المحتوى الإلكتروني "فارس العصر " الذي تنتظره الشركات المصرية لتعويض انكسارات الربيع العربي!

الخبراء : الدعم المادي أفضل حلول نهضة المحتوى , الأمن الرقمي وعدم مصداقية الإنترنت أهم التحديات
علي الرغم من زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في مصر والعالم العربي خلال العام الماضي ما زال حجم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت قليل جداً مقارنة بالعديد من اللغات والتي لا يمتلك أصحابها ما لدى المجتمعات العربية من ثراث حضاري وثقافي وتاريخي حيث ما زالت نسبة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لا تتعدى الـ 0.5 % من حجم المحتوى الإليكتروني العالمي وهو ما يدق في أزهاننا التحديات التي تعيق تقدم هذا الملف المهم الذي بات الأهم بالنسبة للشركات المحلية لتعويض خسائر الثورات العربية ومخلفاتها، فهل سيكون المحتوى الرقمي فارس هذا العصر الذي تنتظره تلك الشركات للخروج من عنق الزجاجة، ام سيظل محلك سر !!.

زهران : رقمنة المحتوى ستكون هى الاستثمارات الأهم والأكبر بالنسبة لجميع دول العالم

من جانبه أكد خبير قطاع المحتوى المهندس حاتم زهران رئيس مجلس إدارة شركة ايكو ايجبت أن معايير التقدم والقوة خلال تلك الفترة ليست للدول التي تمتلك الصناعة أو القدرة العسكرية ولا حتى امتلاك المحتوى ولكن ستكون معايير التقدم والقوة وامتلاك زمام الأمور لمن لديه القدرة على التحكم في المعلومات والمحتوى مشيراً بذلك إلى أن ويكيليكس وويكيبيديا كمؤسسات لديها القدر الأكبر من المحتوى الرقمي على مستوى العالم إلا أن محرك البحث جوجل يعتبر هو الأقوى لامتلاكه أكبر قاعدة بيانات ومنصات تجمع في طياتها المحتوى الخاص بملايين المواقع التي تمتلك المحتوى الرقمي مشيراً بذلك إلى المحتوى الرقمي سوف يدخل في كل صناعة وفي كل جهاز يتم استخدامه في أي مكان في العالم خلال الفترة القادمة مؤكداً بذلك أن عملية رقمنة المحتوى ستكون هى الاستثمارات الأهم والأكبر بالنسبة لجميع دول العالم وهو ما بدأ يظهر بالفعل، فوسائل الإعلام تحولت من شكلها التقليدي إلى الرقمي والإنترنت أصبحت هى الوسيلة الأكثر تفاعلية والموبايل أصبح الآن هو وسيلة الإعلام الحر مما يشير إلى ضرورة الإسراع في عمليات رقمنة المحتوى الذي نمتلكه بشكل كامل .

خليفة : التمويل والحرفية والرقابة الحكومية .. مثلث تطوير المحتوى الإليكتروني العربي

بينما أكد الدكتور عادل خليفة رئيس مجلس إدارة مجموعة خليفة للبرمجيات أن صناعة المحتوى الإليكتروني أصبحت الأبرز على الساحة خلال الفترة الحالية نظرا للجهود الكبيرة المبذولة من جانب الجهات المعنية وخاصة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي كان آخرها موافقة الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات على إنشاء صندوق خاص لتطوير المحتوى الإليكتروني العربي الذي ما زال يمثل 0.5 % من حجم المحتوى الإليكتروني العالمي مشيرا إلى أن الوزارة قامت بإنشاء لجنة تضم كل المعنيين بتطوير المحتوى الإليكتروني العربي لبحث استراتيجية المحتوى العربي خلال المرحلة القادمة وأساليب تطويره بما في ذلك المحتوى التعليمي وأيضا بحث كيفية إفادة الشركات المصرية العاملة في مجال تطوير المحتوى سواء كانت صغيرة أو متوسطة أو حتى الكبيرة في تحسين أوضاعهم بالصورة التي تنعكس بالإيجاب على هذه الصناعة .

أضاف أن عملية تطوير المحتوى الرقمي هى عملية تحتاج إلى مثلث ذي ثلاثة أضلاع الأول هو التمويل الذي يعتمد على نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص . ثانيا الحرفية والتقنية والاستعداد للاستثمار في هذا المجال. ثالثا ضرورة أن يخضع الإشراف في تلك المنظومة للرقابة الحكومية وبالتالي لابد من تغيير القوانين والتشريعات المنظمة لتلك الصناعة بشكل عام وتوقع خليفة أن تشهد الخمس سنوات القادمة نقلة لعملية رقمنة المحتوى وسوف تحتل المرتبة الأولى في تاريخ الثورات الصناعية التي تحتلها صناعة السيارات حتى الآن وتليها صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات .

