غزوة تبوك وكشف المنافقين " 4 "

غزوة تبوك وكشف المنافقين " 4 "

بقلم : سامح نصير 

نستكمل ما بداناة بالمقال السابق باستكمال الحديث عن غزوة تبوك وكشف المنافقين اذ أرسل النبي صلي الله عليه وسلم رسول إلى هرقل بأنه فى تبوك وخيره بين الإسلام أو الجزية أو القتال ، أثناء ذهاب رسول النبي صلى الله عليه و سلم لهرقل كان صلى الله عليه وسلم يفتح القرى المحيطة بتبوك قريبة كانت أم بعيدة ، من القرى البعيدة التى فتحها صلى الله عليه و سلم دومة الجندل التى حاول المسلمون فتحها سابقا و لم يستطيعون لفرار أهل دومة الجندل .

فأسل النبى  صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد لأوكيدر دومة الجندل ( ملكهم ) قائلا لخالد رضي الله عنة ستجده يصطاد البقر ، وصل خالد رضى الله عنه دومة الجندل ليلا فكمن إنتظارا لخروج أوكيدر للصيد ، كان أوكيدر يراقب الموقف من الحصن لأنهم يعرفون بوجود المسلمين ، كان اوكيدر يحب الصيد حبا شديدا ، بعد فترة رأى مجموعة من البقر تقترب من حصونهم ، إلا انه رفض الخروج لأن ذلك كان وقت حرب ، بدأت البقر تقترب أكثر حتى بدأت تحك قرونها بالحصن فقرر أن يخرج هو وأخوه حسان لصيد البقر والعودة .

 أثناء استعدادهم للخروج إبتعد البقر الا انهم تبعوهم وقبل أن يصلوا إلى البقر وقعوا فى كمين خالد رضى الله عنه وبدأ القتال فقتل المسلمون حسان واسروا أوكيدر وكل من كان معه وجاء بهم إلى النبى صلى الله عليه و سلم ، لما رأى أوكيدر ما هو فيه بدأ يفاوض على الجزية  فوافق النبى صلى الله عليه و سلم ، عاد أوكيدر و أقنع قومه بالجزية و تم تسليم دومة الجندل للمسلمين بدون قتال و خضعت للمسلمين و ظل يحكمها أوكيدر بأحكام الإسلام .

وصل رسول النبى صلى الله عليه وسلم لهرقل وقرأ عليه الرسالة ، قال هرقل للرسول إرجع تأتيكم رسالتنا ثم أمر هرقل بأن يأتوه بفتى عربى نصرانى يكون فطن ، فجأوه بشاب إسمه التنوخى ، كان هرقل من علماء النصارى ويعرف ما جاء بالإنجيل و كان يريد أن يتحقق من النبي فقال للتنوخي أريد أن أرسلك إلى محمد برسالة وأريدك أن تتأكد لى من ثلاث علامات الأولى هل يذكر رسالته لى ، الثانيه هل يذكر الليل والثالثة أنظر لى علامة في ظهرة بين كتفيــة ( خاتم النبوة ) .

 الرساله التى أرسلها النبى لهرقل كان يقول فيها إنى أدعوك لجنة عرضها السموات و الأرض فإن لم تسلم فعليك إثم الاريثيين ( الفلاحين ) ، وصل التنوخي لتبوك ومعه رسالة هرقل التى كان بها من هرقل عظيم الروم إلى محمد بن عبد الله ، إستقبل الرسول صلى الله عليه التنوخي وقرأ صلى الله عليه وسلم رسالة هرقل ولما فرغ قال للتنوخى ماذا فعل هرقل برسالتي ! ( فظهرت للتنوخى العلامة الأولى وهى أن النبى ذكر رسالة هرقل ) فقال التنوخى أمسكها فقال صلى الله عليه و سلم أما كسرى فمزقها فمزق الله ملكه وأما هرقل فأمسكها فأمسك الله ملكه ، قال التنوخى دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار ؟ فرد النبى صلى الله عليه و سلم قائلا أين الليل إذا جاء النهار! ( فإذا هى العلامة الثانية ) ، ولصعوبة التعرف علي العلامة الثالثة وهى رؤيه خاتم النبوة التي تحتاج أن يكون النبى صلى الله عليه و سلم غير مرتدي لملابسة و هذا صعب فظل التنوخى و لم يرحل و أستأذن فى أن يبقى فأذن له النبى صلى الله عليه و سلم ، رأى النبى صلى الله عليه و سلم فى التانوخى الذكاء فعرض عليه الإسلام لكنه رفض ، حاول التنوخي رؤية العلامة الثالثة فلم يستطع .

للحديث بقية ...