رحى الفراغ السياسى تعتصر شركات الكول سنتر

اعادة البناء

أكد المهندس خالد شاش رئيس القطاع الصناعى بشركة راية والمدير السابق لشركة راية كونتكت سنتر أن قطاع الكول سنتر الآن يحتاج لعملية اعادة بناء ، بجانب ضرورة استعادة الثقة المفقودة ، فالمستثمر الأجنبى يهتم بالأسواق الأكثر استقراراً وثباتاً ، وللأسف تعانى مصر الآن من فراغ سياسى لن يتم معالجته إلا بمرور ما يقرب من سنة كاملة ، وبالتالى يجب ان نؤمن بأن الخسائر خلال الفترة الحالية ستكون كبيرة ولكننى متفائل بعد ذلك بأن الأمور ستعود إلى طبيعتها وأفضل بكثير مما كانت.

أضاف شاش أن هناك دور كبير يقع على عاتق الشركات خلال الفترة الحالية وهو الترويج والتسويق لنفسها خارجياً حتى نبدأ فى استعادة الثقة ، ومن هنا يجب أن نحرص على المشاركة فى المؤتمرات الدولية والمحافل الاقليمية من أجل التعبير عن صمود القطاع وسرعة تعافيه من الأزمة.

أوضح شاش أن شركة راية لم تتجه إلى تسريح العمالة أو خفض الاجور بعد الازمة ، منوهاً إلى أن هذا الاسلوب قد تتبعه الشركات الصغيرة وهو ما لا ينطبق على شركة راية ، وكنا قد اتخذنا قراراً بوضع حد ادنى للأجور بحيث يكون أقل راتب لأى موظف هو 1200 جنيه .

ووجه شاش بعض المطالب إلى وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات قائلاً :" يجب ان يتم اعادة النظر فى تحديد أسعار خطوط الربط والفايبر أوبتكس التى نحصل عليها من الشركة المصرية للاتصالات لنستطيع التنافس مع الدول الأخرى مثل الهند والفلبين ، كذلك يجب أن تقوم الوزارة بتخفيض المبالغ التى ندفعها كإيجار للمبانى الخاصة بالمنطقة التكنولوجية بالمعادى ، وذلك تيسيراً على الشركات ومساهمة فى إعادة تماسك الشركات مرة اخرى".

حظر  التجوال

ومن جانبه اكد الدكتور عادل دانش رئيس مجلس ادارة شركة اكسيد أن شركات الكول سنتر توجهت بمطالب إلى اللجنة التى شكلتها ايتيدا لمتابعة أزمة قطاع الكول سنتر وأبرز تلك المطالب هو تأمين ذهاب وعودة الموظفين إلى شركاتهم خلال فترة حظر التجوال ، ووعد الدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات  بمتابعة هذا المطلب وعرضه على المسئولين بالمجلس الاعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية ، كما قامت اللجنة بتصميم رسالة ترويجية ستقوم الشركات المصرية بإرسالها إلى العملاء الخارجيين لإستعادة الثقة المفقودة مرة أخرى .

أوضح دانش أن حجم أعمال الشركة خارجياً تأثر خلال الفترة الماضية ولكن تم استعادة الاوضاع بنسبة كبيرة ، وهناك بعض العوامل المساعدة التى ستساعد على عودة الحياة لطبيعتها مرة اخرى مثل عقلية الأفراد العاملين داخل القطاع والذين يؤمنون بأهمية العمل من أجل إستعادة ما فقدناه خلال الفترات الماضية ، ومن المؤكد أن المشروعات التى بدأت قبل الأحداث السياسية الاخيرة سيتم استكمالها الآن .

نفى دانش ما تردد مؤخراً بشأن قيام الشركة بخفض اجور موظفيها مدللاً على ذلك بأن الشركة قامت بزيادة رواتب عدد كبير من الموظفين ، كما ان الموظفين أصروا على الاستمرار فى العمل ايماناً بدورهم الوطنى ، كما انه لم يتم تسريح الموظفين بالرغم من وجود ما يزيد عن 300 موظف انتهت فترة عقودهم ولكن تم تجديدها على الفور.

