ناجح البواب ...وشركس ومصرية

بقلم : د/ناصر فؤاد

ما أن فتحت باب شقتي ،حتي أنفجر "ناجح" بالبكاء ، حاولت أن أهدئ من روعه ، وأجلسته وبعد أن شرب كوب من عصير الليمون ، والتقت أنفاسه بدءت في محاولة معرفة سر بكائه.
العبدلله : خير ياعمنا ، ايه اللي حصل ومالك كده ، متخليك راجل امال ، وبلاش العياط بحرقة كده ، طمني حصل حاجة في البلد.
ناجح : الحمد لله ، لله ما أعطي ولله ماأخذ ، أن لله وأن اليه راجعون .
العبدلله : الحمدلله ، متقول في ايه وقعت قلبي.
ناجح : سعادتك عارف أبن خالي المدرس بتاع الألعاب ، ربنا كرمه وخلاص كان حيتجوز الأسبوع الجاي بعد 5 سنين خطوبة ، ربنا رزقه ببنيه طيبه وعلي قده أتعرف عليها ، ومن أول يوم راح كلم والدها الله يرحمه ،واتفقوا علي كل حاجة ، وهم صبروا عليه ، وهو صبر عليهم ، أصل العين بصيرة والأيد قصيرة ، وكل حاجة بفضل الله كملت البيت والعفش والأجهزة والسجاد والستاير ، كله تمام وعلي سنجة عشرة.
العبدلله : ودي حاجة وحشة ومصيبة تخليك تعيط العياط ده ، أمال لو كان والعياذ بالله حيطلق كنت عملت أيه.
ناجح : ياباشا أنا جاي في الكلام ، سعادتك عارف اني بعتبر الواد ده زي اخويا ، ودايما بزوره ، ودايما هو وخطيبته وامها لما بيجوا مصر يقضوا مصلحة بيفوتوا علي ، والست حماته زي السكر وأسمها "مصرية" مكتوبه "مصرية" في شهادة الميلاد وساعات بننده لها "أم ولاء"، وهي ست طيبة جدا جدا وجدعة طول عمرها شقيانه علي عيلتها بس بكرامة ، المهم حماته وخطيبته ، راحوا يوضبوا هدوم العروسة في الدواليب ويحطوا البياضات والمفارش ، ويرصوا الحلل ، وطبعا العادي الأيام دي ، الكهربا راحت قاطعه ، ولعوا شمع وقعدوا يستنوا الكهربا تيجي ، سعادتك عارف انهم عايشين كلهم في عزبة صغيرة جنب القناطر ، أصل ابن خالتي مدرس ألعاب في القناطر ، واهل مراته طول عمرهم ساكنين في العزبة دي من يوم ما ابوها جه من الفلاحين ، وأمها "مصرية" أو "أم ولاء" جت من الصعيد .
العبدلله : الله ما طولك يا روح ، يابني قوم انزل وخلصني ، هو انت بتحكي لي مسلسل تركي من 1000 حلقة ، قوم ياعم خلاص الليمون خلص ، أخدت واجبك قوم وريني عرض كتافك.
ناجح باكيا : ياباشا أنا بحكي لك همي ، امال افضفض لمين ، الحكاية وما فيها ، انهم ساكنين في عزبة عرب شركس ، امبارح الأمن هجم علي عزبة عرب شركس ، وقتل سبعة ارهابيين ، وضبط عندهم 30 طن متفجرات وأسلحة كتيرة في مخزن هناك ، المخزن ده في نفس شارع بيت أبن خالي المدرس وعروسته "ولاء" ، وزي ماقلت لسعادتك الكهربا قاطعة والضرب أشتغل ، والدنيا بقت بتنور من الضرب ، وصوت الرصاص عالي جدا وتحت بيت العروسة ، "مصرية" ست الطيبة ، قعدت تصوت ، وتقول خرجوني ، الرصاص حييجي في شقي عمر بنتي ، وبقت تجري علي العفش والأجهزة تحاول تحميها بجسمها ، الحق يتقال في رصاص جه في الحيطة من بره ، المهم الولية الطيبة كانت خايفة جدا من الرصاص علي بنتها وعلي نفسها وكمان خايفة علي العفش ، وجريت علي الباب علشان تفتحه وتخرج تكلمهم كلهم يعقلوا ويوقفوا الضرب في وسط الأهالي ، بس ياخسارة ملحقتش ، قلبها مستحملش الخوف علي بنتها وعلي شقي عمرهم والحزن علي بلدها، جالها أزمة قلبية ، وعبل ما عرفوا يجيبوا دكتور كان السر الألهي طلع ، وبدل ما يدخلوا دنيا في الشقة ، فارقت "مصرية" الدنيا فيها.

وعلي الله قصد السبيل