غزوة تبوك ورسالة هرقل

غزوة تبوك ورسالة هرقل

بقلم : سامح نصير

وصل رسول النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل وقرأ عليه الرسالة ، قال هرقل للرسول ارجع تأتيكم رسالتنا ثم أمر هرقل بأن يأتوه بفتى عربي نصراني يكون فطنا ، فجاءوه بشاب اسمه التنوخي ، كان هرقل من علماء النصارى ويعرف ما جاء بالإنجيل وكان يريد أن يتحقق من النبي فقال للتنوخي أريد أن أرسلك إلى محمد برسالة وأريدك أن تتأكد لى من ثلاث علامات الأولى هل يذكر رسالته لي ، الثانية هل يذكر الليل والثالثة أنظر لي علامة في ظهره بين كتفيــه ( خاتم النبوة ) . الرسالة التي أرسلها النبي لهرقل كان يقول فيها إني أدعوك لجنة عرضها السموات والأرض فإن لم تسلم فعليك إثم الإريثيين ( الفلاحين ) ، وصل التنوخي لتبوك ومعه رسالة هرقل التي كان بها من هرقل عظيم الروم إلى محمد بن عبد الله ، استقبل الرسول صلى الله عليه التنوخي وقرأ صلى الله عليه وسلم رسالة هرقل ولما فرغ قال للتنوخي ماذا فعل هرقل برسالتي ! ( فظهرت للتنوخي العلامة الأولى وهى أن النبي ذكر رسالة هرقل ) فقال التنوخي أمسكها فقال صلى الله عليه وسلم أما كسرى فمزقها فمزق الله ملكه وأما هرقل فأمسكها فأمسك الله ملكه ، قال التنوخي دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار ؟ فرد النبي صلى الله عليه وسلم قائلا أين الليل إذا جاء النهار؟! ( فإذا هى العلامة الثانية ) ، ولصعوبة التعرف على العلامة الثالثة وهى رؤية خاتم النبوة التي تحتاج أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غير مرتدٍ لملابسة وهذا صعب فظل التنوخي ولم يرحل واستأذن في أن يبقى فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ، رأى النبي صلى الله عليه وسلم في التنوخي الذكاء فعرض عليه الإسلام لكنه رفض ، حاول التنوخي رؤية العلامة الثالثة فلم يستطع ولما شعر النبي أن التنوخي تأخر استدعاه ثم نزع ثوبه من على كتفه وقال له انظر فرأى خاتم النبوة وهذه أيضا من معجزاته صلى الله عليه وسلم .

عاد التنوخي وأخبر هرقل بكل العلامات فتأكد هرقل من أنه نبي فجمع قواته وقال لهم تعلمون أنه قد جاءنا جيش محمد فقالوا نعم ولقد استعددنا له فاجتمع مع قادة الجيش وقال لهم تعلمون علمي بالإنجيل وعلمي بالتوراة فقالوا نعم قال تعلمون أنه بقي نبي واحد فو الله لقد انطبقت كل العلامات عليه فإني أدعوكم أن تؤمنوا به فرفضوا ، قال فأدعوكم إلى أمر ثان فقالوا ما هو قال ندفع له الجزية ، فقالوا له نحن أعظم دولة في العالم كيف ندفع جزية ! ماذا يقول عنا الناس ورفضوا ، قال هذا نبي لا يستطيع أحد أن يقاتله فأدعوكم لأمر ثالث وليس عندي غيره وهو ألا تقاتلوه والله يهزمكم فقالو أما هذا فنعم ، هنا صدرت الأوامر لجيش الروم بعدم الخروج . 

ظل النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر قدوم جيش الروم الذي رفض الخروج وأرسل إلى النبي صـــلى الله عليه وسلم قائلين والله لو ظللت سنة فلن نخرج لك ولن نقاتلك ، اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

وبقي في تبوك بضعة عشر يوما حتى سمع الناس كلهم أنه وصل إلى تبوك التي تخضع للروم وسيطر عليها

واحتل المناطق التي حولها وانتظر جيش الروم وجيش الروم رافض مقاتلته ، وانتشر الخبر أن بني الأصفر خافوا من محمد فاكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا حيث تحقق المطلوب وهو أن هذه الدعوة ليست للعرب فقط ، ورفع مكانة المسلمين حتى أصبح ملك الروم يخافهم ، وأسمع الناس بأمر الإسلام ، وعندها أمر بالرجوع للمدينة ، وهذا كان من أسباب مجيء الوفود بعد ذلك .    

رجع النبي صلى الله عليه وفي الطريق حدثت عدة أشياء نستكملها بالمقال القادم إن شاء الله.