شفرات الاتصالات .....والوعى التكنولوجى

شفرات الاتصالات .....والوعى التكنولوجى

بقلم : فاتن الخولى

يبدو ان قطاع تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات سيكون هو الحاضر الغائب فى الاحداث السياسية التى تمر بها البلاد  فمنذ 25 يناير منذ ان اشعلت مواقع التواصل الاجتماعى الاحداث و اصبحت محركا رئيسيا بها و تجاوز  تاثيرها تاثير الاحزاب السياسية و التيارات المختلفة فى تشكيل الراى العام المصرى .

وفى الحقيقة فأن تاثير التكنولوجيا فى تصاعد  يوما تلو الاخر بوتيرة لم تحدث من قبل بدءا من واقعة القطع المتعمد لخدمات الانرتنت يوم 28 يناير 2011 و الذى صحبة الكثير من الجدل و الشائعات حول المتسبب فى ذلك الا ان تم تاكيد  براءة شركات تشغيل خدمات المحمول  فى التورط فى هذا الامر مما ولد هاجسا كبيرا لدى قطاع عريض من المستخدمين نحو حدوث اى خلل فى الخدمات التكنولوجية المقدمة خصوصا خدمات الانترنت و المحمول  ليعبر بشكل قاطع عن  صعود هذة الخدمات الى اولويات المواطن المصرى فى مختلف شرائح المجتمع...

تطور ايجابى شاركة فيه ثالوث عملية التنمية التكنولوجية والذى يعد ضلعه الاول الجانب الحكومى ، ممثلا فى وزاة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات بكل هيئاتها التابعة  ، على حين تمثل كافة الشركات العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتى تقدم الخدمات الى المستخدمين الضلع الثانى وتمثل الصحافة المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات الضلع الثالث لها المثلث اذ حرص الزملاء الصحفيين العاملين فى هذا المجال وعلى مدار السنوات الماضية على تطوير مهاراتهم التقنية و توسيع و تعميق  نطاق تغطيتهم الخبرية بما يهدف الى تسهيل تواصل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع مختلف فئات المجتمع المصرى للوصول و فى كل مكان فى الجمهورية و لسان حالها  يطمئن المستخدمين من استمرارية اداء كافة اطراف مثلث التنمية المعلوماتية فى اداء دورها و حماية الخدمات التى باتت لا غنى عنها والعمل على تحسينها وتطويرها بالاضافة الى حماية حقوق المستخدمين .

الا ان حال قطاع التكنولوجيا كغيرة من القطاعات لم يسلم من التاثيرات السلبية لحالة الاختلاف العنيف الذى يتعدى كل الخطوط الحمراء و القاء التهم جزافا و كثرة الشائعات التى منيت بها الكثير من القطاعات و التى اختلط خلالها الحق بالباطل الا ان صعوبة الامر فى قطاع الاتصالات ترجع الى طبيعتة الخاصة و التى تكثر بها التعقيدات الفنية و التى لا يدركها جيدا الا المتخصصين مما يعد خصبة جيدة لانتشار الشائعات و التى مثل اخرها اتهام البعض حصول أحد الأفراد علي شفرة تشغيل اجهزة اللاسلكي من احد العاملين في وزارة الاتصالات والتى  تتنافى تماما مع القواعد الخاصة بالتراخيص التي تصدر لاستخدام الأجهزة اللاسلكية والتي هي من اختصاصات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأنها لا تتضمن أي تراخيص أو موافقات للبرامج الإلكترونية الخاصة بتشفير الأجهزة اللاسلكية .

نعتقد ان انتشار مثل هذا النوع من الشائعات يؤكد على اهمية الدور الذى يجب ان تلعبه صحافة المتخصصة فى تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات و الزملاء الصحفيون المتخصصون فى هذا المجال الذين لديهم من الدراية و الخبرة الكافية بما يمكنهم من معرفة عدم صحة مثل هذه الاشعاعات من الناية الفنية اولا كما ان اليات العمل بقطاع الاتصالات، وبصفة خاصة داخل الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات ، لا تسمح بامكانية حدوث ذلك مما يجعلهم حائط سد ضد اى شائعات تؤثر على اداء هذا القطاع العام و الذى يعد رمانة الميزان لتطوير بقية القطاعات الاقتصادية.