العقول المصرية .. والمسابقات التكنولوجية .

بقلم : خالد حسن

ما من شك في أن إيجابية مفهوم التقدير لتحفيز الفرد والمنشآت على الإبداع والابتكار وخلق مناخ من المنافسة الشريفة بما يعود بالنفع على الجميع وبالطبع فإن نظام المسابقات والمنافسة الشريفة يعد من أفضل الآليات للكشف عن المواهب والكفاءات البشرية الحقيقية لاسيما عندما تتاح الفرصة لتنظم تلك المسابقات بصورة احترافية مع وضع برنامج عملي لمتابعة الكفاءات البشرية الفائزة وتعظيم الاستفادة منها وذلك على غرار ما حققه المخترع المصري الصغير هيثم الدسوقي وفوزه بالمركز الأول في برنامج " نجوم العلوم 3 " .

ومؤخرا نجحت 3 فرق من جامعات مصرية في المشاركة بالجولة النهائية من مسابقة كأس الإبداع " Imagine Cup ، والتي تنظمها شركة مايكروسوفت على مستوى 100 دولة حول العالم ويشارك فيها أكثر من 100 ألف طالب ، إذ للمرة الأولى في تاريخ المسابقة يتمكن فريق مصري وعربي من الفوز بجائزة أولى في النهائيات العالمية، وفاز فريق " Vivid " من جامعة عين شمس من الفوز بالمركز الأول في فرع

"  تحديات تطبيقات المحمول" في نهائيات المسابقة العالمية كما استطاع المتسابق المصري "شريف طلعت" الفوز بالمركز الثاني في فرع "تحدي التكنولوجيا " ، إضافة لاجتياز الفريق المصري " Level Up " من جامعة المنصورة المرحلة التمهيدية في فرع تصميم البرمجيات ليكون ضمن أفضل 20 فريقا على مستوى العالم .

وفي ذات السياق فاز فريق "نوشنز"، المشارك ضمن الوفد المصري في النهائيات الدولية للغواصات الآلية والتي أقيمت بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا والتي شارك في نهائياتها هذا العام 32 فريق في مستوى (Ranger) و23 فريق في مستوى (Explorer ) ، وشاركت مصر للمرة الأولى في المسابقة بثلاث فرق الأول فريق "نوشنز " في الـ (Ranger) وفريقان في الـ (Explorer) فريق "جامعة المنصورة " والآخر من "الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري" إذ تعد مسابقة الغواصات الآلية "ROV  " واحدة من أهم المسابقات الدولية في مجال تكنولوجيا الروبتات الآلية التي تعمل في أعماق البحار وينظمها مركز علوم وتكنولوجيات البحار بالولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة دعم العلوم الأمريكية(NSF) وكبرى الجامعات والمؤسسات البحثية الأمريكية، وتهدف لإكساب الشباب المتسابقين كل المهارات والتكنولوجيات الحديثة المرتبطة بتصنيع وتطوير الغوصات الآلية وعلوم البحار ولإعدادهم بشكل جيد لسوق العمل المرتبط بهذة التكنولوجيات الحديثة والأخذ في الانتشار والتوسع على مستوى العالم.

وفي تصوري أنه من المهم زيادة الوعى بين طلابنا ، لاسيما كليات الهندسة وكليات الحاسبات والعلوم ، بضرورة المشاركة في مثل هذه المسابقة العلمية العالمية لما لها من فوائد كثيرة تنعكس إيجابيا على طريقة تفكير وعمل الطلبة المشاركين في المسابقة لعل أهمها توطين ثقافة البحث العلمي ومراكز التطوير لإيجاد حلول تكنولوجية للمشاكل التي يعاني منها المجتمع ، سواء المحلي أو العالمي، مع اكتساب مهارات العمل من خلال فريق واحد لتوزيع المهام بين أعضائه وكذلك تبادل الخبرات والاحتكاك بالأفكار الجديدة التي تقدمها الفرق الأخرى المشاركة بالمسابقات لاسيما من الدول الأجنبية علاوة على اكتساب خبرات شخصية في طريقة عرض ما لدينا من أفكار أمام لجان الاختبار ناهيك عن فرصة التواصل مع كيانات وشركات محلية وعالمية يمكنها تقديم الرعاية المالية لأفكار الطلبة لتتحول إلى مشروعات وتطبيقات حقيقة ملموسة ومن ثمة فتح أسواق عمل جديدة للشباب المصري بالإضافة إلى قيمة الجوائز المالية التي يمكن أن يحصل عليها الفريق الفائز .