اقترح دانش بعض المطالب التى يمكن النظر فيها من جانب ايتيدا مثل تخفيض الايجار الشهرى لمبنى الشركة بالمنطقة التكنولوجية بالمعادى ليكون 7 دولار للمتر بدلاً من 14 دولار ، كذلك يمكن تخفيض المبالغ المخصصة للخدمات الخاصة بالبنية التحتية مثل أسعار تمرير المكالمات الدولية.

وشدد دانش على ضرورة العمل بقوة خلال الفترة المقبلة من اجل عودة الامور لطبيعتها مرة أخرى والنهوض عالمياً.

اجراءات تصحيحية

من جانبه أوضح المهندس عمرو شوقى الرئيس التنفيذى لشركة تلى بيرفورمانس مصر أن الإجراءات التصحيحية التي تم اتخاذها كنتيجة لهذه الثورة سيكون لها انعكاس ‏إيجابي على النمو المحتمل للمشروعات على المدى الطويل في مصر، مشيراً الى  أن الشركة حافظت على عملياتها طوال أحداث الثورة من أجل عملائها المحليين وكذلك الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأيضاً الخارجيين في‏ كندا والمملكة المتحدة ، وأدى فريق العمل ‏المصري لشركة تلي بيرفورمانس أداءاً منقطع النظير لمواصلة العمليات على مدار أربعٍ وعشرين ‏ساعة فى الأسبوع بالرغم من التظاهرات.

أضاف ان العاملون بالشركة حرصوا على اتباع خطة تهدف لتلافي الآثار الناجمة عن الوضع الذي حدث ، وتطوير خطة استمرارية العمل بحيث تضمن سلامة الناس وهي التي توفرت بالفعل طيلة الثورة ، ‏وكذلك سلامة البنية التحتية وضمانة روابط الصوت والبيانات.

اوضح شوقى انه على الصعيد المحلي فإن الخطة استهدفت زيادة الروابط الاحتياطية بين مقرنا في القاهرة (شبرا) وبين مركز قيادتنا في فرانكفورت ، واعتزمنا تأسيس مبان احتياطية محمية وآمنة تتكون من ‏حوالي 400 إلى 500 موقع للجلوس لتكون بمثابة موقع احتياطي لشبرا وتحديداً للمشروعات الليلية ‏الخارجية في الولايات المتحدة وكندا في حالة تعذر الدخول إلى المبنى الخاص بنا أو أثناء ساعات ‏حظر التجوال وربط هذه المبانى بشبرا من خلال الصوت والبيانات، بالإضافة إلى منح تصريحات ‏المرور لضمان التنقل الآمن للموظفين من وإلى خارج المباني أثناء حظر التجوال.‏

الدعم المطلوب

أكد شوقى ان هناك حملة تقوم بها الشركة لإستعادة الثقة المفقودة ، أما بالنسبة ‏للحكومة فإن الدعم مطلوب للتغلب على الاضطرابات التي شهدتها الصناعة في هذه الأثناء، فمصر ‏بحاجة لاستعادة الثقة كبلد وكسوق، كما أن دعم هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات مطلوب فيما ‏يتعلق بإدارة الأزمة، لعمل خطة للتغلب على آثار الكارثة من أجل البنية التحتية والتكنولوجيا والتركيز ‏على القيام بحملة دعاية عالمية قوية  لتقدم السوق المصرية إلى الأمام لتحسين صورة الصناعة في مصر ومعالجتها ‏بجانب إقامة معارضٍ للترويج لمصر كمقصد للتعاقد على الخدمات الخارجية وعمل جوائز ‏ومبادرات تقييم بين مراكز الأتصالات المتواجدة في مصر المدعومة من خلال المنظمات العالمية.

