 الصحافة المتخصصة .. ودعم وزير الاتصالات

 بقلم : خالد حسن
وربما لا يعلم الكثير، أنه منذ 21 عاما تحديدا، بدأت نواة الإعلام المتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ لم يتجاوز عدد الصحفيين العاملين في هذا المجال عدد أصابع اليد الواحدة، وكان عدد شركات التكنولوجيا أقل من 200 شركة تقريبا، غالبيتها شركات لبيع أجهزة الكمبيوتر، ورغم التحديات الكثيرة التي واجهها هذا الإعلام على مدار السنوات إلا أنه ظهر للنور .
وشاءت الظروف أن يكون كاتب هذه السطور مؤسس لصفحة " عالم الكمبيوتر " ، التي أصدرتها أسبوعيا بجريدة "العالم اليوم"، وما لبثت أن تحولت إلى أول صفحة يومية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تاريخ الصحافة المصرية والعربية. وقمت بتأسيس أول قسم لمحرري التكنولوجيا والاتصالات ـ ضم نحو 12 محرر إذ كانت وقتها بمثابة المنفذ الرئيسي لقطاع التكنولوجيا على القراء والمهتمين والخبراء، إلا أنه مع إطلاق وزارة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عام 1999 بدأنا نشهد طفرة في الصفحات الأسبوعية والشهرية المتخصصة في مجال التغطية، والمتابعة لقطاع التكنولوجيا، وكان ظهور جريدة " عالم رقمي " كأول جريدة مصرية وعربية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات بمثابة قفزة توعية في عالم الصحافة المتخصصة، لتركز على دور التكنولوجيا في تطوير جميع القطاعات، ومدرسة تخرج فيها أكثر من 35 صحفيا .
وفي الحقيقة فإن الصحافة المتخصصة في التكنولوجيا والاتصالات لم تكن منحة من أحد بل هى ثمرة جهد، وعرق، وأفكار، ومثابرة على النجاح، وتوصيل رسالتنا، والقيام بدورنا في بناء مجتمع المعلومات، وكان هناك إدراك من جميع وزراء الاتصالات بأهمية دور الصحافة المتخصصة كشريك رئيسي في عملية التنمية التكنولوجية، وإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه هذا القطاع، واستعراض قصص النجاح التي يذخر بها، وكذلك الإبداعات التي نجحت كوادرنا البشرية في تطويرها حتى أصبح بالفعل هذه القطاع مصدرا لتوفير مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة ـ ناهيك عن كونها قطاع خدمي واستراتيجي لتطوير باقي القطاعات الاقتصادية .
الا أنه وللأسف نجد الآن هجمة شرسة من قبل بعد محدودي الرؤية على دور الصحافة المتخصصة في مجال التكنولوجيا، والسعي بمصالح ودوافع بعضها معروف ومعلن، وبعضها عير معلن ، للنيل من دور هذه الصحافة، وتصويرها على أنها في حالة صراع ومنافسة مع الصحافة العامة، وذلك من خلال اختلاق سيناريوهات سينمائية تستهدف التقليل من الدور الحيوي والمتزايد للصحافة المتخصصة، والعمل على الترويج لتراجع أهمية الصحافة المتخصصة في مجال التكنولوجيا .
الأسبوع الماضي جمعني لقاء مصغر مع المهندس عاطف حلمي ـ وزير اﻻتصاﻻت وتكنولوجيا المعلومات؛ والذي أكد بمنتهى الوضوح أن الصحافة المتخصصة أحد أعمدة تنمية قطاع اﻻتصاﻻت، والتكنولوجيا، وأنها أحد أضلاع مثلث التنمية للقطاع في رسالة واضحة للجميع؛ وأن دورها لم ينته بل على العكس في تزايد وتوسع وأنه لا يجب أن تكون هناك منافسة أو تفضيل بين الصحافة المتخصصة، والصحافة العامة .. بل هناك تكامل بينهم في الأدوار لاستكمال بناء الاقتصاد الرقمي .
أشار وزير الاتصالات أن دور الصحافة المتخصصة الحالي والمستقبلي في التوعية وبناء مجتمع المعلومات ليس محل نقاش من جانب أحد، وﻻ يحتاج إلى مزايدة، أو اعتراف وإنما هي شريك استراتيجي للتنمية والتطوير.
شكرا للمهندس عاطف حملي ـ وزير اﻻتصاﻻت وتكنولوجيا المعلومات الذي يدرك بالفعل أهمية دور الصحافة المتخصصة، ونتمنى أن تكون رسالته وصلت لكل العاملين بالقطاع سواء القطاع الحكومي، أو المجتمع المدني وشركات التكنولوجيا، والاتصالات .. خاصة مع موافقته على رعاية الدورة الأولى للمؤتمر ، الذي ستنظمه شعبة محرري تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنقابة الصحفيين الشهر القادم ، والذي سيركز على الدور الحضاري والمستقبلي للصحافة المتخصصة .
 نهاية الأسبوع
 مستوى الخدمة .. تتصل بمركز الاتصالات التابعة لثاني أكبر بنك حكومي " بنك مصر " عبر رقمه الموحد لتستفسر عن رقم تليفون أحد فروعه فيقوم في المحاولة الأولى بإعطائك رقم فاكس، وفي المحاولة الثانية يعطيك رقم خاطئ لمنزل، وفي المحاولة الثالثة يعطيك رقما لا يرد عليك نهائيا .. فماذا يمكن أن تقول .. "ما فيش فايدة ؟؟" لالا لازم يكون هناك تغيير؛ ونحتاج لإدارة احترافية، ومراقبة فعالة لتحسين مستوى خدمات مراكز الاتصالات .

 قطر والمصالحة العربية ... يخطىء من يظن أن قطر صادقة في عملية مصالحة سواء فيما بينها وبين دول الخليج أو بينها وبين مصر وإنما تقوم فقط بنوع من المناورات التكتيكية لكسب الوقت لتجنب المزيد من الضغوط العربية عليها ، على غرار ما تقوم به حليفها الاستراتيجية إسرائيل في تفاوضها مع الفلسطينيين ، إذ أصبحت هذه الدويلة القطرية تستمد وجودها من تصدير العداء لكل من حولها من الجيران، ومحاولة تحقيق مكاسب على حساب جيرانها، واستغلال الثروة التي وهبها الله للشعب القطري ، وليس لحكامه فقط ، للقيام بدور إقليمي، أكبر من إمكانياتها بكثير ـ هدم دول المنطقة .

 شراكة " PPP " .. في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية، والمالية التي تعاني منها مصر منذ 3 سنوات، وتراجع الطلب المحلي على التكنولوجيا فإن نظام الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص " PPP " لتمويل وتنفيذ المشروعات القومية أصبح مطلبا حيويا حتى يمكننا أن نحقق التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، المطلوبة والتحرك بأقصى سرعة نحو تحسين حياة المواطن . نتطلع أن يقوم قطاع التكنولوجيا والاتصالات بنموذج إيجابي لتفعيل هذه الشراكة عبر إطلاق العديد من مشروعات الميكنة لدورة العمل للجهات والمؤسسات الحكومية .