الانتخابات الإلكترونية والمصداقية

بقلم : فريد شوقي

أثار التباين في إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية الكثير من الاستفسارات حول الطريقة البدائية والتقليدية التي يتم الاعتماد عليها في إجراء الانتخابات والتصويت وإجراء عملية الفرز والتجميع للأصوات وكأننا لم نسمع مطلقا عما يعرف بالانتخابات الإلكترونية ودورها في تحقيق الشفافية وضمان نزاهة الانتخابات وسرعة إعلان النتائج وكذلك الحد بصورة كبيرة جدا من عمليات التزوير ناهيك عن تخفيض التكلفة الإجمالية لعملية الاقتراع .

وإذا كانت الهند نجحت – منذ عام 1998 تقريبا - في إطلاق أول عملية للانتخابات إلكترونيا لبلد يتعدى تعداد سكانها المليار و500 مليون نسمة 35 % منهم أميون وعدد الناخبين 800 مليون ناخب وذلك بدلا من الاعتماد على النظام الحالي القائم على بصمة الإصبع إذ تهدف هذه الخطوة لإتاحة الفرصة أمام جميع الناخبين للمشاركة في الانتخابات القادمة خلال شهر أكتوبر القادم  .

وخلال زيارتي للهند - منذ 5 سنوات تقريبا ومن باب الفضول الصحفي – استفسرت من بعض خبراء المعلومات  العاملين بالشركات الهندية عن سر ومدى نجاح هذه التجربة حيث أرجع الكثيرون السبب الرئيسي في إطلاق مفهوم الانتخابات الإلكترونية يستند على نجاح شركتين للتكنولوجيا هما " باهارات المتحدة للإلكترونيات و مؤسسة الهند للإلكترونيات المملوكتان للحكومة " في ابتكار جهاز إلكتروني يعتمد على بصمة الصوت يمكنه تسجيل الأصوات إلكترونيا بتسجيل خمسة أصوات في الدقيقة إذ يمكن الحصول على النتائج بصورة لاحظية بدلا من عمليات الفرز التقليدية .

ولعلنا نتذكر أنه في منتصف العام الماضي قام الدكتور إس واى قريشي، رئيس عام لجنة الانتخابات الهندية، بزيارة مصر لنقل خبرة الهند - أكبر دولة ديمقراطية في العالم - والتي تشهد أفضل عملية انتخابية إلكترونية وأحدث طفرة عالمية في عالم الانتخابات، موفرة للجهد والوقت والمواد المستخدمة ، حيث تتم الانتخابات إلكترونياً بدون استخدام أى أوراق أو أحبار، فقط بالضغط على زر الماكينة الإلكترونية لتسجل صوتك للمرشح الذي يختاره الناخب .
مشيرا أن جهاز التصويت الإلكترونى يتكون من وحدتين، وحدة المراقبة ووحدة التصويت ، ترتبطان داخلياً بكابل طوله 5 أمتار، توضع وحدة التصويت في كابينة تصويت بها شاشة يمكن فيها للناخب تسجيل صوته في سرية تامة، أما وحدة المراقبة يحتفظ بها المسئول الرسمي على بعد بضعة أمتار إذ تعرض وحدة التصويت ورقة اقتراع أشبه بورقة الاقتراع التقليدية متوفرة إلى الناخب في نظام وضع العلامات مع أسماء المرشحين ورموزهم وفقا للترتيب الأبجدي، ويسجل الناخب صوته بالضغط على زر في وحدة التصويت أمام اسم ورمز المرشح .
أكد لن تسمح هذه الماكينة للناخب بالضغط على زر التصويت أكثر من مرة، وحين يضغط عليه ثانيا تصدر صوت إنذار كي يتخذ المراقب حذره، وتعمل الوحدتان ببطارية واحدة، يمكن استعمال جهاز التصويت الإلكتروني الحالي لتسجيل الأصوات حتى 64 مرشحاً في دائرة واحدة، يمكن لجهاز واحد أن يسجل 3840 صوتاً في مركز اقتراع واحد، يتم الاحتفاظ بالبيانات المسجلة في جهاز التصويت في ذاكرة الآلة لوقت غير محدد إلى حين فرزها مرة أخرى، ويبلغ ثمن هذه الماكينة 200 دولار فقط، موضحا أن عملية فرز الأصوات بهذه الماكينة لا تستغرق أكثر من 12 ساعة فقط في كل مراكز الاقتراع .

ونؤكد أن الابتكار القائم على مفهوم التبسيط والحصول على قيمة مضافة يعد بمثابة المفتاح الذكي أمام تغلل استخدام التكنولوجيا من قبل الأفراد والمؤسسات ومن ثمة فنحن في حاجة ماسة لتبسيط وإتاحة التكنولوجيا للجميع وهو دور يجب أن تساهم فيه الجهات الحكومية المعنية " وزارة الاتصالات -الدولة للتنمية الإدارية - التعليم العالي " وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإلكترونيات لإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة تسمح لجميع المواطنين بالاستفادة من الأدوات التكنولوجية دون صعوبات وتحديات .  

• §       نهاية الأسبوع
• §       من أين يأكلون .. الصبر من عندك يارب على شطحات قوى إثارة الفوضى في الشارع.
• كل عام وأنتم بخير .. اللهم أكرمنا في شهر شعبان وبلغنا شهر رمضان وبارك لنا فيه .
• §       حب الوطن.. يعني عرق وجهد وتعب وإنكار .. وليس حناجر وفوضى ميادين ومصالح شخصية .