الحكومة الإلكترونية .. وخدمة المواطن

بقلم : فريد شوقي
لعل الناظر إلى الواقع الحالي لمشروع الحكومة الإلكترونية، وما يتم تقديمه من خدمات ـ رغم قلة عددها ـ يكشف عن جهود حقيقية، تمت بالفعل. تهدف إلى خروج مفهوم الحكومة الإلكترونية للنور. ولكن وفقا لأسلوب تدريجي حتى لا يحدث أي نوع من الصدمات، أو المفاجآت، التي يمكن حدوثها في حالة تغيير آليات العمل .
ومن المتعارف عليه أن أي خدمة، أو تكنولوجيا جديدة، تحتاج إلى جهود مسبقة للتعريف بها والتوعية حتى يمكن أن تلقى القبول لدى مستخدمي هذه الخدمة، ويتزايد الطلب عليها بشكل تلقائي .. فعادة ما يصاحب ظهور أي جديد نوع من التخوف، والهواجس من جانب المستخدمين، ثم ما يلبث أن تزول هذه المخاوف، وتحل محلها الثقة والأمان مع التجربة .
ومؤخرا أكد المهندس عاطف حلمي على أن تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، أصبحت تمثل حجر الزاوية للاقتصاد، وأن حكومة محلب بدأت في وضع إطار عام، لبلورة منظومة تقديم الخدمات للمواطنين من خلال تفعيل أدوات تكنولوجيا المعلومات في كل أجهزة الدولة بالتعاون مع جميع الوزارات، مطالباً بضرورة العمل على التحول إلى الاقتصاد الرقمي، ومنوها إلى أن الخطة الإستراتيجية؛ التي وضعتها الوزارة، وتعمل على تنفيذ محاورها بالتوازي الآن؛ هدفها العمل على تطوير نظام متكامل، يستطيع من خلاله المواطنون استخدام أدواته بكل سهولة ويسر، إذ تتضمن الخطة العديد من الحلول التقنية؛ التي تسهل على المواطن المصري الاستفادة من كل الخدمات، التي تقدمها الحكومة .
وقال هذا ما طالب به رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ،خلال اجتماعه بأعضاء الحكومة بعد أداء اليمين الدستورية ، وأن الوزارة ومجلس إدارة هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات اتخذ قراره بإصدار نحو مليون بطاقة هوية رقمية خلال الأسابيع المقبلة، وذلك كتجربة استرشادية تمهيدًا لتعميمها على جميع المواطنين في أنحاء الجمهورية .
وإذا أصبح استخدام الكمبيوتر متغلغلا بصورة كاملة في كل الأنشطة اليومية " سيحقق الآمال المنتظرة من استخدام التكنولوجيا " فإن الأمر يتطلب أن نثبت لهؤلاء المستخدمين أن الكمبيوتر والتليفون المحمول آلة جديرة بثقة استخدامهم لها، وأنها يمكنها فعل الكثير والكثير لهم ولأعمالهم بصورة صحيحة، ودقيقة، وواقعية.
وفي الحقيقة فإن مفهوم "بث الثقة" يمثل أحد أهم اهتمامات متطلبات الحكومة الإلكترونية، ومن ثمة فلابد من التأكيد على أن جعل شيء ما "جديرًا بالثقة" يتطلب بنية تحتية اجتماعية .. كما هو الحال فى أمور بديهية أخرى وإذا كنا بالفعل نجحنا في توفير بنية اتصالات وشبكة إنترنت على مستوى جيد، ومقبول نوعا ما ، فإن الوقت حان لاستثمار هذه البنية بشكل أمثل في الترويج لمفهوم الحكومة الإلكترونية .. فمثلا يتم وضع جهاز أو جهازي كمبيوتر في كل جهة حكومية عليها كل المعلومات التي تخص هذه الجهة، وكيفية حصول المواطن على الخدمة التي يحتاج إليها، وذلك بدلا من اللجوء إلى أحد الموظفين؛ الذي ربما لا تتوافر لديه الإجابة الصحيحة .
كذلك لماذا لم يحدث حتى الآن ما تم التوقف عن فكرة الأكشاك الإلكترونية لمساعدة المواطنين ممن لا يجيدون القراءة والكتابة ـ وخاصة في أغلب القرى والمناطق الريفية التي مازالت تعاني من ارتفاع نسبة الأمية ـ علاوة على أهمية الإسراع بالتوسع فى مشروع إصدار بطاقات ائتمانية للموظفين الحكوميين كنوع من تشجيع تلك الفئات على كسر حالة التخوف من التكنولوجيا .
ولعل من المهم أيضا العمل على تنويع وزيادة قاعدة خدمات الحكومة الإلكترونية، عبر بوابة الحكومة الإلكترونية " www.egypt.gov.eg "، وكذلك تسهيل التعامل مع هذه الخدمات عبر الهواتف المحمولة، إذ هناك أكثر من 50 مليون مواطن تقريبا يستخدمون الهواتف المحمولة .
هذا ناهيك عن ضرورة تشجيع قيام كل الجهات الحكومية بحجز مكانها على شبكة الإنترنت تحت إشراف وزارة الدولة للتنمية الإدارية، ولا نقول تقديم خدماتها "كمرحلة أولية " .. بحيث يمكن للمواطن الذي يمتلك كمبيوتر أو هاتفا محمولا التعرف على كيفية حصوله على أي خدمة من تلك الجهات على أن يلي ذلك إمكانية حصوله على الخدمة بشكل كامل والدفع أون لاين .
 نهاية الأسبوع
 حملات المرور .. خطوة مهمة جدا والأهم منها الاستمرار للحفاظ على تنظيم الشوارع .
 تسريب الامتحانات.. ما شهدته امتحانات شهادة الثانوية العامة الحالية يحتاج لوقفة صارمة لمعرفة المسئول ومحاسبته.
 داعش .. هل العراق على أبواب حرب أهلية ؟، والعرب يتابعون ويشاهدون بدون حراك.