الفصل الدراسي .. وأزمة الأنفلونزا

بقلم : فريد شوقي
رغم اعتراض البعض على تأجيل الفصل الدراسي الجديد إلى 8 مارس القادم وما يمكن أن يسببه ذلك من ضغط الموسم الدراسي بصورة كبيرة جدا ، بسبب اختصار شهر كامل من الفصل الدراسي الثاني ، إلا أنني في الحقيقة أرى أن التأجيل يعد أفضل الحلول الممكنة في ظل الظروف الراهنة التي نمر بها وحتى لا تتحول الإصابات بفيروس " H1N1 " ، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير ، من أزمة محصورة يمكن التعامل معها إلى وباء منتشر يستحيل مكافحته أو مواجهته .. لاسيما مع الإمكانيات المحدودة المتاحة أمامنا بداية من توافر المصل المضاد للفيروس اللازم مرورا بعدم جاهزية غالبية المدارس لعملية النظافة التي تتطلبها عملية مكافحة هذا الفيروس مما يزيد من احتمالات انتشار الفيروس بصورة بين الطلاب وبالتالي فإن الحفاظ على أرواح أبنائنا ستكون بالتأكيد أهم بكثير من تأجيل عام دراسي أو اختصاره .
ولكن السؤال هل علينا الاستسلام لفرض الحصار العلمي على طلابنا، بصورة سنوية ،كنوع من تكريس دائرة التخلف العلمي وبقاؤهم دائما مستخدمين وليسوا مشاركين في بناء الحضارة العلمية الحديثة ؟ ولماذا حتى الآن لم ننجح في تطبيق منظمة التعليم الإلكتروني ولو بصورة جزئية، فنحن نتكلم عن هذا الموضوع منذ أكثر من 10 سنوات تقريبا وعند النظر لما تم من إنجازات نجدها ضئيلة جدا مقارنة بالأهداف والطموحات التي كانت موضوعة؛ ناهيك إذا ما قورنت بما تم في دول قريبة منا .
ويجب أن يكون للتكنولوجيا دور كبير في الإجابة على هذا السؤال، فمن خلال ما يعرف بمفهوم " التعليم عن بُعد " ومع الحديث عن أهمية الإنترنت ، 36 مليون مستخدم محلي أغلبهم من الطلبة ، فإنه يمكن أن تلعب دورا مهما في تأهيل كوادرنا البشرية في مختلف المراحل التعليمية بدون أن ينتقل الطالب من مكان إقامته في بلده إلى مقر المدرسة أو الجامعة التي يريد استكمال تعليمه بها .
إذ إن ما يقدمه مفهوم " التعليم عن بُعد " من آلية مبسطة تمكن الطالب في أي مكان من تحصيل ما يريده من العلوم لتطوير إمكانياته يقدم لنا حلا سهلا ومتاحا في أيدينا لاسيما أن التقنيات الحديثة تسمح لنا الآن بانتقال المعلومات والصور بسرعات عالية مما يجعل العملية التعليمية عبر جهاز الكمبيوتر أمرا ميسرا للغالبية العظمى من الباحثين وطلاب العلم، حيث يمكنه الحصول على كل ما يريده دون أن ينتقل من مكانه أمام شاشة الكمبيوتر، وهو بالتأكيد ما يفتح بابا واسعا من الفرص أمام فئات كبيرة، تأمل في تحصيل مزيد من العلوم إلا أن عائق الإمكانيات المالية يعد حائلا أساسيا أمامها .
وبالتأكيد فإن ندرة توافر المناهج الدراسية في صورة كتب إلكترونية يمثل حجر الزاوية والعثرة في تطبيق مفهوم التعليم عن بعد إذ يتيح " الكتاب الإلكتروني" العديد من المزايا مقارنة بالكتاب الورقي بصورته التقليدية لعل أهمها- إمكان البحث ضمن الكتاب بحثاً آلياً، مما يوفر عناءً كبيراً على الطالب، والبحث الآلي لا يتوقف عادة على البحث النصي، بل يمكنه أن يكون أكثر ذكاءً، بحيث يمكن العثور على كل ما يتعلق بموضوع معيَّن أو فكرة معيَّنة داخل الكتاب، أو داخل مجموعة من الكتب.
كذلك فإن قراءة الكتاب الإلكتروني إجمالاً مريحة أكثر من قراءة الكتاب الورقي، إذ يمكن الجلوس بوضعية مريحة أمام شاشة الحاسب، ولا داعي لحمل الكتاب باليدين كما يمكن تخزين عدد كبير من الكتب الإلكترونية ضمن حجم فيزيائي صغير جداً، مقارنة بالحجم الذي تشغله الكتب الورقية، ومع توافر الإنترنت أصبح توزيع الكتاب الإلكتروني أسهل كثيراً من توزيع الكتاب الورقي، وهو يصل إلى يد الطالب بعد طلبه بدقائق معدودة، أو حتى خلال عدد من الثواني، كما يمكن الاستفادة من ميزة القراءة الآلية للنص، التي تحوِّل النص أوتوماتيكياً إلى كلام مسموع أيضا الكتاب الإلكتروني يمكن أن يحوي تسجيلات صوتية وأفلام فيديو ومواد تفاعلية، فالكتاب يمكن أن يكون تعليمياً، يطلب من الدارس أن يقوم بالإجابة مباشرة، وينبهه الجهاز الإلكتروني في حال ارتكابه أخطاء.
نؤكد أن التعليم عن بُعد لم يعد خيالا أو آمالا بل أصبح حقيقة واقعية لابد من الاستفادة منه .
نهاية الأسبوع

اللهم ارحم موتانا .. عندما تؤكد هيئة الأرصاد الجوية أننا نتعرض لموجة باردة قارسة ورغم ذلك يقوم بعض الشباب برحلة سفاري لجبال "سانت كاترين" فمن المهم أن نتحدث عن المسئولية الشخصية في حماية النفس من الهلاك .

صعوبة طرح البدائل .. ما أسهل من توجيه الانتقادات والهدم والتنظير، ولكن ما أصعب البناء .

مصداقية الفيس بوك ...علينا وضع القواعد التي تضمن صحة ما يتم تداوله على جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي .