الجواز على الطريقة التركية

اقرأ لهؤلاء

التكنولوجيا .. وثورة في العلاج الذاتي
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة باتت تلعب دورا استراتجيا في تطوير الخدمات الصحية العالمية بصورة تشكل قفزات نوعية كبيرة بداية من الأبحاث المتعلقة بتطوير
	تكنولوجيا محاربة الفساد  .. وصبر الشعب
التعلم خطوة خطوة في ممارسة الديمقراطية هو أحد أهم مكتسبات الشعب المصري خلال السنوات الستة الماضية لاسيما بعد أن نجح
الشباب .. واستراتيجية قومية للإبداع
يدرك الجميع أن مصر واحدة من الدول التي وهبها الله قوة بشرية لا يستهان بها ، إذ إن 60 % من السكان في عمر الشباب أقل من 25 عاما
تحديد حقوق وواجبات الروبوتات
كما يقال، لا قيمة لشيء بدون إثبات وتوثيق ورقي، وفي خضم الضجة العالمية حول النتائج المحتملة لدخولنا ثورة صناعية من نوع جديد، يقودها
الأمن الفضائي .. والتنسيق العربي المطلوب " 1- 3 "
يشكل الأمن والاستقرار، وحماية حقوق الملكية الفكرية أحد أهم متطلبات عملية التنمية الاقتصادية وإقناع المستثمرين

أصدقاؤك يفضلون:

الجواز على الطريقة التركية

صوت يرتعش كلما تحدث إليك .. عينان لا تملان النظر إليك .. روح هائمة تحوم حولك .. وقلب خافق يحنو عليك  ملامح اعتدنا سماعها لترسم لنا صورة مشاعر المحب، المتدفقة نحو حبيبته لتبادله هي حبا بحب، وهياما بهيام .. ليعيشا معا عالما خاص صنعاه بأيديهما ولا يجرؤ أحد على مشاركتهما فيه أو مجرد التفكير في اقتحامه ولو للحظات . حالة خاصة تجمع شخصين قررا بإرادتيهما أن يعيشا بقلب واحد، ويفكرا بعقل واحد، ويشقا طريق الحياة بيد واحدة .

هذا ليس حلما من عالم الخيال، وإنما نموذج حي لما يجب أن تكون عليه علاقة الرجل بزوجته، وشريكة حياته

وعلاقته هو بها صورة تحفز على العمل وتدفع لتحقيق الأحلام ، وشق الصخور .. صورة لا تصلح فقط لعالم الرومانسية، ولكنها واقع تحب أن تحياه وتتمسك به .

صورة افتقدناها كثيرا وقلما أن تقابلها اليوم  فإذا نظرت بعينيك لتراقب علاقات كل من حولك، فتجد وقد ملأها الجفاء فغلظت المشاعر، وسبقت كلمات العنف والعدوانية كلمات الحب والرحمة، وهجرت المودة والرحمة - التي طالبنا بها رب العالمين - البيوت ليحل مكانها التحفز للصراع، والندية المجحفة، والاستعداد الدائم للنزاع على أتفهه الأسباب

حتى تحول كثير من بيوتنا إلى جزر منعزلة يقبع كل طرف بمفرده، معلنا  العصيان على الآخر .

والغريب اللافت للنظر تصاعد نسبة  المشاهدة للمسلسلات التركية والتي غزت ثقافة مجتمعنا منذ سنوات قليلة، لتغازل مخزون المشاعر لدى الرجل والمرأة لترسم صورا مثالية لما يجب أن تكون عليه علاقة الزوج والزوجة .

وعلى الرغم من كثير من المبالغات التي تتضمنها  هذه المسلسلات إمعانا للحبكة الدرامية إلا أنها أظهرت كم التعطش المجتمعي لدى الشباب والكبار من الرجال والنساء على حد سواء فأصبحت بطلات هذه الدراما فتيات أحلام لشبابنا

والعكس أصبحت  الفتيات تحلم بفارس الأحلام الذي يعزف على مشاعرها مثلما ترى من مشاهد في هذه المسلسلات.

أعتقد أن ما عكسته الدراما التركية أثبتت أن هناك خللا واضحا في الصورة الذهنية التي تكونت على مر السنين عن علاقة الرجل والمرأة والتي كان فيها الإعلام والأعمال الفنية المصرية فاعلا رئيسيا في تشويه هذه الصورة بما بثته طوال سنوات طويلة من صور وانعكاسات  سلبية لعلاقة الزواج .

 

بحر أسود غرقنا بداخله حتى  صار هو الواقع والصحيح، فأصبحت العلاقة الزوجية علاقة "سيئة السمعة " ومحل سخرية في جلسات الشباب وحواراتهم ، بل انعكس الوضع داخل المسلسلات والأفلام وكثير من المواد الإعلامية التي تغذي الشعور بأن من يتزوج فإنه يدخل بمحض إرادته إلى عالم  القيود، وكتم الأنفاس، ووداع الحرية والانطلاق حتى  أصبح تعبير" قفص الزوجية" هو التعبير السائد ليؤكد هذه الانطباعات .

 

آن الأوان كي يتعامل الإعلام مع عقول شبابنا بصورة مستنيرة ترسم صورا حقيقية لما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة كما رسمتها كل الأديان السماوية كأسمى علاقة بين شخصين حتى لا يقعون فريسة لثقافة مجتمعات غريبة قد تبث فيهم  ما لا تحمد عقباه من قيم ومبادئ تؤدي إلى الاغتراب .

فبالله عليكم كيف يكون حال رجل أو امرأة قضيا يومهما وليلتهما  في صراع وشجار وصل إلى حد الشقاق أن يكونا عنصرين منتجين ، وهما متنافران كل في مكانه .

كيف يمكن لشخص أهدرت مشاعره وعواطفه في اليوم مائة مرة أن يبدع أو أن يطلق عنان فكره كي يطور أداءه داخل عمله .. أيا كان مجاله ، لقد آن الأوان كي نتفهم علاقاتنا الاجتماعية كما أرادها الله أن تكون دون تزييف أو مبالغة .

 

 

مشاركات القراء