مستقبل صناعة محركات البحث العربية

كلمات ومعاني

مستقبل صناعة محركات البحث العربية

بقلم : فريد شوقي

باتت عملية البحث عن المعلومات عبر شبكة الانترنت ، وما يرتبط بها من سوق اعلانى ضخم تتجاوز قيمته مئات المليارات من الدولارات ، وسوق مزدهرا ينمو بصورة مستمرة وبمعدلات تفوق أى سوق أخر ، باستثناء سوق التليفون المحمول ، الأمر الذى يضع العديد من علامات الاستفهام حول قدرات شركات تكنولوجيا المعلومات العربية فى تلبية احتياجات المستخدمين العرب لشبكة الانترنت لمحرك بحث عربى قادر على تفهم متطلباتهم بصورة أكثر واقعية وفعالية .

و كشف الإعلامي عبد الرحمن طهبوب الرئيس التنفيذي للمحرك  عن استعداد مجموعة من المطورين العرب لإطلاق محرك البحث الجديد  يا عربي" yaarabi.com "  في الخامس من مايو القادم  وقال هدفنا هو سد الفجوة والخلل في المحتوى المعرفي العربي على الإنترنت، مشيراً إلى ضعف المحتوى "المعرفي" العربي على الشبكة مقارنة باللغات الأخرى، مؤكداً "من حقنا اليوم، بل من واجبنا، أن نرفع صوتنا عالياً، ونطالب ونعمل من أجل تدفق معلوماتي أكثر عدالة" وقال إن مشروع "يا عربي" يأتي ليكون نواة مشروع نهضوي يقدم المعرفة، ولكن بعد غربلة المواقع واختيار اللائق منها إذ لا نفرض رقابة جائرة أو وصاية معرفية، لكننا جميعاً لا نسمح، ولا نريد لأطفالنا أن يفقدوا هويتهم .

وفي الحقيقة هذا المحرك يفتح الباب للتساؤل عن مصير صناعة محركات البحث العربية فنحن نعلم أن هناك  أكثر من عشرين محرك بحث عربي تقريبا , لكن السؤال لماذا لا نستخدم محركات البحث العربية رغم أن الكثير من مستخدمي الإنترنت العرب سمع على الأقل اثنان أو ثلاثة منها ؟ هل ما زالت هذه الصناعة تحبو وتتعلم  ولا تستطيع المنافسة بعد مع الكبار ؟  وكيف يمكننا دعم هذه الصناعة في المستقبل ؟ 

ولعل الكثير من مستخدمي الإنترنت لا يعتمدون على محركات البحث العربية لعدم معرفتهم بها فأغلب المواقع ، التى تمتلك محركات بحث ،  لا تهتم بالدعاية لنفسها لتعريف الآخرين بها، لذلك فالمستخدمون لا يعرفون بوجودها في الأساس كذلك فإن أغلب هذه المحركات لا تسعى للمواقع والروابط الإلكترونية وإنما تطلب من أصحاب المواقع إضافة مواقعهم بأنفسهم على العكس من محركات البحث الأخرى .

وبالطبع فإن العلاقة بين عدم استخدام هذه المحركات العربية وعدم تطورها هي علاقة طردية : فلو أن لهذه المحركات عددا كبيرا من المستخدمين فسيتاح لها المزيد من الموارد لكي تعمل على تطوير نفسها , ولكن بسبب قلة عدد المستخدمين حتى ولو توافرت النية للتطور موجودة لدى أصحابها فلن يكون هناك الدافع كما أن الكثير من المستخدمين العرب لا يحاولون إعطاء المحركات العربية فرصة بسبب إيماننا الشديد بنتائج محركات البحث العالمية "جوجل " وياهو " ومؤخرا " بينج " .

أيضا قيام محركات البحث العالمية بتوفير الكثير من الخدمات بالإضافة إلى البحث كالبريد الإلكتروني ، غير محدد السعة ، والترجمة وغيرها من الخدمات القائمة على البحث بشكل أو بآخر يجعل هذه المحركات محط اهتمام الكثير من المستخدمين وهو ما يفتقده العديد من محركات البحث العربي .

نطالب كل المستخدمين العرب بمنح فرص لدعم صناعة محركات البحث العربية أو على الأقل الاعتماد عليها في بدء عملية البحث ثم اللجوء إلى محركات البحث العالمية وذلك حتى نستطيع تطوير تقنيات محركات البحث العربية مع التأكيد على أهمية دعم الحكومات العربية ممثلة في الوزارات والمؤسسات الخاصة بالاتصالات والمعلومات والثقافة والتعليم العربية لصناعة محركات البحث العربية على الإنترنت ، وضرورة وجود تجمع عربي لشركات البحث العربية على مستوى العالم العربي بمبادرات من القطاع الخاص والحكومي وإشارة التوصية الثالثة بضرورة دعم قضايا اللغة العربية في أدوات ومحركات البحث العربية مثل قضايا الحفاظ على اللغة العربية ودعم اللهجات العربية والوصول للتجمعات الجغرافية العربية.

كما نطالب محركات البحث العربية على مواقعها بتوفير كل أدوات التميز في تصميم وبناء مواقع الويب لدعم المواقع العربية مع أهمية دعم وسائل رفع أداء محركات البحث العربية والإستعانة بخدماتها لدفع المواقع العربية لمقدمة نتائج البحث التي تتم باللغة العربية أو باللغات الأخرى في أدوات البحث على الإنترنت.

نهاية الأسبوع

• §       النائب العام ..ما هو مصير وظيفية المحامي الأول لحقوق الشعب .. هل يستطيع هو حماية حقه ؟.
• جريمة جنائية ..انقطاع 3 كوابل بحرية للإنترنت في أسبوع .. ألا يستحق ذلك أن نبحث عن الجناة ومعاقبتهم ؟.
• §       قانون الانتخابات .. مطلوب تعديل لاستيعاب كل القوى السياسية قبل الحديث عن موعد انتخابات مجلس الشعب القادمة .