ناجح البواب .. نحو الأمية

بقلم : د. ناصر فؤاد

اختفى ناجح البواب في ظروف غامضة لمدة يومين، وكان من الطبيعي أن استوضح منه سبب الاختفاء، وبالأخص أنه تم دون إنذار .
العبد لله : خير يا ناجح كنت فين امبارح ؟ مش من عوايدك تزوغ ومتقولش انت فين! افرض كان حصل حاجة ولا محتاجة في العمارة .
ناجح : يا باشا الظرف أقوى من أي واحد، وكان لازم أروح البلد صد .. رد، دي أمانه، وأنا مش خاين، ولا خَوَّان.
العبد لله : اللهم اجعله خير.
ناجح : خير والحمد لله ، كل قدر ربنا خير . حضرتك عارف الواد عمران بلدياتي ، كان سايب عندي تحويشة عمره ، واحتاجها وما يقدرش ينزل من البلد ، لأنه ربنا يكفي السامعين عمل حادثة موت بالعربية ، وكان لازم يعمل عملية بسرعة ، ومحتاج فلوس يجيب ركبة صناعي، ومسامير، وشريحة لرجله.
العبد لله : يا ساتر يا رب ، اللهم استرنا واشفيه ، عمران ده كان سايس جراج في الزمالك، وكان بييجي عندك في إجازته، ونفسه كان يطلّع رخصة سواقه ، وما عرفش علشان ما بيفكش الخط ، وغير قابل للتعلم ، أو مش عايز يتعلم بمعني أصح.
ناجح : يا باشا هو بعينه ، الله يخيبه طول عمره رجله شمال ، فضل يحاول لحد ما واحد ابن حلال جابله شهادة محو أمية مضروبه بس سليمة .
العبد لله : رجعنا للفوازير ، مضروبه بس سليمة .. ازاي يعني.
ناجح : يعني يا باشا ولا حضر، ولا امتحن. بس أخد الشهادة بتاعة محو الأمية، ودفع للراجل ١٥٠٠ جم ، ، ده من خيبته بيقول عليها شهادة "نحو الأمية" ، وراجل حبيبنا في المرور سلك له الرخصة بـ ١٥٠٠ جم زييهم، وفي يوم وليلة اتحقق حلم حياته، وبقى معاه رخصة سواقه بتلات آلاف جنيه، باع موتوسيكل كان شاريه بدون نمر، وبقى معاه رخصة، وبقى يلقط رزقه من السواقه ، واحد نعرفه من بلدنا تاجر كبير، ادّاله عربية بيودي بيها بضاعة، والشهاده لله.. الواد أمين، وسواق على البيكو ـ يعني فوره .
العبد لله : أما هو فوره، وعلي البيكو.. يعني أسطى باشا زي ما بتقول ، أمال عمل حادثه ازاي .
ناجح : أنا جاي لسيادتك.. هوّه رايح يودي طلبية ، وماشي بسرعة.. عايز يلحق يرجع قبل الضلمه، الطريق كان تحت الإصلاح، ومكتوب يافطة "تحويله بعد ٥٠٠ متر" وبعدين ورآها يافطة كل ١٠٠ متر بتقول "تحويله بعد كذا متر" ، وآخر يافطة مكتوب عليها نهاية الطريق، راح واقع في حفرة كبيرة جدا وانكسرت رجله وركبته.
العبد لله : طبعا ما هو ما بيعرفش يقرا شهادته نحو أمية مش محو أمية.

وعلى الله قصد السبيل ..