الجنيه واستعادة الثقة

كلمات ومعاني

الجنيه واستعادة الثقة

بقلم : فريد شوقي

قمنا بثورة شعبية في يناير 2011 ، وهو ما لم يحدث تقريبا منذ آلاف السنين ، وهو ما جعلنا جميعا أمام تجربة جديدة بالنسبة لجميع المواطنين بما في ذلك القوى الحاكمة والقوى المعارضة وهو ما ظهر بوضوح في  فقدان الخبرة من جانب الطرفين في إدارة الأزمات التي يتعرض لها الوطن بداية من أزمة الأمن في الشارع وأزمة التراجع الاقتصادي وأزمة فقدان الثقة في بعضنا البعض وأزمة انتشار الفوضى .

ولكن هل هذا يعني أننا ليس أمامنا فرصة لمعالجة ما نتعرض من أزمات ؟ وأعتقد أن مصر بتاريخها وحضاراتها لديها الكثير من الفرص بشرط أن نخلص النوايا ونتمسك بالأمل ونثق في قدراتنا على أننا نستطيع إيجاد حلول ابتكارية وواقعية للأزمات التي يواجهها الكثير من المواطنين وأصبح السؤال متى تنتهي هذه المرحلة ؟ وهل هذا  التراجع أو الركود الاقتصادي وضع استثنائي أم سيكون وضعا دائما ؟.

نحمد الله أنه رغم كل ما نعانيه من مظاهر الفوضى في الشارع المصري على مدار العامين الماضيين إلا أن البنية التحتية الأساسية للاقتصاد المصري ما زالت كما هي لم تتضرر بصورة كبيرة أو يتم تدميرها إلا أنها في نفس الوقت تحتاج إلى عملية صيانة وتقديم معالجة سريعة ودفعة قوية حتى تعود عجلة الاقتصاد للدوران مرة أخرى وهذه الدفعة يجب أن تأتي من الشارع السياسي والقوى السياسية ، الحاكمة والمعارضة ، لتقدم الاستقرار والهدوء الذي يحتاج إليه المستثمرون ورجال الأعمال ، المحليين والأجانب ، لتوافر التغطية المطلوبة لتقديم معالجة فورية للتدهور الاقتصادي وتراجع قيمة الجنيه المصري والذي أصبح أبشع كابوس يعيشه المواطن . 

نطالب رئيس الدولة الدكتور محمد مرسي باتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق المصالحة بين كل فئات الشعب المصري والقوى السياسية بما في ذلك كل رموز النظام السابق ، على غرار ما حققه الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا والذي فضل إجراء المصالحة الوطنية على إهدار الوقت في الحقد والتشفي ، إذ إن سرعة تحقيق الاستقرار السياسي سيكون هو العنوان الرئيسي لكسب الثقة في الاقتصاد المصري وبدون تحقيق ذلك سيكون كمن يحرث في البحر .

فهناك مجموعة من القطاعات الخدمية التي يجب سرعة دعمها لاسترجاع مكانتها وعلى رأسها قطاع السياحة ، الذي يعمل فيه ملايين الكوادر البشرية بصورة مباشرة بجانب ملايين أخرى تعمل بصورة غير مباشرة ، كذلك قطاع المقاولات ، الذي يعمل به ملايين المصريين ، وهو شبه متوقف ويحتاج إلى مساعدة لاستعادة رواجه كقطارة للتنمية هذا بالإضافة إلى قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، الذي يمثل 85 % من مؤسسات الأعمال ، علينا أن ندرس الحلول الواجب تقديمها لدعم هذا القطاع والذي يعد مسئولا عن توفير  الملايين من فرص العمل .

• §       نهاية الأسبوع 
• §       ركن السيارة ..على كل صاحب سيارة أن يحمل في جيبه عشرات الجنيهات يوميا لدفعها إلى " السايس " الذي أصبحت مهنته بمرتب إجباري على أصحاب السيارات .فهل يمكن أن تكون هناك حلول لركن السيارات في الشوارع كما يحدث في الدول المحترمة ؟.
• 70 قتيلا وشهيدا و160 طفلا محبوسا واعتقال 190 ناشط سياسي.. تزايد إراقة دماء المصريين على أيدي بعضهم تشكل ذكريات مؤلمة لثورة 25 يناير 2011 في ظل دستورنا الجديد المقيد للحريات .
• §       نخوة المصريين .. لا أعرف سر تزايد عمليات التحرش المنظمة والممنهجة بالاعتداء الجنسي على النساء في شوارع مصر هل السبب هو حالة الفوضى في الشارع والتي أخرجت أسوأ ما فينا منذ يناير 2011 ؟ يجب أن يكون لجميع المصريين الشرفاء وقفة جادة ضد هذه الظاهرة ومحاربتها بكل قوة ومعاقبة مرتكبيها ؟ وماذا تفعل وزارة الداخلية لمكافحة هذه الظاهرة ؟ .