تصاعد السباق على ملكية القطب الشمالي مع ارتفاع درجات الحرارة

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

تصاعد السباق على ملكية القطب الشمالي مع ارتفاع درجات الحرارة

ادعت مملكة الدانمارك اليوم الاثنين ملكيتها المنفردة لاراضى القطب الشمالى ، واعلن وزير خارجيتها ” ملرتن ليدج جارد Martin Lidegaard ” ان البيانات و الابحاث العلمية اثبتت اتصال الجرف القاري لجرينلاند Greenland بسلسلة من التلال تقع تحت المحيط المتجمد الشمالي، و هو ما يعطى الحق للدنماركيين بالمطالبة بملكية اراض بالقطب الشمالي وأية موارد للطاقة تكمن تحت المياه هناك.

و تشير التقارير انه بعد 12 عاما و 50 مليون دولار انفاق على الأبحاث، تمكنت الدانمارك من مسح قرابة 2.000 كيلومتر لسلسلة من الجبال و التلال الممتدة تحت الماء، شمالى سيبيريا ، و ان نتائج المسح اثبت اتصال هذه المنطقة جيولوجيا بجزيرة جرينلاند ، وهى اراضي ضخمة و متسعة منخفضة الكثافة السكانية وتخضع للحكم الذاتي ، جنبا إلى جنب مع جزر فارو Faroe، و التى هى تحت سلطة دولة الدنمارك.

و وفقا لنتائج الدراسات تدعى مملكة الدنمارك ، ملكية نحو 895.541 كيلومترا مربعا ، و هى مساحة تعادل نحو 20 ضعف حجم مساحة الدنمارك نفسها ، وقد اعلن وزير الخارجية ان بلاده تقدمت بمطالبة اليوم الاثنين أمام لجنة الأمم المتحدة في نيويورك التي ستقرر السيطرة على المنطقة،و هو الامر الذى وصفه بانه ” منعطف تاريخي ” حيث تعتمد مطالبة بلاده على دراسات واقعية ستليها اجراءات العملية السياسية و التى توقع أن تستغرق بعض الوقت قائلا ” في غضون بضعة عقود “.

و على الرغم من ان هناك خمس دول لها اطماع فى منطقة القطب الشمالي و هى : الولايات المتحدة وروسيا والنرويج وكندا والدنمارك ،و كل منها لها المناطق التى تربطها او تحيط بالقطب الشمالي، الا ان كندا وروسيا فقط هما اكثر من اهتما بادعاء ملكية اراضى فى القطب الشمالى من قبل الدنمرك. . و كانت الدول الخمس قد اتفقت في عام 2008، بأن السيطرة على منطقة القطب الشمالي سيتم تقريرها و بحثها بشكل منظم في إطار الأمم المتحدة ، ولجنة الأمم المتحدة المعنية بحدود الجرف القاري، والتي تسمح بالمطالبة بامتلاك أراضي فى القطب الشمالى تمتد إلى نحو 200 ميل بحري من على الجرف القارى.. و لقد تقدمت الدنمارك من قبل بأربعة مطالبات سابقة، ولكنها أصبحت الآن أول بلد يعلن ملكيته المطلقة لاراضى القطب الشمالي ، و هو الامر الذى لم تجرؤ روسيا للمطالبه به حتى الان.

و تعليقا على الإدعاءات الدنماركية ، قال “مايكل بايرز Michael Byers ” و هو خبير كندي فى شئون السيادة على القطب الشمالي، ” ان هذه الخطوة تبتعد كثيرا عن تقاليد الدانمارك للدبلوماسية البناءة. ومن المفارقات أنه البلد الوحيد الذي يدعى هذا الان ، بل يمكن القول أن يتصرف بشكل استفزازي “.

لكن تصرف الدنمارك هذا ، يقودنا للتسائل حول اسباب الاندفاع و التسارع حول ملكية اراضى فى القطب الشمالى ، و الاجابة : تكمن فى مظاهر تغير المناخ ، فالاحترار المتاخى يقترن بالذوبان السريع لجليد القطب الشمالي ، و على قدر ما هو امر سيء للكوكب و المعيشة عليه الا انه امر جيد للأعمال التجارية. حيث يقدر خبراء هيئة المسح الجيولوجي الامريكية ، احنواء المنطقة على نحو 30 % من الغاز الطبيعي غير المستكشف في العالم، و 15 % من اكتشافات النفط .

و على الرغم من كون الجليد يغطى المنطقة فى الوقت الحالى، الا ان الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي اصبح الان مختلفا موسميا ، و يتفق العلماء على أنه في مرحلة ما من هذا القرن ، و عند نقطة ما سترتفع درجات الحرارة و يختفى الغطاء الجليدى ، وعندما يأتي ذلك اليوم الحزين ، سيصبح فى الامكان عبور مياه القطب الشمالي في “زورق كانوى ” .

و قد بدا تقلص حجم المنطقة القطبية الشمالية منذ عدة عقود بسبب تغير المناخ، وارتفاع درجة حرارة الارض بصفة عامة ، حيث تقول التقديرات الأخيرة أن المحيط المتجمد الشمالي من المحتمل أنه سيكون خاليا من الجليد ما بين عامي 2059 إلى 2078 ، وهو مؤشر خطير على تغير المناخ و ان هناك احتمال لإطلاق غاز الميثان من المنطقة القطبية الشمالية.

و تبين الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية أن الطبقة الثلجية التي تغطي سطح المحيط المتجمد الشمالى تتقلص كل عام بنسبة 4 بالمائة ، ومع توقع منظمة البيئة العالمية لارتفاع درجات حرارة الأرض في السنوات المائة المقبلة من 4 إلى 7 درجات نتيجة انبعاث الغازات الناجمة عن النشاط الإنساني والمسببة للاحتباس الحراري كغاز ثاني أوكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة، هي عامل رئيسي في ذوبان جليد القطب الشمالي. وكان علماء متخصصون بالدراسات القطبية قد تنبئوا بأن تؤدي ظاهرة تسخن جو الأرض إلى تحويل القارة القطبية الشمالية من منطقة جليدية إلى مسطحات مائية وأن المرحلة المقبلة سوف تشهد ظاهرة جديدة تتمثل بظهور الجليد في الشتاء واختفائه في الصيف خلافاً لما هي عليه حال القطب منذ بضعة آلاف السنين

مشاركات القراء