حافظ : الدعم المادي .. أفضل حلول نهضة المحتوى

بينما أوضح المهندس ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓظ مدير قسم النشر الإلكتروني بشركة حرف لتقنية المعلومات أن المحتوى العربي الذي يتوافر على الإنترنت قليل جدا وذلك لوجود عدة أسباب تؤدي إلى ضعف وتوافر المحتوى على الإنترنت وإحدى هذه الأسباب ترجع إلى الشركات بشكل خاص وخصوصا أن الشركات تعمل في عدة أهداف مختلفة ولا توحد جهودها ويرجع ذلك إلى عدم تفعيل جهود كل شركة مع الشركة الأخرى لإنتاج محتوى متماسك ولكن ما يحدث أن كل شركة تعمل في اتجاه مختلف عن الأخرى وهناك سبب آخر وهو افتقار الشركات إلى الدعم المادي المرجو لتدعيم المحتوى العربي ومع افتقار الشركات إلى الدعم المادي تقل الجهود في المحتوى العربي وهذه إحدى المشاكل الأخرى ولكن المحتوى العربي أيضا لا يعتمد علي الشركات فقط ولكنه أيضا بتضافر كل الجهود من الهيئات الحكومية وأيضا نقل محتوى الكتب على الإنترنت ورقمنتها ومن المشاكل التي تعوق نشر المحتوى العربي هي الوعي فقضية المحتوى العربي الإلكتروني غير معروفة إعلاميا بشكل كبير وأيضا رجال الأعمال ليس لديهم وعي كاف بها حتى يعملوا على دعمها ويجب علي الشركات أن تعمل علي تضافر الجهود المختلفة لتشجيع وتنمية عمل المحتوى العربي الإلكتروني وليس هناك مشكلة في الآليات أو الخبرات فالاثنان متوفران ولكن ينقصهم الدعم المادي حتى يتم توفير المحتوى العربي وأيضا التوعية الإعلامية وبالنسبة للشركات المختلفة فهناك شركات تعمل باللغة العربية وهناك شركات تعمل باللغة الإنجليزية ولكن دعم اللغة يتطلب أن يتم دعم المحتوى بطريقة فعالة وأكثر من مجرد عمل الشركة بلغة أخرى والخبرات موجودة ومتوافرة في السوق وفي الشركات وفي الهيئات ويمكن دعم المحتوى برقمنة الكتب ولكن يتمثل العائق الكبير في عملية نمو المحتوى العربي هو عدم توافر الدعم المادي وعدم وجود توعية لرجال الأعمال بأهمية المحتوى العربي , وبشكل عام اللغة العربية من أهم اللغات العالمية ويتكلم بها العديد من الأفراد في العالم وعلي ذلك يجب تدعيمها بشكل جدي بتوافر المحتوي علي الإنترنت وتدعيمه بشكل يرقى إلى اللغة العربية ويتم ذلك بتضافر جهود الشركات وتوفير الدعم المادي والوقت الكافي لإتاحة المحتوى بشكل فعال على الإنترنت .

بهاء : التوعية الأمنية لتداول المحتوى الرقمي في المقام الأول

ويتفق معه في الرأي المهندس أحمد بهاء مدير إدارة التطوير بالمكتب العربي للاستشارات الهندسية والأمنية مؤكدا أن المجتمع العربي يشهد خلال تلك المرحلة زيادة كبيرة في حجم التعاملات الرقمية عبر شبكة الإنترنت وخاصة بعد أحداث الربيع العربي والثورات والتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال العامين الماضي والجاري وهو ما ظهر بوضوح من خلال حجم التداولات والتعاملات العربية على شبكة الإنترنت حول تلك الأحداث وهو ما ساهم بشكل كبير في زيادة حجم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت وبالتالي تعرض ما يتم نشره إلكترونيا إلى المزيد من المخاطر والتهديدات الأمنية نظراً لأن زيادة الاعتماد على شبكة الإنترنت تتطلب زيادة أيضاً في حجم الاعتماد على أنظمة التأمين الرقمية مشيرا إلى أن مختلف القطاعات الاستثمارية والحكومية والخاصة أصبحت متواجدة حالياً على شبكة الإنترنت من خلال المعلومات والبيانات والخرائط والدراسات والمخطوطات والأبحاث العلمية وغيرها من البيانات التي يتطلب وجودها آلية مناسبة لتأمينها وحماية تداولها عبر شبكة الإنترنت مؤكدا بذلك أن معظم تلك القطاعات تفتقد بالفعل إلى الوعي الكافي بعمليات تأمين تداول المعلومات عبر الأنظمة الرقمية وهو ما يجب وضعه في الاعتبار من جانب الجهات القائمة بوضع المحتوى الرقمي على شبكة الإنترنت .

مقدمو خدمة التوقيع الإلكترونى يطالبون الرقابة بعدم تطبيقها إجباريا

صرح محمد ماهر الرئيس التنفيذي لشركة برايم القابضة أن ممثلي الشركات التي تقدم خدمة التداول الإلكتروني طلبوا من هيئة الرقابة المالية أثناء اجتماعهم معها أن يكون التعامل بالتوقيع الإلكتروني ليس إجباريا على كل العملاء مشيرا إلى أن هذا الطلب جاء من منطلق عدم تأثر التداول الإلكتروني سلبا بحيث لا يتم إجبار العملاء على استخدامه.
وأضاف أن بعض العملاء يقاوم استخدام التوقيع الإلكتروني نظرا لأنه يتطلب أجهزة حديثة لتتماشى من نظام التوقيع الإلكتروني، وهذا ليس متوافرا لكل العملاء مشيرا إلى أن هيئة الرقابة أكدت أنها ستقوم بدراسة الاقتراح، وبصدد اتخاذ قرار بشأنه مؤكدا على أن شركات مقدمي الخدمة اتفقت على عمل حملات توعية للعملاء، لحثهم على استخدامه، إضافة إلى أنه يعد أمانا للعميل مع شرح مميزاته.