قطاع الإنترنت المحلي يبحث عن "المظلة القانونية" لتنظيم أولويات المرحلة القادمة

تحقيق : أحمد رشاد
طموحات وآمال عديدة ينتظرها مجتمع الإنترنت المصري خلال العام الجديد 2015 ، لعل أهمها هو جودة الخدمة التي تتطلب مزيدا من الجهد والعمل لدخول مرحلة جديدة في التواصل عبر الفضاء المعلوماتي المدعوم بخدمات البرود باند ونقل البيانات ، بشكل يتناسب مع الزيادة المستمرة لعدد مستخدمي الإنترنت داخل المجتمع المصري ، ولكن بدخول هذه المرحلة أصبح محاطا بالعديد من المخاطر في ظل التطور التكنولوجي لتطبيقات الحوسبة السحابية ونقل وتحليل البيانات العملاقة ، وهو ما استغلته شبكة "الفيس بوك" الأكثر استخداماً داخل المجتمع المصري ، بمنح الحق لنفسها بالاطلاع على كل بيانات عملائها ومستخدميها بداية من العام الجديد 2015 ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في كل تعاملاتنا داخل الفضاء المعلوماتي ، ولكن الطريق نحو هذا التطور ليس كله مظلما ، فهناك جوانب إيجابية عديدة ظهرت بزيادة عدد مستخدمي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية ، في مجالات عديدة ، لعل أهمها مجال التسويق الرقمي الذي ينتظر زيادة في معدلات النمو خلال العام الجديد ، وفي ظل كل هذه التغيرات يبقى التنظيم الحكومي والهيكلة المتكاملة ووجود القوانين وإنفاذها ، أهم المطالب التي ينتظرها مجتمع الإنترنت المصري ، الأمر الذي بدأت الحكومة بالنظر اليه بعين الاهتمام بتفعيل أول كيان مصري لحماية تعاملاتنا وبياناتنا ، من خلال "المجلس الأعلى لتأمين الفضاء السيبراني" وغيرها من الجهود النوعية من جانب مباحث الإنترنت في التصدي لمخاطر الشبكة المتزايدة بشكل مستمر.

عبد المنعم : إعادة النظر في كل التعاملات الرقمية
حذر المهندس عادل عبد المنعم ـ خبير أمن المعلومات والإنترنت ، من أن أخطر التهديدات التي تواجه مستخدمي الإنترنت خلال العام الجديد 2015 هو ما أعلنته شبكة التواصل الاجتماعية "فيس بوك" مؤخراً ، باتباعها سياسة جديدة للخصوصية تتيح لها الحق في الاطلاع الكامل على كل بيانات عملائها وتحليلها سواء في الحساب الشخصي Account أو الحسابات والمواقع والصفحات المتواصلة مع هذا الحساب ، وذلك بداية من 1 يناير 2015 ، مشيراً إلى أن الهدف المعلن من جانب الشبكة هو الأغراض التسويقية للتعرف على احتياجات العملاء وتفضيلاتهم ، وتحديد أماكن تواجدهم ونشرها دون إبلاغ المستخدمين ، وهنا يكمن الخطر في قدرة الشبكة على تحديد سلوك المستخدمين والربط التحليلي بقواعد البيانات ، للتعرف على الاحتياجات المتوقعة لكل مستخدم ، والاطلاع من خلال ذلك على كل البيانات الخاصة به ، مشيراً إلى أحدث التقنيات المستخدمة لدى شبكة الفيس بوك في هذا الصدد ، وهي الأنظمة البرمجية المعروفة بـ Application Program Interface ـ API التي تتيح للشبكة معرفة المواقع التي يتصفحها كل مستخدم.
وشدد خبير أمن المعلومات على ضرورة إعادة النظر فيما يتعلق بالأشخاص الذين يتم التعامل معهم عبر شبكة الفيس بوك والمواقع والصفحات التي يتم تصفحها أو زيارتها ، وأي إجراء يقوم به المستخدم عبر تلك الشبكة ، مشيراً إلى أهم التطورات السلبية لشبكة الفيس بوك ، والتي أثرت بوضوح على المجتمع المصري خلال عام 2014 ، وهي حالة الاستقطاب وانتشار الأخبار والمعلومات مجهولة المصدر ، والتي أدت إلى "تخريب" المجتمع على حد وصفه ، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الوعي في التعامل مع مصادر الأخبار والمعلومات عبر شبكات التواصل الاجتماعية.
وأشار إلى أن أهم إنجازات عام 2014 ، والتي من المتوقع أن نجني ثمارها في 2015 ، هو القرار الحكومي الذي طال انتظاره بعمل "المجلس الأعلى لأمن الفضاء السيبراني والبنية التحتية" لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمشاركة جميع أطياف المجتمع ، مؤكداً أن وجود كيان مصري يقوم بهذه المهمة يعتبر خطوة جيدة لحماية البيانات والمعلومات على شبكة الإنترنت وتوفير بيئة رقمية آمنة ، معرباً عن أمنياته بأن تكون هذه البداية موفقة بالنسبة للحكومة المصرية ، التي تحتاج إلى مزيد من الجهود الأمنية ، وخاصة في ظل حالة التسريبات التي تتعرض لها كل المؤسسات الحكومية والخاصة سواء داخل مصر أو خارجها ، والتي كان لها الفضل في زيادة الوعي لدى جمهور المتعاملين مع شبكة الإنترنت في معرفة أهمية تأمين المعلومات.
وأضاف عبد المنعم أن عام 2014 شهد "طفرة نوعية" على حد وصفه ، في أداء مباحث الإنترنت نظراً لـ حجم التهديدات التي تعرضت لها الشبكة خلال هذا العام ، والتي تعتبر أضعاف السنوات السابقة ، مشيراً إلى ضرورة أن تكون تلك الجهود مدعومة بتقنيات أحدث وكوادر على أعلى مستوى في مجال مكافحة الجريمة المعلوماتية ، بجانب صدور قانون تأمين المعلومات ، وتنفيذ معامل مركزية للأدلة الرقمية.

