وثائق تكشف جهود تجسس ال"سى اى ايه " على تقنيات " آبل "

كشف موقع إنترسبت " Intercept" الامريكى المتخصص باخبار التكنولوجيا على الإنترنت، عن وجود وثائق سرية للغاية تفيد ان الباحثين التقنيين فى “وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ” يبذلون جهودا مضنية منذ سنوات للتجسس على تقنيات التشفير المستخدمة في الهواتف و الاجهزة اللوحية لشركة “أبل” الامريكية، ومحاولة اختراق الشفرات لادراج أبواب خلفية للمراقبة السرية في التطبيقات.
ويقول الموقع ان الباحثين الأمنيين يالوكالة قدموا عرضا لاحدث تكتيكاتهم والإنجازات التى تمت فى هذا المجال في الاجتماع السنوي السري، الذى يطلق عليه اسم المخيم " Jamboree " حيث ناقش الحضور استراتيجيات لاستغلال ثغرات أمنية في الأجهزة الإلكترونية المنزلية والتجارية. وقد عقدت هذه المؤتمرات على امتداد ما يقرب من عقد من الزمان، و كان الاجتماع الأول قد جرى قبل عام من اطلاق اول نسخة من الهاتف آي فون التابع لشركة آبل .
وكان الأخطر من بين الهجمات المختلفة التي جرى الكشف عنها خلال الحدث، محاولات استهداف مفاتيح الأمان الأساسية المستخدمة لتشفير البيانات المخزنة على أجهزة أبل، وسعى الباحثون لإحباط محاولات الشركة لتوفير الأمن إلى مئات الملايين من عملاء أبل في جميع أنحاء العالم. . و تم تكليل الجهود بإنشاء نسخة وهمية من منصة تطوير البرمجيات “إكس كود” Xcode التابعة لأبل، والتي تُستخدم من قبل المطورين لإنشاء تطبيقات لأجهزة الشركة الذكية العاملة بنظام التشغيل “آي أو إس”.
وتسمح النسخة المُعدَّلة من “إكس كود” التابع لوكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي ووكالات أخرى بإدراج أبواب خلفية للمراقبة في أي تطبيق يُطور باستخدامها ، حيث تهدف الأبحاث لاكتشاف طرق فك تشفير، وفي نهاية المطاف اختراق تشفير البرامج الخاصة بشركة أبل. هذا قد تمكن جواسيس المخابرات من زرع الشيفرات الخبيثة على أجهزة أبل للبحث عن نقاط الضعف المحتملة في أجزاء أخرى من اي فون.
وتشمل الجهود الأخرى التي عُرضت خلال مؤتمر Jamboree وسيلة لإدخال برنامج يُسجل وينقل كل ما يكتبه المستخدم المُخترَق على لوحة المفاتيح الخاصة به، في الأنظمة المشغلة لحواسيب أبل المحمولة والمكتبية، وذلك من خلال أداة تحديث البرامج التابعة لها.
وقد أثارت هذه التسريبات بالفعل ردة فعل قوية بين الباحثين في مجال الأمن على موقع التدوين المصغر تويتر وغيره، ومن المرجح أن تدفع نحو إجراء تدقيق أمني بين مطوري أبل ، و لكن لم يتلق موقع “إنترسبت Intercept ” اى تعليق من المخابرات الامريكية .
وتعد التسريبات التي كشف عنها الموقع هى الأحدث في قائمة طويلة من قصص الكشف عن أنشطة وكالة الاستخبارات ضد أبل وبرامجها. ففي يناير 2014 كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن مجموعة متنوعة من أساليب التجسس التي تستخدمها وكالة الاستخبارات البريطانية، المعروفة باسم “مقر الاتصالات الحكومية البريطاني GCHQ”، ووكالة الأمن القومي الأمريكية، على الهواتف الذكية.
كما تم الكشف ايضا فى وقت سابق أن أبل كانت شريكة في برنامج التجسس الشهير بريزم Prism “، الذي يتيح لوكالة الأمن القومي وحلفائها الحصول على معلومات المستخدمين. لكن وفي أعقاب تسريبات المتعاقد السابق مع الوكالة” إدوارد سنودن” صعدت أبل الإجراءات الرامية إلى حماية خصوصية المستخدم، بما في ذلك إدخال مزايا تشفير متطورة لتطبيق التراسل التابع لها iMessages.
ومن المتوقع ان تُحدِث التسريبات الجديدة المتعلقة بالتجسس على أجهزة أبل مزيدا من التوتر في العلاقة بين أبل، التي تعد إحدى كبرى شركات التكنولوجيا في العالم، وحكومة الولايات المتحدة.. وفي وقت سابق من هذا الشهر حذّر الرئيس التنفيذي لشركة أبل” تيم كوك” الرئيس الأمريكي “باراك أوباما “في تصريحات علنية من أن التاريخ قد أظهر “كيف انه يمكن أن يكون للتضحية بحقنا في الخصوصية عواقب وخيمة”.