا المعلومات عن مواقع الفساد، وكيفية عمل الأنظمة الفاسدة .
 نهاية الأسبوع

• يا لا سخرية القدر.. إسرائيل ـ التي تمتلك وحدها أكثر من 200 قنبلة نووية ـ الأكثر انزعاجا في منطقة الشرق الأوسط من مشروع إيران النووي !!
• ايران المتقدمة علميا .. نجحت إيران في استغلال سنوات الحصار المفروض عليها من الغرب في تقوية المؤسسات العلمية لديها، وباتت لديها قنابل العلم، والمعرفة، والتقدم. وقريبا سيكون لديها قنابلها العلمية النووية .. فماذا عنا نحن ؟
• عاصفة الحزم .. رغم اتفاقي معها في أهدافها.. للحد من خطورة الجماعات المسلحة، وسيطرتها على الحكم في اليمن. إلا أنه يجب أن يكون لها مدى زمني للتوقف وجلوس جميع الأطراف على مائدة المفاوضات، وليس تدمير البلد نهائيا .