صبري : توطين صناعة التسويق الرقمي محلياً
ومن ناحية أخرى يحدد المهندس أحمد صبري ـ رئيس مجلس إدارة أكاديمية التسويق الرقمي أهم مشكلات قطاع التسويق الرقمي على المستوى المحلي ، وهو غياب اللاعبين الكبار ، وأن أغلب مكاسب مجال التسويق الرقمي على مستوى العالم متجه نحو شركة جوجل في المقام الأول بجانب شبكة الفيس بوك التي تأتي في المرتبة الثانية في هذا الصدد ، مشيراً إلى أن شركات التجارة الإلكترونية استطاعت خلال الفترة الأخيرة تجريك المياه الراكدة بشكل نسبي ولكن كلها استثمارات خارجية نصيب السوق المصري منها صفر في المائة.
وأضاف رئيس الأكاديمية أن السوق المصرية تحتاج خلال العام الجديد 2015 مزيدا من الهيكلة والتنظيم بالنسبة لقطاع التسويق الرقمي ، من خلال وجود جمعيات واتحاد لرجال الأعمال تنصب حهوده في هذا الاتجاه ، فضلاً عن أن أغلب الشباب العاملين في هذا المجال ليسوا على المستوى المناسب لمنافسة هذا المجال ، مشيراً إلى أن هذه المشكلة واجهت المجتمع المصري خلال السنوات السابقة في مجال تصميم المواقع الإلكترونية ، ولكن الوضع حالياً أصبح مختلفا.
وأوضح أن الأكاديمية تهدف إلى توطين هذه الصناعة على المستوى المحلي والعربي ، مشيراً أن الشركات المصرية بدأت تتفهم أهمية التسويق الرقمي ، كوسيلة فعالة لتحقيق الأغراض التسويقية بالنسبة للشركات ، مؤكداً أن قطاع التسويق الرقمي يعتبر أحد أهم القطاعات الواعده على مستوى العالم ، وبالتالي فإن جهود الأكاديمية ستتجه خلال 2015 نحو استكمال المسيرة التي بدأتها في السنوات السابقة من خلال عدة أنشطة سيتم التركيز عليها في العام الجديد ، وهي تفعيل دراسة الماجيستير الذي تمنحه الأكاديمية بالتعاون مع معهد دبلن للدراسات التكنولوجية بأيرلندا DIT ، ومعهد التسويق الأيرلندي MIA ، بجانب تفعيل شركة SM Radar ، التي تقدم تقارير تسويقية عن الصناعات المختلفة ، تم تنفيذها في الاتصالات ومن المقرر تنفيذ هذه التقارير في قطاع العقارات وكل القطاعات الصناعية بالدولة.

فؤاد : اتساع خدمات البرود باند الخطوة الأهم
ويؤكد الدكتور ناصر فؤاد ـ رئيس مجلس إدارة التحالف المصري للإنترنت ، أن أهم طموحات قطاع الإنترنت المحلي خلال العام الجديد 2015 هو اتساع خدمات البرود باند داخل السوق المصرية ، والعمل على توفير خدمة مناسبة لحجم الكثافة المتزايدة على استخدام الشبكة من جانب كل قطاعات الدولة ، مشيراً إلى أن الجهود التي تقوم بها الشركة المصرية للاتصالات بتغيير الكابلات النحاسية بكابلات الألياف الضوئية "فايبر أوبتك" تعتبر أهم إنجازات المجتمع المصري في هذا الصدد خلال العام الماضي ، ومن المتوقع تحسين الخدمة خلال العام الجديد والقضاء على مشكلة البطء التي يعاني منها معظم المستخدمين .
وأشار إلى أن هناك خطوات إيجابية عديدة تم اتخاذها خلال 2014 ، ونأمل أن تستمر وتتضاعف خلال العام الجديد ، مثل دفع الضرائب إلكترونياً ، مشيراً إلى ضرورة تفعيل خدمات الحكومة الإلكترونية بشكل أكبر خلال 2015 والاستفادة من الكوادر الفنية بوزارة التخطيط والإصلاح الإداري ـ التنمية الإدارية سابقاً التي تعتبر طاقات مفيدة للدولة في إطار النهوض بمستوى الخدمات الحكومية المقدمة عبر شبكة الإنترنت .