انتهى عصر المكتب، فهل سيستطع فجر حيز العمل من أي مكان؟

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

انتهى عصر المكتب، فهل سيستطع فجر حيز العمل من أي مكان؟

هل دقت نواقيس الإعلان عن انتهاء زمن المكاتب التقليدية. وفقاً لشركة "فوريستر للأبحاث"، فإن بعض الموظفين لا يدخلون مكاتبهم أبداً. وقد أظهرت نتائج استطلاع القوى العاملة الذي أجرته الشركة في عام 2012 أن جميع الموظفين كانوا يعملون من مكاتبهم على الأقل مرة واحدة في الأسبوع في عام 2010، إلا أن هذه النسبة انخفضت إلى 89% بحلول عام 2012. وفي المقابل فإن هناك زيادة متسارعة في التوجه للعمل من المنزل، حيث أظهر الاستطلاع أن 27% من الموظفين يعملون من منازلهم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، مقارنة بالنسبة السابقة وكانت 18%.
وفي فعالية أقيمت مؤخراً في لندن، أخبر أحد كبار تنفيذيي شركة "مايكروسوفت" الحضور أنه "من الضروري أن نستعيد المعنى الفعلي لكلمة العمل، فهو أمر نقوم به وليس مكاناً نذهب إليه".
لكن هذا ليس رأي الجميع. فالخطط التي وضعتها شركة "غوغل" لمقرها الرئيسي الجديد لأوروبا، والكائن في لندن، تظهر بوضوح أن رواد التكنولوجيا ما زالوا يعتقدون أن هناك بقايا حياة في مفهوم المكتب التقليدي. والواقع أننا نجد عدداً من المدافعين بإخلاص عن فكرة المكتب في قطاع التكنولوجيا، مثل الرئيس التنفيذي لشركة "ياهو" ميريسا ماير والتي منعت موظفي الشركة من العمل من بيوتهم في مطلع عام 2013. وتذكر ماير أن هذه المبادرةأحدثت النتيجة المطلوبةوساهمت في رفع مستوى التعاون والمعنويات لدى الموظفين.
وبالطبع فإن "غوغل" تقدم لكن أكثر من مجرد مساحة للعمل في المكتب، حيث صممت مساحات العمل فيها بأسلوب تأمل من خلاله أن تجذب موظفيها إلى العمل في مكاتب الشركة. ومن هذه العوامل الجاذبة مكان لوقوف الدراجات الهوائية و19 مقهى وصالة للعب البولينغ وملاعب للكرة الطائرة وبركتان للسباحة في الهواء الطلق. إذاً، لعل شركات مثل "غوغل" تحتاج إلى بالفعل إلى مساحة العمل هذه كما كانت الشركة تعمل سابقاً، إلا أنها تستخدم هذه المساحة وتوظفها بأسلوب مختلف.
تشير دراسات أجريت مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط ونفذتها شركة Regus – المزود العالمي لأبحاث مكان العمل – أن المرونة في الوظيفة هي من المزايا الجاذبة حيث تساعد في التوظيف وتقلل من احتمالية مغادرة الموظفين للشركة، وهو أمر مكلف للشركات. وفي الوقت نفسه فإن عدم تقيد الموظف بمكتبه (وبجهاز الكمبيوتر المكتبي) يساعد أيضاً في تقليل التوتر ويعزز تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
وفي الأساس فإن الجميع يحاولون تحقيق الأمر نفسه – محاولة جمع الموظفين معاً ليتعاونوا. إلا أن العمل في مكاتب مبتكرة كلفتها 1 مليار يورو مثل "غوغل" ليس أمراً متاحاً للجميع. ومن جهة أخرى، فإن متطلبات التعاون مع الآخرين في العمل تبقى أمراً ضرورياً أينما اخترت أن تعمل. والجانب الإيجابي في توفر التكنولوجيا هو أنه أصبح بإمكانك اصطحاب مكان العمل إلى موقع أو مساحة مبتكرة تساعد على الإبداع والإنجاز. وقد توصل استطلاع "فوريستر" المذكور إلى أن 12% من الموظفين اختاروا العمل في مكان عام خلال 2012، مقارنة بنسبة 5% في عام 2010.
والعامل الرئيسي لمساعدة الموظفين على التعاون بشكل ناجح مع بعضهم البعض بغض النظر عن مكان تواجدهم وعملهم هو تزويدهم بالأدوات الرقمية المناسبة. فهم بحاجة إلى الوصول إلى موارد الشركة بشكل آمن عبر أي جهاز يستخدمونه ومن أي موقع كان، عبر السحابة الإلكترونية والأجهزة المتنقلة والتغطية الواسعة لشبكات الإنترنت.
هناك وعي متزايد بأن القوى العاملة تتغير، وأن على التكنولوجيا أن تتكيّف لتواكب هذه التغيرات ولتلبي احتياجات المستخدمين. وهذا التغير مدفوع بأربعة أسباب رئيسية هي: تزايد الجانب الاستهلاكي للتكنولوجيا، والتوجه المتزايد نحو مفهوم BYOD (أو: أحضر جهازك الخاص)، وتوفر الخدمات المستندة إلى السحابة الإلكترونية، والأهمية المتزايدة لمنصات التواصل الاجتماعي للشركات.
يمكننا أن نلاحظ مدى انتشار استخدام ردهات الفنادق للاجتماعات واللقاءات المباشرة. وقد باتت بعض العلامات الفندقية تقدم برامج متعددة مثل برنامجWorkspace on Demandمن "ماريوت" وTangent من "ويستن"، بهدف توفير تجربة أكثر مهنية للعمل من الفندق، ولتتيح استئجار قاعات الاجتماعات لديها لدعم لقاءات الموظفين وتعاونهم.
كما أن هناك زيادة في انتشار مساحات العمل المشترك عالمياً، حيث يلتقي الأفراد للعمل ضمن بيئة مشتركة. وتجذب هذه الأماكن أصحاب الشركات الجديدة وأصحاب الأعمال الحرة (freelancers) حيث يعملون في بيئة تدعم وتشجع الابتكار. ومن هذه الأمثلة Campus وTechspace التابعين لشركة "غوغل" في "دوار السيليكون" بمدينة لندن.
ويمكن للموظفين الاستفادة من هذه الأجواء المبتكرة من خلال استخدام هذه الأماكن. ووفقاًلاستطلاع العمل المشترك الذي نفذته شركةDeskmag، فإن 24% من الموظفين الذين يعملون في بيئة مشتركة هم في الواقع موظفون لدى شركات. وذكر هؤلاء الموظفون في الاستطلاع أن وجودهم في مثل هذه الأماكن يساعدهم على الإبداع وتطوير أفكار الأعمال وتعزيز التركيز والإنتاجية، وبالتالي رفع مستوى معايير العمل لديهم.
جميع هذه الأساليب المختلفة تظهر أن هناك طرقاً متعددة يمكن للموظفين والشركات من خلالها إضفاء عنصر التجدد على بيئة العمل لديهم – مهما كان المكان الذي يختارون العمل فيه. والأفضل من ذلك أن مفهوم مكان العمل الجديد يتيح لك تعزيز التعاون (في أي مكان وأي وقت وعبر أي جهاز) دون الحاجة لبناء مكاتب ومقرات عمل جديدة أو منع الموظفين من العمل من منازلهم.
لوران ماريني هو المدير الإقليمي لـ "أورانج بيزنس سيرفيسز" في المملكة العربية السعودية، وهو مدير عام "أورانج بيزنس العربية".

مشاركات القراء