وفي اعتقادي في ظل الحديث عن ضرورة تطوير منظومة البحث العلمي في مصر ، بصورة عامة وقطاع التكنولوجيا بصورة خاصة ، نطالب الجهات المعنية بالتنمية التكنولوجية ، سواء الحكومية أو الكيانات المدنية والجمعيات ، بالتعاون مع الشركات العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ببحث إمكانية الاعتماد على تنظيم مسابقة مصرية إقليمية للطلبة لتقديم الجوائز لأحسن برنامج كمبيوتر يقوم بإنتاجه الطلبة ، وأفضل فريق لتصميم المواقع الإلكترونية ، وتطبيقات المحمول ، وتقديم حلول تقنية للمشاكل التي يعاني منها المواطن فالجائزة حتى لو كانت معنوية وليست مادية تمثل نوعا من التحفيز المباشر للمبدعين وفتح الباب أمام جميع الطلبه والعقول المصرية للتنافس وبذل مزيد من الجهود والاهتمام بعنصر البحث والتطوير كأساس للإبداع والابتكار وتلبية احتياجات الأسواق وتنمية قدراتها التنافسية لغزو الأسواق الخارجية . 

نأمل في نفس الوقت أن يتم التوسع في مفهوم الجوائز المالية كأداة لتحفيز كافة شركات البرمجيات العاملة ايضات وليس الافكار فقط كأن تكون هناك جائزة لافضل شركة تقديم برنامج للتجارة الإلكترونية وجائزة لأفضل برنامج مالي متكامل للمؤسسات وإدارة الموارد البشرية وجائزة لأفضل برنامج صناعي وجائزة لأفضل برنامج لخدمة العملاء وجائزة لأفضل شركة تقدم خدمة جديدة .

وفي الحقيقة نتطلع أن تقوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمساهمة في دعم القيمة المالية لمثل هذه الجوائز والتي نطالبها بأن تكون جائزة سنوية بشكل دوري محدد ، فنحن لسنا أقل من دولة قطر والتي تقدم جوائز مالية تتجاوز 300 ألف دولار في مسابقة بحر النجوم " وأن تحاول بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية والجهات المانحة الأجنبية أن تزيد عدد تلك الجوائز وأن يكون هناك نوع من الدعم المباشر للشركات الفائزة بان تتعد مثلا الجهات الحكومية بشراء عدد معين من البرامج الفائزة بما يشكل عنصرا قويا لتنمية الطلب على هذا البرامج وبالتالي القدرة على تطويرها مستقبلا .

نريد كذلك من الكيانات الأهلية القائمة بالفعل والشركات العالمية أن تساهم بدور إيجابي في ترسيخ مفهوم الجوائز كعنصر ضروري لتنمية روح الإبداع والابتكار لدى عقولنا الشابة وكذلك كل شركات البرمجيات المحلية .

• §    مجرد تساؤلات

• §       نزاهة القضاء ... منذ أيام قليلة كان القضاء المصري الشريف محل تقدير وشكر ، ولاسيما من جانب مؤيدي الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري المنتخب ، وللأسف الآن وبعد صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بدعوة مجلس الشعب لممارسة اختصاصاته نجد الأصوات تتعالى بالتشكيك في نزاهة أحكام القضاء وتابعيته للنظام القديم والحديث عن ترزية القوانين والكثير من الأخطاء التي أصبحت مثل كرة الثلج التي تكبر بصورة متزايدة . فهل المطلوب من القضاء إصدار أحكام ترضي تطلعات البعض فقط أم الحكم بالقانون ؟.

• الدكتور أحمد درويش ... ، وزير الدولة للتنمية الإدارية السابق ، أتصور أنه أنسب الكفاءات البشرية المصرية  لتولى مهام رئيس الوزارء فى الفترة الحالية كما أنه سيؤكد عدم وجود أحقاد أو صراعات مع الماضي وأنه ليس كل من قام بواجبه في الماضي متهما أو فاسدا .

• §       إعانة البطالة ..  بالرغم من تزايد نسبة البطالة إلا أنني لست مع الرأي الذي يطالب بمنحه إعانة بطالة في الوقت الحالي ، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد الوطني وعجز الموازنة ، وإنما توجيه المبالغ المرصودة - إذا كانت موجودة أصلا - لهذه البطالة لاطلاق مشروعات جديدة كثيفة العمالة فالمثل الصينى يقول لا تعطينى سمكه ولكن علمنى الصيد .