مصر والدخول لصناعة الفضاء

لم تعد الأقمار الصناعة مجرد تعبير عن القوة العسكرية والتكنولوجية لدولة ما، بل أصبحت أحد أهم متطلبات التنمية الاقتصادية الشاملة، وتعظيم الاستفادة من ثورة الاتصالات، ونقل البيانات لتقديم خدمات تجارية .  

ومؤخرا كشفت الدكتور نادية زخاري وزيرة الدولة للبحث العلمي في مصر أن الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء تقوم حالياً باتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق أول قمر صناعي مصري قريبا _صنع في مصر بالكامل بأيد مصرية وبنسبة 100 % من فئة النانو _ لتكون أول دولة عربية تقوم بهذا الإنجاز ، مؤكدة أن القمر لا يتعدى وزنه الواحد ونصف كيلو جرام، وأنه بتمويل من الاتحاد الأوروبي"، موضحة أن القمر يتميز بقدرة فائقة في التصوير، والتي تساهم في الحصول على دراسات أفضل لخبراء الاستشعار عن بُعد والعاملين في القطاع العمراني والزراعي، وهو مزود بألواح لاستقبال الطاقة الشمسية وتحويلها لطاقة كهربائية لتدعيم عمل القمر طوال ساعات دوران القمر حول الأرض إلا أن المؤسف هو أن العمر الافتراضي للقمر يتراوح بين 6 _12 شهرا فقط .

ونرى أنه حان الوقت لتكون لدينا صناعة وطنية قوية في مجال الأقمار الصناعية، ليس من منظور تحقيق الربح والعائد المادي فقط وإنما هناك الكثير من الأبعاد التي تدعونا للدخول في هذا المجال من أهمها ضمان تحقيق الأمن العسكري والاستراتيجي وأن تكون لدينا الخبرات الوطنية في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وأن نمتلك مساحة أكبر من الحرية و الأمن المعلوماتي لنقل وتبادل المعلومات . 

نعلم أن دخولنا لصناعة الأقمار الصناعية ليس بالأمر المستحيل أو الخارق لاسيما أن هناك الكثير من التجارب التي سبقتنا في هذا المجال والتي يمكن الاسترشاد بها، وامتلاكنا لقاعدة كبيرة من الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على استيعاب كل جديد وإنما تكمن المشكلة في تمويل هذه الصناعة، حيث تتراوح تكلفة القمر الصناعي الواحد بين 25 – 70 مليون دولار " وفقا للتقنيات المستخدمة وأهدافه " وهو مبلغ يحتاج لتعاون عدد من الجهات الواعية _ ذات المصالح المشتركة لتوفيره _ من " جامعات – بنوك – شركات اتصالات – مستثمرين – جهات حكومية " مع الأخذ في الاعتبار المردود المالي للقمر الصناعي في المستقبل .

كذلك فإن إنتاج قمر صناعي مصري يجب أن يتم من خلال وضع إطار لبرنامج تكنولوجي متكامل يتيح لنا التعاون مع الآخرين، والحصول على التقنيات الحديثة في هذا المجال وامتلاكها، وليس مجرد نقلها واستخدامها حتى يمكننا السيطرة بشكل كامل على كل وظائف القمر .

في النهاية نشير أن وجود قمر صناعي مصري " للمجالات العسكرية والتجسس المشروع " سيكون له تأثيره الإيجابي على إتاحة الفرصة أمام بناء كوادر محلية متخصصة في التكنولوجيا المتقدمة، وفتح الباب أمام توطين صناعات جديدة كصناعة الإلكترونيات، ودفع صناعة البرمجيات المتطورة علاوة على دوره في ترشيد أو إلغاء التكلفة المالية، التي نتحملها حاليا لتلبية احتياجات البحث العلمي من الصور والمعلومات التي توفرها الأقمار الصناعية .

• §    نهاية الأسبوع
• §       الشيخ حازم أبو إسماعيل .. الأخ والأخت ، وربما الأم ، يحملون الجنسية الأمريكية فبالله عليك كيف نضمن ولاء هذه الأسرة لـ " مصر " .
• §       خيرت الشاطر _ المساهم في عشرات من الشركات _ رجل أعمال من الطراز الأول ، لا أعتقد أنه يصلح أن يكون رجل سياسة أو رئيسا لـ " مصر " .
• §       عبد المنعم أبو الفتوح  .. تاريخك السياسي مشرف.. وننتظر منك أن تثبت كفاءة من خلال برنامج قوي حتى نتأكد من جدارتك أن تكون رئيسا لـ " مصر " .