بعد أن وصلت الأخبار للنبي صلى الله عليه و سلم أن هوازن تستعد لغزو مكة وأنهم يستعدون بالطائف فعزم صلى الله عليه وسلم على غزوهم بالطائف وبدأ بالتحرك نحو الطائف .
في نفس الوقت كان أهل الطائف متحركين نحو مكة ، ما بين مكة والطائف واد ضخم عظيم يمتد لأميال اسمه وادي حنين ويسمى وادي أوطاس ، وصل إليه أهل الطائف فاختاره مالك بن عوف ليخيم فيه بعد أن وجده مكانا مناسبا للمعركة فهو الذي اختار مكان المعركة .
النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عيونه لما بدأ التحرك فجاءته الأخبار بأن جيش هوازن خرج وأنه وصل وخيم في حنين فقرر صلى الله عليه وسلم أن يلقاهم بحنين ، أمر مالك بن عوف الجيش وهم خارجون بأن يأخذوا معهم أموالهم وأولادهم ونساءهم حتى لا يفروا ، وكان في الجيش رجل عظيم من عظماء وأبطال العرب اسمه دريد بن الصمه كان عمره في ذلك الوقت مائة وستين عاما ، يرجعون له في أمر القتال ، وبسببه كادت تحدث فتنة لأنه اختلف مع مالك بن عوف و أصدر أوامر تخالف أوامره وأطاعه قادة الجيش لولا اعتراض مالك وامتثال قادة هوازن لمالك .
بعد هذا الموقف طلب دريد بن الصمه من مالك بن عوف أن يعمل كمائن للمسلمين فأطاعه مالك في هذا ، خرج النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب الروايات في الثاني من شوال نحو حنين ومعه العشرة آلاف الذين شاركوه في فتح مكة كما خرج معه أيضا ألفين من الطلقاء من أهل مكة بعضهم على الإسلام وبعضهم على الكفر ولكنهم خرجوا للعداء الذي بين قريش وهوازن .
من الذين خرجوا وهم على الكفر صفوان بن أمية الذي أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الأمان أربعة شهور ، ولنقص السلاح مع المسلمين لجأ النبي صلى الله عليـه و سلم إلى أميه لأنه كان تاجر سلاح وطلب منه استعارة السلاح ووافق أمية واعتبر العلماء أن هذا من الأدلة على جواز الاستعانة بالمشركين .
يقال أن أمية أعار النبي ثلاثة آلاف درع ومعه ما يحتاج إليه المقاتل من سلاح وغيره أي جهز ثلاثة آلاف مقاتل ، هنا تتجلى عظمة الإسلام حيث كان يمكن للمسلمين أن يأخذوا هذا السلاح بالقوة عندما فتحوا مكة لكنهم لم يفعلوا فقد ترك النبي صلى الله عليه و سلم لهم أموالهم بما في ذلك السلاح ولما احتاج إليه استعاره .
كما استلف النبي صلى الله عليه وسلم الأموال من أهل مكة "عندما وجد أن أعدادا كبيرة من الناس ليس لديها مال " وأعان بها أهل الحاجة وترك النبي صلى الله عليه وسلم خلفه عتاب بن أسعد يحكم مكة وكان من الطلقاء
( ممن أسلموا حديثا ) ، خرج جيش المسلمين يضم اثني عشر ألف مقاتل ، أول مرة يتجمع جيش للمسلمين بهذا الحجم فبدأ الإعجاب في النفوس وبدأوا يقولون والله لا نغلب والله لا نهزم حتى أن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم والله يا رسول الله لا نغلب من قلة .
ولقد أشار الله في القران لهذا الإعجاب الذي نزل في النفوس وأنه لم يغن عنهم شيئا ، تحرك النبي صلى الله عليه وسلم ، في الطريق مروا على بعض العرب يتعبدون عند شجرة تسمى ذات أنواط كان العرب يتمسحون بها
ويتبركون بها ويعلقون عليها الشرائط لذا سميت بهذا الاسم ، فقال الطلقاء يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي الله أكبر والله لقد قلتم كما قال بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وأمرهم أن يستغفروا من ذلك فاستغفروا .
للحديث بقية ...