وحول استراتيجية الشركة خلال الفترة المقبلة ونظراً للوضع الحالي في القاهرة  وانقطاع خدمات الإنترنت الذي استمر لخمسة أيام أثناء ‏الاحتجاجات والذى تحملت بسببه الشركات المحلية والدولية ملايين الدولارات كخسائر في الإيرادات فقد ‏قررت مجموعة تليبرفورمنس تأجيل كل خطط التوسعات والاستثمارات التي خصصت لها ميزانية ‏لعام 2011 في مصر والتى بلغت بنهاية الربع الثاني أكثر من 2 مليون يورو حتى إستعادة الاستقرار ‏السياسي والاقتصادي ، كما ان هناك أزمة تواجهنا بشأن العملاء الخارجيين حيث أننا بنسبة 70% على العمليات الإقليمية والخارجية وبالفعل طلبوا صياغة خطة استمرارية والتغلب ‏على آثار الكارثة لشركات محلية وأوروربية وشرق أوسطية وإفريقية من داخل القاهرة أو من ‏خارجها ، ونتج عن ذلك أن ما يقدر بـ 25% من العماله الخارجية التي تشكل 18% من ‏إجمالي القوة العاملة في مصر تواجه خطر الانتقال من القاهرة !!.

كشف الرئيس التنفيذى لتليى بيرفورمانس أن العملاء الجدد الذين من المقرر لهم أن يبدأوا تعاقداتهم بنهاية الربع الأول من العام 2011، ‏ويقدرون بنسبة 16% إضافية من العمالة كاملة الوقت، فقد أجل هؤلاء البدء في العمل وفقاً ‏للتطورات في البلد حتى نهاية الربع الثاني، لكنهم لم يتخذوا قراراً صريحاً بإلغاء التنفيذ ولكن مع الأسف فإن ‏بعضاً منهم  يراجع القرار بالرغم من ضمانتنا وتوقعاتنا للاستقرار السياسي والاقتصادي.

أما فيما يخص العملاء المحتملين في جدول الأعمال لعام 2011 فإن دعوة تلي برفورمنس إيجيبت ‏للعمل هذا العام تتناسب مع حجمنا القائم، لكن هؤلاء العملاء سيعودون بمجرد استقرار الأوضاع في ‏مصر وبمجرد استعادة الأمور الهادئة فى البلاد ، ومن ثم فإن إجمالي المخاطر يدور على الأقل في حدود 25% من العمالة كاملة الوقت المتوقعة لهذا ‏العام ، وتنظر شركة تلي برفورمانس لمستقبل الصناعة في مصر من منظور متفائل، فنحن نؤمن أنه من ‏خلال الالتزام والتفاني والإخلاص لموظفي تلي بيرفورمنس أنهم أثبتوا في هذا الموقف أن الصناعة ‏سوف تزدهر مرة اخرى في خلال عام أو عامين.

صندوق مخاطر

 من جانبه اكد المهندس أشرف صلاح الدين نائب رئيس شركة تلى كونكت كونكت سنتر أنه من غير المعقول أن تقوم الشركات المحلية الصغيرة بتحمل هذا الوضع الصعب للغاية ، فنحن نعانى بالأساس من عدم توافر عملاء محليين فكيف سيدخل معنا فى المنافسة شركات

عملاقة

اقترح صلاح الدين تكوين صندوق مخاطر للقطاع من الوزارة لحث البنوك المصرية على توفير الائتمان اللازم لأدارة السيولة اللازمة للشركات ومشاريعها دون اللجوء لدعم مادي مباشر.

دعا صلاح الدين إلى الاستعانة بفكر الثورة الكريم من حيث التكافل واعانة المحتاج منا دون الاعتماد على سياسة الاجتثاث من جسد الحكومة الضعيف كما كان يتم في النظام السابق فالمال مال الوطن والعدالة بين الكبير والصغير و بين الواصل منا والضعيف في التوزيع هى معيار نجاح هذه الثورة .

كما اقترح صلاح الدين بضرورة قيام الحكومة بتشجيع الشركات المحلية على التوجه للأسواق الخارجية وتقديم حزمة من الحوافز التشجيعية من أجل الاستحواذ على حصة مناسبة من الأسواق الخارجية.